قال الشاعر المصري حافظ ابراهيم:
إلام الحلف بينكم إلاما.. وهذه الضجة الكبرى علاما
وفيم يكيد بعضكم لبعض .. وتبدون العداواة والخصاما
أما آن لأبناء الأمة العربية، أن يستعينوا فى تعاملهم مع بعضهم البعض بأخلاق دينهم الإسلامي، والتى تُقرب القلوب، وتوحد الصفوف، وتُدعم الاتحاد بين حكوماتهم وشعوبهم... ؟!
حيث يقول سبحانه وتعالي في قرآنه الكريم: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ".. ( سورة فُصلت.. الآية 34 ).
ويقول عز وجل: " وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ".. ( سورة المؤمنون.. الآية 3 ).
ويقول جل جلاله: " وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا".. ( سورة الإسراء.. الآية 53 ).
ويقول سبحانه وتعالي: " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِين".. ( سورة هود.. الآية 114 ).
ويقول تبارك وتعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا".. ( سورة الفرقان.. الآية 63 ).
ويقول عز وجل مخاطباَ رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم:" ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ".. ( سورة النحل.. الآية 125 ).
تلك هي الأخلاقيات الحميدة، والآداب الفاضلة التي أمرنا بها الله عز وجل فى التعامل مع كل الناس، فما بالكم مع الاشقاء....؟!.. وهنا يجب أن نسأل:
- كيف يُسمح لبعض الإعلاميين، سواء أكان ذلك من خلال صفحات الجرائد، أو عبر شاشات الفضائيات بنشر الكراهية بين شعوب المنطقة...؟!.. إن الإصرار على استمرار مثل هذه السياسة الإعلامية ستكون آثارها مُدمرة على الدول العربية، مما يزيد فى تفرقها، وتشرذمها، والعودة بها إلى أيام الجاهلية الأولى قبل الاسلام، ليقاتل العرب بعضهم البعض.
لذا أحذر من استدعاء هذا الماضي التعيس، الذي نشب فيه حروب مستعرة مثل: "داعس والغبراء" و "البسوس" و ...!!
ويؤسفني القول بأن هناك دولة عربية تتعجل عودة هذا الماضي بكل ما يحمله من مآسي مثل دولة قطر التى لا تترك أي فرصة أمام أي شعب عربي آمن ومستقر؛ إلا وتبعث له مرتزقتها من: "جماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيما: القاعدة وداعش" بالتعاون – طبعا - مع الغُزاة العثمانيين لإثارة الفزع ونشر الدمار وقتل الاطفال واستباحة الحقوق وتدمير الديار فيه....!!.. ومع كل مايحدث للعرب؛ من تشريد، وتمزيق نسأل مرة أخرى:
-هل مازال هؤلاء الإعلاميون لم يشبعوا من زرع السموم، ونشر البغضاء بين الشعب العربي....؟!.. وهل من المنطق؛ أن تُوظف الأحداث الفردية بين أبناء الوطن العربي، والتى تحدث كل يوم، وفى كل مكان؛ لتتحول إلى نار مشتعلة تأكل الأخضر واليابس، وتفتح الأبواب للذئاب أمثال: "أردوغان" لنهب ثروات الأوطان، وتسرح فى أوطاننا الثعالب من الدول الغربية لتشارك تلك الذئاب فى نهش لحم الضحية من الدول العربية...؟!
وكيف يُستدرج إعلاميون فى جمهورية مصر العربية، ذات المائة مليون مواطن، وحضارة أشرقت بفجرها على العالم، من الأطفال فى معارك عبثية وصراع مجنون؛ لا يحسب حساباً لآثاره المُدمرة على الوحدة العربية التى تمزقت أشلاؤها بين أطفال وجُهال؛ غابت عنهم الحِكمة، والمعاملة بالحسنى...؟!
ظني أن الإعلام العربي حالياً، اندس فيه – وبكثرة - الخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية، تلك الجماعة التي تُسمم فكر المواطن العربي تحت مُسمى "مصلحة المواطن الكويتي أوالمصري"؛ فى الوقت الذى يمكن فيه حل أي خلاف مهما كان نوعه بين الأشقاء بالطرق الودية.
فالمسئولية هنا تقع دائما على الكبير، لأن لديه الحكمة، والخبرة، والقدرة على احتواء المشاكل وعلاجها للصالح العام، هذا ما يجب أن يكون؛ بالذات من الشقيقة الكبرى مصر.
لكل ذلك وغيره، نتمنى وضع معايير أخلاقية، وأهداف وطنية، لكل العاملين فى مجال الإعلام، على أن تكون تلك المعايير والأخلاقيات؛ دستوراً صارماً لايتجاوزه أيا ما كان حتى لا تُهدد أي مشكلة فردية الأمن القومي المصري؛ فى الوقت الذى تُحيط الذئاب والثعالب بمصر العظيمة.
كما يجب ألا تُترك ثغرة فى أي دولة عربية، لينفذ منها أعداء العرب الذين يُريدون إسقاط وإضعاف المنطقة حتى يسهل على الذئاب إلتهام ماتبقى من الوطن العربي، فحرام عليكم أيها الإعلاميون فى كل مكان من عالمنا العربي.
ويكفينا تمزقاً وقتالاً، يكفينا دماءً سالت، وأرامل ترملت، وأطفالاً تشردت، ودولا سقطت، يكفينا من التفرقة ماسببته من صراعات تقدم نتائجها لعدو لا يرحم، ودولا لا تسأم من نهب ثروات الوطن العربي.
كفانا خلافاً،و كفانا بُغضا، كفانا تشاجرا، وتشاحناُ وشقاقاً، لقد نجح العدو فى توظيفنا فى لخدمة أهدافه وتأمين مصالحه، ليتحقق له قيام دولتهم "من النيل إلى الفرات" .. أخيراً أقول: "والسلام على أمة تاهت بين الصحاري، والنزاع، وتأجيج الصراع فيما بينها، وهي فى طريقها الإنتحار وإلى المجهول إن لم تفق من غفلتها".