إخوان الوالى العثمانى وذيولهم فى الغرب الليبى، يطلبونها معركة، وهى لهم، والْحَسْمُ يعنى الْقَطْعُ، وحَسَمَهُ الجيش المصرى يَحْسِمُهُ حَسْمًا فَانْحَسَمَ، قَطَعَهُ، قُطع دابر العثمانلى الباغى، وعلى الباغى تدور الدوائر، وَحَسَمَ السيسى الْعِرْقَ، قَطَعَهُ ثُمَّ كوَاهُ لِئَلَّا يَسِيلَ دَمُهُ، وَهُوَ بعينه الْحَسْمُ. وَحَسَمَ الدَّاءَ قَطَعَهُ بِالدَّوَاءِ، آخر الدواء الكىّ، كما قررت العرب العاربة من قديم الزمان.
«وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»..(الأنفال / 61). ميثاق غليظ تستبطنه القيادة المصرية قولًا كريمًا وفعلًا طيبًا، يقينًا، وفى كل ما صدر عنها لم تدَّخر القيادة المصرية جهدًا فى محاولة حثيثة لجمع شمل إخوتنا فى ليبيا، ومنع الاقتتال الأهلى، والحفاظ على وحدة التراب الليبى، وجلوس «الفرقاء» إلى مائِدة وطنية، حفاظًا على الأرواح والثروات المستنزفة. معلوم.. «مسافة السكة» لم تكن جملة عابرة عبرت، ولكنها قانون صارم يحكم الأمن القومى المصرى، ودوائر الأمن القومى معلومة سلفًا لكل مصرى، وجيش مصر العظيم حاميا، وعناية الله جندى.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ختام لقائه مع مشايخ وأعيان القبائل الليبية، قال: «البيت المصرى بيت لليبيين.. إن تنتصروا بنا فسننصركم بإذن الله». و«إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ..» (آل عمران 160).
مسافة السكة نحو الغرب بتفويض ليبى دفاعًا فى المقام الأول عن الأمن القومى المصرى، باعتبار الأمن القومى المصرى يبدأ من خط «سرت والجفرة»، خط أحمر كما خطه القائد الأعلى للقوات المسلحة، والخط الأحمر يلخصه قول الرئيس السيسى نصًا فى يونيو الماضى «قسمًا بالله.. اللى هيقرب لها (يقصد مصر) لشيله من على الأرض شيل»، تلك المقولة كانت تلخيصًا لثوابت الأمن القومى المصرى، عندما تتهدد الحدود فلا مناص من القوة، قوة الحق، قوة الوطن، قوة الجيش الصابر على التحرشات التركية برًّا فى ليبيا، وفى البحر المتوسط، وعلى كل الحدود.. على الحدود أسود. الخطوط الحمراء ترجمة حرفية لثوابت الأمن القومى المصرى، نعم «لقد طفح الكيل»، «وبلغ السيل الزبى »حتى« لم يبق فى قوس الصبر منزع»، ثلاثة أقوال درج العرب على التلفّظ بها عند نفاد الصبر أو تفاقم الأمور إلى حد لا يمكن السكوت عنه، أو الصبر عليه، ولن نصبر طويلا على تبجح البجم التركى طويل اللسان، لابد من قطعه وكيه بالنار حتى يستفيق إلى صوابه ويفيق من غروره.
خلاصته، ».. «اللى يقرب يجرب» وسيرى عجبًا، أسود على الحدود، عبدالودود اللى رابص بالصاد، واللى رابض بالضاد، ع الحدود، يتحرق شوقًا لهذه المعركة وعلى أهبة الاستعداد للحسم، ليرد غائلة المعتدين، على الحدود رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الوطن من بعد ذكر الله.
الجيش المصرى عقيدته سلام الحق، «إنما الحق قوة من قوى الديان أمضى من كل أبيض وهندى»، (السيوف على ألوانها)، جيش مصر العظيم قوة دفاع وحماية، لا تهديد ولا توسع، «قد وعدت العلا بكل أبى من رجالى فانجزوا اليوم وعدى».. مصر تتحدث عن نفسها بفصاحة.
وفى الأخير، مصر تعرف حدودها جيدا، ولا تتعداها، ولا تعتدى، وكل يلزم حدوده، والخطوط الحمراء منقوشة فى الكتاب، كتاب الوطن، وتبقى مصر مدى الدهر حصنًا عريقًا.. بصدق القلوب وعزم الرجال.. وتحيا مصر ثلاثًا.