حنان شلبي تكتب: واحدة بواحدة

حنان شلبي تكتب: واحدة بواحدة
حنان شلبي تكتب: واحدة بواحدة

كبسولة حنان

 

عندما تقوم بدعم شخص مجتهد و محترم سوف تكون شريك نجاحه حين يصل إلي القمة و عندما تدعم شخص آفاق سوف يقفز و يصل للقمة و هو يدوس علي رقبتك

و في موسم التحضير لمجلس النواب الذي نعيشه الآن فإن بعض الحالمين بالحصانة و الكرسي و النفوذ و تمثيل المصريين في الخارج في البرلمان القادم يستعدون بكل قوتهم أو بكل ضعفهم لأنهم لا يصلحون لتمثيل حتي انفسهم  و سوف أترك لك عزيزي القاريء الحكم في مسالة القوة التي أراها منتهي الضعف و تبعث علي النفس الشعور بالاشمئزاز في مشهد التنطيط و الذهاب في رحلات ماكوكية لعمل تربيطات معينة مع جهات معينة لأخذ الوعود و تقسيم الكعكة و لالتقاط بعض الصور مع بعض المسئولين في مصر و استأجار بعض الأقلام لتلميع أنفسهم بدون إثبات لكل ما ينسب لهم من أعمال عظيمة و شهادات مزورة و مناصب وهمية ،، و كل صحفي أصبح له تسعيرة و كل مسئول له شنطة سفر كاملة من الماركات الأمريكية الفاخرة أو حتي التقليد و رزق الهبل علي المجانين !

و لا أعرف ما سبب سعادة بعض الناس بهؤلاء الأفاقين الجهلة و لماذا يعتبرون هؤلاء رموز مصرية وطنية في الخارج حققوا نجاحات استحقوا من اجلها الظهور في البرامج و الصحف علي طريقة فنكوش دكتور عبد الجواد أيوب في أحد أفلام عادل امام ،، واحدة بواحدة

تكلمنا كثيراً عن هذه النوعية من الافاقين و لا أحد يتعلم الدرس أبدا ،، فهناك صنف من المسئولين عندما يحين أنتهاء مدة خدمته يتنصل من علاقاته بهؤلاء مؤقتا لحين تجديد الثقة فيه و بقائه في منصبه أو تقلد منصب آخر ثم يعود و يبحث عن أفاقين و متسلقين جدد ليضمهم للشلة القديمة علي سبيل التمويه ! و هناك صنف آخر أكثر واقعية و أكثر بجاحة فهو يعلم جيداً أنها النهاية و أن الكرسي لن يستمر و المنصب زائل لا محالة فيصبح كالكلب المسعور و يا رايح كتر من الفضائح  ! و بدون حياء أو خجل يحاول التربح من منصبه أكثر و أكثر قبل أن يغادر المنصب و طبعا الحمص كتير و المولد منصوب طيلة الوقت و المشتاقين كثر فلما لا ؟ و الفرص كثيرة و الرحلات الماكوكية للافاقين يجري لها اللعاب بالهدايا تارةً و بالولائم الفاخرة تارة أخري فلا كرامة و لا عزة نفس و لا عين تشبع و لا إحساس بالمسؤولية و لا هيبة للمناصب ! و بالمناسبة بعض هؤلاء المسئولين قد قام بدفع رشوة للحصول علي المنصب و تربح أضعاف أضعاف الرشوة مئات المرات ،، و هل يعقل بعد ذلك أن تصبح له كرامة !؟

و القاريء المتأني سوف يشعر بأن هؤلاء جميعا لا يستحقون أن يكونوا في القمة لا المسئول الذي يلهث وراء المنصب رغم إخفاقاته و لا المسئول الذي يتربح من المنصب و لا المتسلقين الجهلة الذين يحومون حول الصنفين ! إذا لماذا تهللون لهم جميعاً بعد هذا الاستهتار و العبث و السراب ،، هل انعدمت الضمائر ؟

لقد ان الاوان لفضح كل هؤلاء و من دعمهم و من ساعدهم في خداع الناس و من يجعل من نفسه سلمة يدوس عليها المسئول الخائن و أعوانه من المتسلقين و المنحرفين ،، نعم المسئول الخائن لمهام وظيفته و الخائن لبلده و للمواطن الذي يعاني في وقت ينعم هؤلاء بالمناصب و الثروات و الهيبة المزيفة و الغرور بدون إنجازات !

فليس من الحكمة أن تجامل أو تنافق آفاق يدوس علي رقبتك ليصل او يحتفظ بالمنصب بالخداع و الكذب و في الوقت الذي يشكل عليك عبأ تمدح ادعاءاته و إنجازاته الوهمية ! هذه ليست وطنية لأن كرامة الدولة من كرامة المواطن و من يدوس علي كرامتك يدوس علي الدولة بأكملها ،، إنهم أفاقين و سحرة و كهنة معبد و لعنتهم سوف تصيب من يؤمن بهم و من يمشي علي دربهم ،، فإن طال الصمت فلا أمل في النجاة و لا أمل في الحياة الكريمة و الله هو المستعان

 

حنان شلبي