حديثى هذا لا أخاطب به رجال السياسة، أو فئة بعينها بل هو رسالة إلى الإنسانية جمعاء، في الأيام الأخيرة، يُحاول خصوم مصر تشويه مساعي مصر نحو السلام والدفاع عن حدودها، وأن هذا لم يثار عبثيًا، ولكي نرى المشهد على حقيقته أحببت أن اعرضه لكم من الداخل من خلالي انا كمواطن مصري، في عام ٢٠١٣ أعلن المصرييون غضبهم على نظام حكم جماعة الإخوان المحظورة والتي بمجرد الضغط على زر البحث بالموقع العالمي " جوجل " سيظهر لكم رأيان الأول أنهم جماعة مقهورة ومظلومة، والآخر أنها إجرامية مُتحايلة، مُخالفة للفطرة الإنسانية في نواحي عديدة، أبرزها هي الإعتراف بفكرة الوطن وأنا اصارحكم وبكل شفافية أرى أنها إجرامية لما يقترن بهذا من شواهد عديدة لمسناها في وطننا " مصر "، ولكن أترك لكم الحكم بعد رحلة بحث بين كلا الأمرين، وعلى هذا قررنا في بلادنا إسقاط النظام الفاشي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبالطبع كان لرد فعلهم شأن آخر، أوله ما تم ترويجه بكافة الوسائل وبمنظمات حقوق الإنسان بما تعرضوا له من ويلات لم تكن سوى في الأصل رد فعل جاء بعد تحذيرات عديدة من قِبَل السيادة المصرية وهي كانت مُعلنة ومحددة الميعاد، ولكن كان العناد سيد موقفهم، ومن ثَمَّ ما ترتب عليه وما عُرف بأحداث "رابعة والنهضة"، هذا ما ظهر ولكن إذا رجعتم للوراء قليلاً ماذا فعلوا هم بالمعارضين في أحداث الإتحادية دون نذير، ماذا فعلت عناصرهم في الشوارع والتَهكُم على حريتهم، وبا صرَحّ رجالهم، هنا ستعلمون لماذا خرجنا عليهم ولم تنتهي القصة بعد.
بعد عزل الرئيس "محمد مرسي"، بدأت الهجمات الإجرامية في الشوارع وعلى حدود مصر الشرقية " سيناء" سؤالي لكم أيها المواطنون في أقطار الأرض، إذا ما تَـعَرضت اوطانكم لكل هذا، كيف يكون موقفكم؟ ولما السؤال فقد تعرضتم انتم لهجمات مُشابهة، ماذا تفعلون لو حدود بلادكم وسلامتكم مُهددة من فئة من المجتمع سوى ان سيحاسبهم القانون؟ هذا كل ماحدث، ولم يكتفوا بعد بل صرَحَ إحدى قيادتهم " محمد البلتاجي" مهددًا أن ما يحدث في الحدود الشرقية " سيناء " من جرائم سيتوقف بمجرد خروج الرئيس "محمد مُرسي" ومازالت مصر منذ هذه اللحظة تفقد ابنائها من الشرطة المصرية و القوات المسلحة على مدى سنوات ثم يتسائل البعض لما الجيش المصري يُعد كل هذا العتاد، الإجابة تكمن في تلك الفترة الراهنة حينما دَعم، رجب طيب اردوغان، جيش الوفاق المُنشق عن مسار وحدة الأراضي الليبية، وبدات مساعي مصر لمحاولات التفاوض وإعلان مبادرة القاهرة والتي " تُسمى : بإعلان القاهرة" والتي جاءت بوقف إطلاق النار بدء من ٨يونيو والوصول لتسوية سياسية، لو كان الهدف نزاع سياسي مخلص لأجل البلاد كان الطرفان جلسا على طاولة تفاوض لدينا بقصر الاتحادية، لكن لم يكن الغرض هذا بدليل اعلان الرفض، وكان من الطبيعي أن تجتمع القبائل الوطنية في ليبيا وتلجأ إلى القاهرة على خلفية تاريخ التعاون المشترك بين البلدين، والحدود الجغرافيا وبشكل بديهى أن مصر سيتضرر أمنها القومي من اي تدخل عسكري ولن تقبل بهذا وتنتظر ولازالت تسعى للسلام والمعروف عن مصر من سالف الدهر أنها تُدافع وتحمي لا تعتدي وهذا التاريخ كفيل ليوضح رؤية مصر تجاه هذه المسألة، وبعد اجتماع القبائل الليبية وموافقة البرلمان الليبي تم تفويض القيادة المصرية تولي الأمر في حال اي هجوم وبالطبع وافق البرلمان المصري على هذا باسم الشعب واكتمل شرعية الامر، وهنا كان لأردوغان رأي آخر أن صرَحَ أن التدخل المصري غير شرعي ا"ترك لكم التعليق" !
ومن تتبع خطواته الاخيرة بسوريا والعراق وليبيا واخيرا تدخله مع مشكلة أرزينجان وارمنيا، أريدكم الآن المقارنة بين الموقف المصري والموقف التركي في سوريا وليبيا، فيما قدمته بلادنا.
بلادنا تسعى دومًا لإرساء السلام ليس فقط حفظ للأمن القومي، على الحدود، أو الأمن المائي، منذ بدأ مُفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا وأخذ جميع السبل، ورغم أنه في السابع عشر من يوليو الحالي قد تسربت بعض الشائعات حول ملئ سد النهضة، لكنها كانت حريصة وارسلت مُطالبة لإيضاح الأمر وظلت تؤكد على التسوية السياسية، ولكن من المُنسحب؟ نضال مصر دائما وابدا تقدم السلام حتى بعد حرب السادس من إكتوبر والإنتصار حليفها بادرت بالسلام، وموقفها من حرب تحرير الكويت أيضا كان انطلاقًا من دافع السلام ودخلت قواتها الأراضي الكويتية، وخرجت دون تحصيل اي مصالح لها، وفي القضية الفلسطينية، وإفريقيا والكثير.
بلادنا بالنسبة لنا فوق الجميع كأي مواطن بلاده فوق الجميع، ولا أبرر للحق، فالحق واضح على رؤوس الأشهاد لمن أراد أن يراه ويبحث عنه، مصر لا تعتدي، ولاجيشها يعتدي لكن حينما يدق أي عابث أو يفكر ننثره في الريح، مرت مصر بنوازل عديدة ولم تركع ولن تركع، مصر الباقية بجمالها، ومن منكم زارها يعرفها جيدا يعرف مصر وروح شعبها المُسالمة ومهما واجه من التحديات يَـتَغلب
، رسالة مواطن مصري، لكل العالم نحن في مصر أهل سلام شعبًا وقيادة والتاريخ أمامكم كفيل أن يُبَرهن على ذلك، وفي نهاية مقالي اهُديكم من أرض السلام، كل التحية والسلام
مواطن مصري..