حنان شلبى تكتب: حين يغمرك الحزن تأمل حياتك من جديد

حنان شلبى تكتب: حين يغمرك الحزن تأمل حياتك من جديد
حنان شلبى تكتب: حين يغمرك الحزن تأمل حياتك من جديد

كبسولة حنان

 

أجمل ما في الحزن رغم قسوته أن كل الحكمة قد تأتي من الحزن و كأنه مصباح ينير للمرء ما فرضه القدر!

و رغم أن لا شيء يستحق الحزن في هذا العالم الذي نعيش فيه الآن ! إلا أن الحزن شيء طبيعي و هو من سنن الله في أرضه والحزن إما أن يتحول إلى ملهاة أو مأساة أو حكمة ! أما السعادة التي تجلب البهجة و الفرح وجودها أصبح شيء نادر و إستثنائي لا يؤثر في إنسانيتنا

و هنا يجب علينا أن نفرّق بين نوعين من الحزن و الألم ذلك الذي يتولد عن العاطفة والحالات النفسية المحزنة كالفراق والموت وفقد الأحبة و بين الألم الناتج عن صعوبات الحياة اليومية كتلك التي تعيشها معظم بلدان العالم الثالث ! إن الموت هو الحقيقة الوحيدة في هذا العالم ،، أعلم ذلك جيدا و لكن الفراق و فقدان عزيز ينتج عنه شعور لم أجد في كل قواميس ومعاجم العالم كلمات توصف وحشته و صعوبته ! و لم أجد وصفة أو علاج للتغلب علي مشاعر الحزن العميق الذي قد يظهر معه نفسية وجوهر الإنسان و حقيقة صفائه النفسي لأن الحزن قد يحول البعض ليصبح سلوكهم فيه الكثير من القسوة و تتحول حياتهم إلي مأساة تصيب كل من حولهم بالارق و الخوف و الحيرة ! أو قد يضيف لهم الحزن مزيدا من الحكمة و العطاء

و كما أن هناك من يقول أن الإبداع يولد من رحم المعاناة و التي لم يقصدوا بها بالطبع تلك المشاعر السلبية التي تتولّد عن ظروف الحياة الاقتصادية المتردية و إنما يقصد بها تلك المعاناة النفسية لحالات الحزن الشديد!

فهناك ايضا رأي آخر يقر بأن عدم وجود المساحة الفكرية اللازمة يعيق دون شك عملية الإبتكار و الإبداع وصولاً لقمة الهرم و كل فريق له تفسيراته و مبرراته ،،

أما أهل الحكمة عادة لا يغالون في الحزن على شيء فاتهم لأنهم لا يعرفون على وجه اليقين إن كان فواته شراً خالصا أم خيراً خفياً أراد الله به أن يجنبهم ضرراً أكبر فهم لا يغالون ايضا في الابتهاج لنفس السبب و يشكرون الله علي كل ما أعطاهم يفرحون باعتدال و يحزنون بصبر راقي و جميل و يعرفون أن الحظ السعيد قد يكون أحيانا طريقا للشقاء و العكس صحيح و تستطيع أن تري مسحات الحزن العميق التي يرسمها القدر على وجوههم و قد زادهم بهاء لا انكسارا لأن الكثير من الحزن قد يأتي بالكثير من الحكمة و التأمل و المعرفة

اخيرا أود أن أقول أنه لا يوجد شيء يمكنه علاج الشعور بالحزن نتيجة فقدان عزيز و كل ما يمكننا فعله هو التأمل فى كل شيء و ترتيب الأولويات من جديد لأن الحياة قصيرة أن نضيعها في قضايا ثانوية و معارك مع الأشرار في أمور معقدة يأس الشرفاء في إيجاد حلول لها لأن الشر أصبح متأصلا في الكثيرين و النضال من أجل هدف نبيل لابد أن يكون في مناخ نظيف و يكون هناك من يستحق و لذلك يجب الاستفادة من كل يوم في حياتنا بشكل سليم لأنه قد يعود الحزن مجدداً دون سابق إنذار أو قد يأتي اليوم الذي نصبح فيه نحن مفقودون هذه هي الحقيقة الوحيدة الآن في هذا العالم المليء بالاشرار و هي الموت ،، هذا ليس تراجعا عن العطاء و لا استسلام أو يأس لكن العطاء و مد يد العون يكون للمحتاج و من يستحق من المتعبين أصحاب القلوب و العقول السليمة رغم معطيات التراجع و الاستسلام ،،

 

 

حنان شلبي