فى الخمسينيات من القرن الماضى تنبأت عرافة أمريكية شهيرة تدعى جين ديكسون بأن مصر سيتولى حكمها فتى قوى حازم يقيم العدل وينشر الأمن ويصبح سيد العالم، وأسمته بفتى الشرق العظيم.. استرعت هذه النبوءة انتباه الرئيس جمال عبدالناصر والذى نظرا لكونه شديد الثقافة فكان ملما ببعض ما كُتب عن علم آخر الزمان فتصور أنه ربما يكون هو المقصود بالنبوءة، فقام بإرسال الأستاذ هيكل إلى أمريكا لمقابلة العرافة والاستيضاح منها لكنها فاجأته بمعلومة أن فتى الشرق العظيم لم يولد بعد وأنه سيولد فى العام 1962
وقد تحدث “محمد حسنين هيكل” في إحدي مقالاته عن نبوءة العرافة الأمريكية، جين ديكسون، عن الطفل المصري العظيم ، وفي مقالات لهيكل نشرها بعد نكسة 1967 عندما كتب يقول:” عرافة أمريكية شهيرة تدعى جين ديكسون قد تنبأت بميلاد طفل مصري سيكون له أثر خطير في منطقة الصراع المصري العربي الإسرائيلي، بل في منطقة الشرق الأوسط كلها، ويتردد صداه في أنحاء العالم العربي والشرقي على السواء،
نبوءة .. (( طفل الشرق العظيم )) .. او .. (( فتي الشرق العظيم )).. ليست خاصة بالعرافة الأمريكية … جين ديكسون … …. وحدها.. فقد سبقها إليها بعض المتنبئين الكبار وعلى رأسهم … ميشيل نوسترادموس … الذي أذاع النبوءة عام 1556م. ( وذكر فيها أن فتي الشرق العظيم سيولد في مصر.. وسيكون له شأن كبير في السيطرة على العالم (
بدأت أحداث الرؤيا في يوم 2 فبراير 1962م عندما كانت جين ديكسون جالسة ومستغرقة في تأملاتها كعادتها ، نهضت مسز ديكسون من فراشها وتوجهت إلى النافذة الشرقية في حجرة نومها وهى تقرأ بعض مقاطع الإنجيل التي تدعو الله بها دائما.. وكانت الشمس لم تشرق بعد ولكن عندما أطلت مسز ديكسون من النافذة أذهلها ما ترى.. فقد اختفت حديقة منزلها ومنازل الجيران تماما وحل محلها صحراء شاسعة لا تدرك العين لها حدودا.. ثم انفجرت أشعة الشمس لترى خروج فرعون مصر وزوجته الملكة من قلب الشمس.
أما الملكة فقد عرفتها جين ديكسون على الفور إنها الملكة المصرية نفرتيتي.. وأما الملك فهو زوجها إخناتون فرعون مصر المعروف أو الفرعون الموحد بالإله الواحد.. كان كل منهما يمسك بيد الآخر كما يفعل المحبون وقد كانت لهما عظمة الملوك، وعادت عينا جين ديكسون تركزان على الملكة نفرتيتي، كانت الملكة تحمل طفلا حديث الولادة على ذراعيها وتضمه في حنان، ومن العجيب أن هذا الطفل الذي تحمله ملكة مصر الجميلة كان ملفوفا في قماش ممزق قديم وغير نظيف تماما، كانت ملابسه تمثل تناقضًا صارخًا مع ملابس الملك والملكة وعظمتهما، لأنها ملابس طفل فقير وكان السكون يسود المكان تمامًا بينما يتقدم الملك والملكة ومعهما الطفل ، وبدأت جين ديكسون تشعر بوجود أعداد ضخمة من الناس تقف لتشاهد الطفل، وكأن العالم كله يقف منتبها يشاهد الملك والملكة وهما يقدمان الطفل، وفي الحال يصبح الطفل مصدر اشعاع قوي جدا كقرص الشمس .
واختفى إخناتون من فوق مسرح الرؤيا وبقيت الملكة نفرتيتي، وأبصرتها جين ديكسون وهى تغادر الطفل وخلال عودتها شعرت الملكة بالعطش والتعب.. فجلست تستريح بجوار نبع مائي صغير.. وبينما هي تملأ يديها لتشرب . انطلق فجأة خنجر مجهول أنغرس في ظهرها فماتت على الفور
وعادت جين ديكسون تنظر إلى الطفل، لم يعد طفلًا الآن! لقد أصبح شابًا رجلًا عظيمًا.. وكان فوق رأسه علامة بدأت تكبر حتى ملأت الأرض وفى كل الجهات..وأمامه خضع الناس من كل الجنسيات ضارعين.. وكان الشعاع الذي ينبعث منه هو شعاع العلم والحكمة، وقد رأت في عيني الرجل الحكمة البالغة والمعرفة الحقة والناس تتقاطر عليه من كل مكان.. وانتهت الرؤيا في الساعة السابعة و17 دقيقة صباحًا، وفي المقالات المقبلة سنستكمل الحديث عن طفل الشرق الأوسط القوي