تتلألأ شموس الأدب من بين أحرف نثريات قصائده ، يتراقص الابداع عشقا ما بين حنينه و أشواقه إلى المرأة و الوطن ...
يستنشق العبير الشادي من بين الجفون و الربيع و سماوات أشجان القلم ...
و من أريج التراب و زلزلة القلوب و الأنهار ، يرتشف نسمات الغروب و ظلام الأقدار من أعين الأحقاد و دمس التراب،معانقا للخريف من أعالي سنديان الأقمار ، مُقبِلآٓ لزخات المطر من وسط هيام السحاب ...
يهاب من الوحدة وتدثره أغصان جيتار الكبرياء، اشتياقا لثغرها الباسم ،حالما بكؤوس الحياة من بين كفوف مشاعر الجميلة أنثاه ، من بين جنات ذراعيه حتى كفن بقايا العطور بِشذى مُنياه ..
أنثاه هي الأم و الأخت و الحبيبة ، رمز الوطن و المحبة والعطاء سرمدا بدنياه ..
وهذا ما نلمحه من النص الأدبي الغزير بالملامح المشمسة الراجية للتفاؤل و للأمل أبدا ...
يبدأ الشاعر قصيدته بهمسات تضعنا في بوتقة الخيال و ربوع العشق التي تأسرنا للبحث و للإبحار في محيط نجواها و هي عبارة : ( لملمي بقايا العشق و انثريها على قبري ) ..
فنتساءل : ما هذا العشق الناري المصوب إلي ذاك الفؤاد بأسهم كيوبيد المشتعلة ، و لماذا نبرات الشجن ينثرها الحبيب على القبور و من أسفل التراب من بعد هجر الضلوع بحياة الشغف، فهل هذا الغرام متاحا بالزمان الحالي ، أم رحل عن ربيع نجمات مداراته بالرومانسية للأبد ...
وكيف تمضي به الأيام و هو مسافرا إلى عالم الخيال و خريف الوجد و جزر السقم ..
فنلمح من عبارة : ( اشتقت ...عندما كنا نعانق حبات المطر ، فَأَسْرِ بك ...يدي لا تترك يدك ) ...
مدى جمر الاشتياق إلى محبوبته ، كي يعانق دروب مشاعرها بدفء الوريد و بالحنين العفيف و بشموس الألحان بالهيام النرجسي ..
و هل هي قاطنة بسماء الكبرياء و لن تلتفت إلى رجفة الأحداق المتوقة من مقلتيه إلى نسيم خصرها ، من بين همسات الصبا و شجون الجفاء بتلك المحبة بالنعمِ ، و هذا ما ارتشفته من همس القلم من عبارة : ( تخلصي من غرور الكبرياء ، حبك الأبدي صنع الفوضى ، بعثري العاب الصبا ) ...
فما أحن منها ، حبيبة مدللة ، ملهمة لأحاسيسه بنفحات و أكاليل الإحتواء المتلألئة بالغنج و بالنشوة و بسحر الابتسامة و زينة لِعشق الوطن و الارتواء من أنهار العذب ، وهذا ما عانقتنا به عبارات : ( ملهمتي ليست كالنساء ، ملهمتي شيء آخر ، أستطيع وصفها.... هي الأم إذا أحنت ، هي الحبيبة إذا تغنجت ، هي الأخت إذا ابتسمت ، هي البنت إذا تزينت ، هي التي تعرفونها.....المرأة ...رمز للحب والوطن ) ...
و تلعب معنا سيكولوجية النص دور هام بانسيابية لغة السرد و المهارة في الوصول لخيال و احساس القاريء ، و التحدث عن محبوبته باسلوب عشق الذات و هجر الهوى و السكن بأجواء التناسي و الكبرياء ،و باتت الأمور تباعد و فراق إلى فناء العمر بالانتهاء ..
فالهمسات متأرجحة بين خفقان القلب و الحب
و جنون الكبرياء، حيث عانق نثر القصيدة بطريقة رائعة و راسخة و متألقة بالسلاسة و بالنشوة ثم ختاما لقصيدته بالحلم بالرجوع و عودة الروح و الانتماء ...
قصيدة//
المرأة ...الحب والوطن
....................
لملمي بقايا العشق ....
وانثريها على قبري...
فإني ما عدت حيا
لم يبق من الحب إلا السراب
فاحضنيه لعلك تتنفسين عبقي
عطرك المرشوش على كفني
عبيره مثل رائحة التراب
زلزلي الأرض من تحت قدميك...
ارفسي معالمي ...
ارفضي الخطيئة... دمري أحقادك
سلي عني ظلمة الليل الموحش
وأنا أعاتب خفافيش الظلام
لأنها لا تألف وحدتي....
اشتقت لك في قبري
اشتقت ...عندما كنا نعانق حبات المطر
فَأَسْرِ بك ...يدي لا تترك يدك ...
انظر إلى محياك .... ثغرك الباسم
وأسافر في بحر عينيك
أمارس كل طقوسي معك.....
آآه .....
أتيمم..... بيديها
ارفع وجهي مستقبلا وجهها
اركع على صدرها
اسجد على شفتيها
أتطلع إلى العلياء متوسلا لخالقي
رحماك ربي إني كنت مذنبا
اليوم ..... فرصتك
تخلصي من غرور الكبرياء
حبك الأبدي صنع الفوضى
بعثري العاب الصبا.....
ائتزري مفاتنك وتعطري بالمطر
استقبلي مرآتك لتبصري ماضيك
ماضيك الذي يعكس حاضرك
استعيد ذكرياتك معي ....
واذكريني عند مولاك... وأخبريه
بوفاة الرجولة .... في زمن الذكور
لملمي بقايا القصيدة....
وانثريها على قبري
فإني ما عدت حيا
ملهمتي ليست كالنساء
ملهمتي شيء آخر
أستطيع وصفها....
بأنها رمز للكبرياء
هي الأم إذا أحنت
هي الحبيبة إذا تغنجت
هي الأخت إذا ابتسمت
هي البنت إذا تزينت
هي التي تعرفونها.....
المرأة ...رمز للحب والوطن
************,
مع القلم النادي/محمد رابحي بن علي ، إطار بدار الثقافة ابن رشد لولاية الجلفة ، مصمم غرافيك محترف بالإضافة لاحتراف السمعي البصري ومن بين مؤسسي الحركة الجمعوية بولاية الجلفة منذ 1992 شارك في الحصة التلفزيونية الفنية ليالي الجزائر 1998، مهتم بالثقافة والادب ، شارك في تنظيم عدة ملتقيات أدبية وفنية بدار الثقافة بداية من سنة 2000 ، نشر بعض النصوص الشعرية في عدة جرائد ورقية محلية، شارك في تنظيم الأسبوع الثقافي لولاية الجلفة بالجزائر العاصمة في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 ، بالإضافة للمشاركات الثقافية والأدبية المحلية والعربية منها : المشاركة في تظاهرة امنيون مبدعون 2016 بدولة تونس الشقيقة و المشاركة في مهرجان إيلاف الدولي للثقافات 2018 بتونس من تنظيم جمعية روافد للفنون و الثقافات ، عضو مؤسس للملتقى الأدبي الوطني الأول - الإبداع نشيد السلام- 2018 ، و مؤسس مجلة التقارب الثقافي 2020.....