محيى الدين إبراهيم يكتب: تغريدات من زمن الكورونا

إن وثقت ( بها ) .. فلا تبكي ندماً على ضياعك الأبدي !

نحن نري فقط كل ماهو ماثل أمامنا فنوافق عليه أو نرفضه، أما ما لا يمثل أمام أعيننا ولو كان يشكل لنا تهديداً حقيقياً فإننا لا نهتم به أو نعيره أي اهتمام لمجرد أننا لا نراه، وحين نراه للمرة الأولى وربما الأخيرة نكون لحظتها في مرحلة سقوط الفجأة من قمة كبريائنا لسطح غدره بنا !

استعان الملك بمجموعة من اللصوص لغزو جيرانه ثم مالبث أن أزداد اللصوص عددا وعدة وشكلوا تهديدا للملك ففكر أن يغريهم بالمال الوفير إن دعموه في غزو قرية في عمق الصحراء تبعد آلاف الأميال عن عاصمة ملكه فذهبوا كلهم طمعا في المال والسلطة وحينها أدار لهم ظهره فأكلتهم الصحراء وماتوا جميعاً.

كان شيخ البلد في قريتنا داعرا حتى أنه كان يضاجع زوجة الناظر وكان العمدة يريد أن يمسك عليه دليلا ليكون خاتما في أصبعه وبالفعل تم القبض عليه متلبسا وقايضه بين حريته ومكانته أو يحكم (زورا) على 'عوض حبشي' الطامع في العمودية بالموت وبدون تردد اخرج شيخ البلد مسدسه وأردى 'عوض' قتيلا!

أطعم شريحة لحم تلك التي تأكلها على حساب شخص آخر. ( مثل شعبي أميريكي )

هنا شوق الغريب إليه،شوق الإنسانية لمحطتها الأولى، لقبول أصل كل تصور، ولا أي صورة، أصل كل منطق، ولا كل منطوق، الحاضر حضور الفاعل من كل جهة، الثابت بالذات حتى تعلقت به إرادة كل مثبوت إليه، الحقيقي فوق كل تحقق، والواجب المحيط بكل ممكن، الإبداع المحض، ومبدأ المعارف ومنتهى كل معروف.

سمعته يقول: إحذروا الرمز أن يميد بكم ! .. فكل رمز وراءه مبدأ .. وكل مبدأ وراءه مذهب .. وكل مذهب وراءه معتنق.

الحب تغاضي عن كل السلبيات ولو كانت تؤلمك.

مادامت هناك مسافة هناك زمن حتى لو كنت ساكنا في نقطة لا تتحرك.

حين ضاعت منه المائة دينار عاقبه سيده بأن جلده مائة جلدة ظل يعاني منها ثلاثة أشهر.. بعد ألف سنة وفي عام ١٩٤٩م اكتشف علماء الآثار المائة دينار في إحدى خرائب مدينة (سامراء) وكشفت لهم عن ما خفى من التاريخ، أحيانا يكون مانعتبره خسارة فادحة هو فعل إلهي مقصود لربح كبير في المستقبل !

كان يحمل (الأمس) في حقيبة ظهره كلما خطى خطوة نحو الغد حتى انحنى ظهرة وكاد أن يتوقف وينكفئ على وجهه، حينها قرر أن يفرغ (الأمس) من حقيبة ظهره فلم يستطع، كان (الأمس) عصيا على الخروج، لا وقت للتفكير، نزع حقيبة الظهر والقاها فانتصب واقفا، كانت المرة الأولى التي يرى فيها الغد بوضوح.

دع أفكارك ملك لك .. ولا تجعل نفسك ملك لأفكارك .. فالأولى تقفز بك للأمام .. والثانية تهوي بك للقاع.

القسوة قيمة رفيعة ومذهب ديني عند البعض إن لم يبشر بها وينذر بها القرى ومن حولها يستشعر الكفر حتى يسمع آهات من مارس عليهم نبوته.. فيطوف بغضبة سبعا.. ويهرول بين حقده ويأسه سبعا ثم يلقي بجمرات قلبه سبعا ثم ينحر ماتبقى له من ضمير معلنا نهاية واحدا من طقوس واجبات رسالته الجهنمية.

كثير منا يحب من زاوية الشك فيتحول الحب إلى سجن .. وقليل يحب من زاوية العطاء فيعيش متعة الوجود .. والبقية تحب للبحث عن الحب فلا تجد سوى عناء البحث.

لست حصان حواجز .. فلا تخلق مشكلة ومشكلات لترى مدى اجتيازي لها بنجاح لتشهد لي بالتفوق .. إقبلني كما أنا

استمع للرأي الآخر .. أنا لا أطلب منك أن تقبله .. فقط استمع له .. فكيف سأصدق كلماتك عن ( الحرية ) وانت ترفض حتى مجرد فرضية ان تستمع للرأي الآخر !

الخلود ينعدم فيه الوقت .. ولا يحتويه زمن .. الخلود نقطة .. مركز الحقيقة التي يدور حولها أي زمن .. ومن ثم أنت في حضور مستمر .. جوهر دائم لا يعرف الفناء !

