سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ؛اليوم كنت اريد ان اكتب مقالي دعما للدولة المصرية في حروبها الداخلية والخارجية كما اعتدت علي ذلك من سنوات ان يكون قلمي في خدمة مصر ودعمها وطنا وجيشا وشعبا ورئيسا .فكلنا نلهث وراء استقرار بلدنا الحبيبة ونطوع كل جهودنا المتاحة لدعمها والحفاظ عليها .
ولكني وبكل اسف اضطررت ان اكتب في موضوع اخر لاني تذكرت كلمة سيادتك منذ سنوات والتي ابكت الشعب المصري كله وفي نفس الوقت جمعته ملتفا حول قائد تسمو عنده روح الانسانية وتعلو فوق كل المفاهيم والمعاني ...وهي كلمة ان (الشعب المصري لم يجد من يحنو عليه ) فقررت اليوم ان اترك الساحة لكل الاقلام الوطنية ان تكتب دعما للوطن وللجيش وما اكترها وان اوجه قلمي ولو لمرة واحدة تعاطفا وحنوا علي شعب انتمي اليه بكل حب وفخر وهو الشعب المصري وانا اليوم وفي مقالي اقف معه في مواجهة ازماته المعيشية من اجل ان ادعمه لان دعم المواطن هو دعم للدولة بكل تاكيد فما من مواطن لايجد الامان و الكرامة و التعاطف في وطنه حتما سيفقد الولاء والانتماء له مجبرا ومضطرا.
فما اصعب ان ادعم وطني بكل جوارحي في ظل قسوته واهداره لحقوقي وانصاف الظالم وضياع حق المظلوم والضغط عليه والاستبداد به .السيد الرئيس "لقد ارتضي المواطن المصري الشريف بكل صغوط ومعاناة وتبعيات الاصلاح الاقتصادي وظل يدعم لسنوات قرارات كان يعلم جيدا انه اول المتحملين لتبعيتها وانها مؤكدا ستؤثر علي ظروفه المعيشية وقد يقتطع بعضا من قوت اولاده وضرورياته المعيشية ومع ذلك ارتضي في سبيل رفع شعار تحيا مصر وبقاء مصر مستقرة قوية وبنائها من جديد .
لقد دعم المواطن المصري بلده بكل قوة وصبر وامل في ان ينعم هو واولاده مستقبلا في ظل امانها واستقرارها.
وبكل صراحة سيادة الرئيس عندما كنت في قراراتك الاصلاحية تجازف بشعبيتك ومكانتك من اجل مصلحة مصر كنا دوما ومازلنا خلفك ندعمك بكل مانملك من نقوة ونحارب بكل قناعة وايمان من اجل هذا الهدف السامي.
اما اليوم فسيادتك تجازف بشعبيتك ومكانتك في قلوب وارواح الاف الاسر واعداد لايستهان بها وتدفع بالضحية مرة اخري لاستغلالها من اجل حماية المتهم الرئيسى والفاعل الحقيقي والتستر عليه ."فقانون التصالح" في مخالفات المباني وان كنت توافق عليه هذا القانون الغير دستوري المجحف والذي يتستر علي فساد المحليات ويرسخ مفهوم حماية المفسدين واستمرارهم وهروبهم من العدالة بعد ان قاموا بجرمهم و مرروا المخالفات واغمضوا اعينهم حين امتلئت جيوبهم وتربحوا هم واصحاب المباني ودفع الساكن الضحية المال من اجل ان يجمع اسرته في سكن ملكا له لكي لا يتشتت بهم من وقت لاخر بين شقق الايجار التي ارتفعت اسعارها بشكل لايستطيع الكثيرين ان يقتطعوا من رواتبهم الضعيفة ويسكنوها وهذا المبلغ دفعه من قوته وغربته وقد يكون استلف واغلبهم كان يقسط هذه الشقق ومنهم مازال يدفع اقساطها . ليجدمأوي مستقر لاولاده وعائلته .اليوم من حق هذا المواطن علي الدولة ان تنظر الي مصلحته وتدعمه بدلا من ان تكون اداة في قهره واستغلاله للمرة الثانية... وان تنظر له بعين الاعتبار وتكرمه بدلا من ان تستغله وتقهره وتتفنن في الضغط عليه من اجل حصد الاموال باسهل طريقة .....
كيف لسيادتك بعد ان كرمت اهالي العشوائيات ومنحتهم حياة انسانية كريمة جديدة ان توافق علي تشتيت وقهر مواطن مصري دفع من كده وماله وعرقه ليحيا هو واسرته حياة كريمة ؟؟
وهل متخذ هذ القرار قام بدراسته؟؟
بكل اسف سيادتك تعلم او قد لاتعلم ان من اعتبروا هذه الشقق فرصة وحرصوا علي امتلاكها اغلبهم من الفئة المطحونة الكادحة من الشعب المصري الفئة الاقل من المتوسطة وليس كماتظنون انهم من طبقة الاثرياء .اغلبهم جري وراء هذه العقارات المخالفة لرخص ثمنها واغلبها وحدات سكنية عادية المستوي وليست متميزة الموقع او تدل علي ثراء ولاترقي لمستوي الرفاهية والتميز .مجرد جدران تحمي اصحابها وتشعرهم بالامان من غدر الحياة لانها ملك وليست ايجار .اليوم تاتوا بقانون ليدمر كل هذه الاسر ويترك الفاسدين المتربحين؟؟؟ تحت اي مسمي واي منطق واي قانون مجحف هذا؟؟
وفي الاخر لابد ان اطرح علي سيادتك سؤال.
لو كان مالك الشقة المخالفة لايستطيع ان يدفع فلوس المصالحة ولايملك منها شئ وظروفه المعيشية وراتبه لايسمح حتي بالتقسيط هل سيادتك ستسمح بالقائه بالشارع او هدم منزله او قطع المرافق والخدمات عنه في شئ امتلكه بحر ماله لم يسرق او يختلس او يرتشي كما فعل المفسدين الحقيقيين ؟؟؟او سيتم حبسه وسيادتك من قام بدفع مبالغ الغارمين لخروجهم من محبسهم لاسرهم لان الانسانية عندك تتفوق علي نص القانون؟ هل سيجتمع هذا التناقض ؟؟فكيف للانسانية والاستبداد ان يجتمعوا سويا في قدوة ومثل لا استطيع فهم ذلك .ارجوا من سيادتك النظر فورا والتدخل لوقف هذه المهزلة القانونية والانسانية والسقطة التي سوف لايحمد عقباها واخيرا ..تحيا مصر يحيا جيش مصر .يعيش ويحيا المواطن المصري حرا كريما .