ظهر هذا المصطلح حديثا لتحرير النص الأدبى من القراءات القديمة التقليدية والنظر إليه برؤية أكثر شمولية لإبراز مابه من جماليات بعيدا عن المعايرة خاصة وأن القصدية الشعرية قد تحررت كثيرا من الشعر العمودى وحل محلها الشعر الحر الحديث والقصيدة النثرية والتي لا يمكن قراءتها قراءة نقدية إبداعية إلا برؤية ومفاهيم جديدة
غير متعارف عليها من قبل خاصة وأن مفهوم الإبداع الأدبى هو خلق جديد لم يكن موجودا من قبل يتميز بالاستمرارية والأثر.
ويضيف الناقد الأدبى المصرى د. مصطفى عطية بأنه لا تعريف عنده خاص بـ الحداثة Modnernism لأنه مصطلح نقدي فكري، لا خلاف على شيوعه أدبيا وفلسفيا، ولكنني أرى أن الحداثة لها وجه إيجابي ووجه سلبي، الوجه السلبي أنها وليدة الفكر الغربي وتعني القطيعة مع التراث، والدين، والقيم المتوارثة، أما الوجه الإيجابي فهو يعني أهمية التجديد والابتكار، والرؤية المختلفة غير التقليدية للأحاسيس الفنية والأدبية وللحياة كلها ، ويضيف مجموعة من الخطوات التى يجب اتباعها عند تقديم قراءة لنص أدبي ومنها
1- مرحلة فهم المضمون:
بفهم النص، ويكون بقراءة النص أكثر من مرة، قراءة واعية متأنية . والمضمون هو ما اشتمل عليه النص من موضوعات ورؤى.
2-تحديد موقع النص
وجوِّه العام وقائله ، ومناسبة النص وبيئته وقائله .
3- تحديد الفكر :
أ- الفكرة العامة :
يجب أن تكون شاملة للمضمون العام للنص .
ب ـ الأفكار الأساسية / الجزئية :
فكل فكرة تعكس المعاني للنص .
فإذا كان النص نثرا فتستخرج من الفقرة و إن كان شعرا تستنبط من الوحدة الشعرية.
4- مرحلة التفسير :
أ- المفردات الموحية .
ب ـ التراكيب اللغوية .
ج- الرموز .
د- الصور الخيالية .
ثم تأتي المرحلة الأخيرة بأن يكتب المبدع عن النص قراءة نقدية أو لا يكتب، المهم أنه استطاع تحليل النص والوقوف على مضمونه وجمالياته.
ويرى الناقد الأدبى د. رمضان الحضرى أن الإبداع يتجلى إذا تجلى الإبداع النقدي ، والذين يقولون أن النص يسبق النقد لهم مبررات تاريخية ومنطقية ، ومعظم المبررات التاريخية والمنطقية لا تأتي بنتائج صحيحة ، فلو سرنا على منهاج محمد علي في تطوير الصناعة فلن نصنع إنتاج سوى بندقية قديمة ولو سرنا على خطة صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس فإن الصهيونية سوف تتسع أكثر ، القضية من وجهة نظري تتمثل في ( لو سكت من لايعرف ما حدثت مشكلة ) ، لكن شقشقة البيان وسجع الكهان ومحاولات كل من لايجيد إقامة جملة أن يقيم الخطأ ويسوق له ، ولسوف يجد من يتبعونه ، من هنا حدثت المشكلة الكبرى في نظري.
ويضيف الناقد الأدبى سامى ناصف أن النقد الأدبى يتشكل ويتجدد حسب معطيات ما ينتجه الواقع الأدبي، رغم أنه هو المُنظر والمُقنن لسير الكتابة الأدبية ،ومنحها المصطلح المتناغم مع المنتج الأدبي ،إلا أنه يواكب وهج الحداثة وما بعد الحداثة ليشكل ذلك المنتج عبر ما تفرضه أيدلوچيات العصر من تطور ،أو لمرجعية قديمة قد يتشوق لها الواقع الإبداعي في فترة ما .
ومن هنا على النقاد أن يكون لديهم قابلية التطور ومواكبة ما يستجد بنظرة واعية لاستكشاف أهداف ذلكم التطور ،ورصد مصطلحات تقنية ، ووضعه بين قوسين ليكون بمثابة خريطة يسير عليها أي مبدع يتعشق أن يقتفي أثر ذالكم المجددين.
من هنا نأمل في رؤية جديدة لعين ناقدة ،في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل ،وضاعت الهوية ، وخاصمنا المرجعية ،وصار المبدعون شتاتا في ساحات الإبداع .
أما آن الأوان أن نجتمع على مائدة الاختلاف في الرأي لنتصالح على مفهوم يُنظر ويرصد لهذه الفترة التي إن سكتنا عنها س يوصفها أبناؤنا وأحفادنا بأنها (فترة انحطاط أدبي).
وبناء على ما سبق لا يمكن التجديد فى الخطاب النقدى ونحن ما زلنا نعيش فى جلباب أبى ونطبق المعايير الموروثة قديما فى قراءة أي نص أدبي ولا يمكن أن تجدف سفينة الإبداع بمجداف واحد فى غياب النقد الأدبى أو وجوده بهذه الصورة المخزية يرفع من يشاء ويقتل ما يريد و إن أردنا التأسيس لنظرية جديدة فى النقد الأدبى علينا قراءة كافة ألوان الأدب الموجودة على الساحة الأدبية عملا بأن النص يسبق النقد وليس العكس .