حين يعتريك الصمت .. لا تفكر في الكلام .. وحين يعتريك السؤال .. لا تفكر في الإجابة .. أما حين تعتريك المخاوف .. إرحل .. فليس للمخاوف أسوار إلا ما صنعناها لنبقى خائفين !! ..

نحن أحوج مانكون (اليوم) لوعينا الوطني

يوم ١ يوليو ذكرى ميلاد رفعت على سليمان الجمال (رأفت الهجان) ١٩٢٩م الجاسوس المصري الذي دوخ العالم تحت قيادة المخابرات المصرية.. حفظ الله مصر.

٣٠ يونيو ثورة ستظل محطة دهشة للعالم كله عن طبيعة ومعدن الشعب المصري الرائع .. فنحن شعب متدين ولكنه لا يطيق النصب باسم الدين .. مصير من ينصب على المصريين باسم الدين عبر التاريخ كارثية .. فهو ( لا شك) ينتفض ببطئ ولكن انتفاضته دائما ما تكون قاتلة.

أنهيار الأخلاق مرجعه حذف التربية من منظومة التعليم فلندعو لعودة برامج التربية إلى التعليم وعودة إسم وزارة التربية والتعليم

بحثت عن وجهك المفعم بالحياة منذ خلق الأرض والسماء .. حتى قيل أهبطوا منها فكان جدار .. وصحراء .. وجمرة .. طفت حول الجدار سبعاً .. وسعيت في الصحراء سبعاً .. ثم ألقيت جمرات عشقي .. ونحرت المتبقي من ضلالي .. ومازال .. صوت .. كأنه الوحي .. ينبئني بأن وجهي .. يوماً ما .. ربما يحدث !

.. كنت أنظر لآدم وحواء من نافذة الحكاية .. رغم انشغالي الخالد بنظرة عينيها .. وهي تضحك كطفلة .. إنشغلت بها حتى نسيت أن أصرخ في وجه آدم أن لا يأكلا من هذه الشجرة .. فعصيت حتى ظهرت سوأتي .. فهويت هابطاً معهما للأرض .. استقر آدم .. بينما .. أنا .. مازلت أهوي ساقطاً منذ الأزل !!

لم أكن أتصور أن أعيش في زمن يصبح فيه ( العطس ) جريمة عالمية !

سمعته يقول: إن استبصرتني نصرتني ولو كنت عاجزاً .. وإن لم تستبصرني لا تنصرني ولو اجتمعت لنصرتني بملئ الأرض جنوداً !!

سألته عن الخوف؟ .. فأجاب: أزمة الوعي !
فسألته عن أزمة الوعي؟ .. فأجاب: أزمة الحرية !
فسألته عن أزمة الحرية؟ .. فأجاب: أزمة الضمير !

ست كلمات: نأكل من الأرض ثم .. تأكلنا الأرض !

ست كلمات: لا تندفع بقول الرأي ..( إن بعض ) الرأي .. إثم.

ست كلمات: لا حرية مع الجهل .. ولا قيم مع الجوع.

خرج عبيط قريتنا ذات يوم وكان يوم جمعة أول رمضان فأعتلى المنبر في غفلة من الإمام وصرخ بأعلى صوته : يا معشر المسلمين .. صوموا (لرؤيتي) وأفطروا (لرؤيتي) .. لا جناح عليكم .. أقم الصلاة .. وحين أنزلناه بالقوة وأخرجناه من المسجد أتهمنا .. بالكفر !

الإله في زمننا المعاصر .. أصبح مجرد فكرة ذهنية في عقلنا المجهد .. أصبح الإيمان بالإله كالإيمان بأسطورة بابا نويل جالب الهدايا ومحقق الأمنيات .. الإله المعاصر .. مجرد وسيلة لتحقيق أحلامنا المستحيلة .. لم يعد هو الله الذي تخضع له النفوس وتعشقه القلوب وتطمئن لسمو تعاليه الضمائر .

من نافذة العصر .. تحركنا خيوط الباطل .. ولو إدعى ( العقل ) .. أنه على حق !

سمعته يقول: في البحث عن السبب .. تأخذنا النتائج فوق صهوة الخديعة حتى .. يتوه العقل في إدراك المسبب .. ولو ساقته السبل لمعرفته !
سمعته يقول: الشجرة لا ترفع رأسها للسماء والنور إلا بعد كفاحها الصادق في .. الطين !!
سمعته يقول: لن تكون ( بصيراً ) وأنت تحلم بالنور وإنما .. بإزاحة الظلام عن عينيك !!

أتصور عودة الدول الاستعمارية في زمن مابعد كورونا كما كانت قبل الحرب العالمية الأولى وستعود لمستعمراتها القديمة من جديد لامتصاص مقدراتها تجنبا للإفلاس .. كما ستتفكك التحالفات الموجودة حاليا .. عالم مابعد كورونا سيكون أكثر انتهازية وعالمنا العربي محاط بانتهازيين كثر.