من البساطة للعمق.. 5 مشاهد ناقشت قضايا المجتمع في السينما المصرية

من البساطة للعمق.. 5 مشاهد ناقشت قضايا المجتمع في السينما المصرية
من البساطة للعمق.. 5 مشاهد ناقشت قضايا المجتمع في السينما المصرية
ليس هناك عملًا فنيًا ناجحًا حتى وإن كان كوميديًا لا يخلو من مناقشة قضايا تخص المواطنين، ولكن القليل من الأعمال التي يكون بداخلها مشاهد عميقة قد تمر مرور الكرام على الكثيرين، لغفلتهم عنها بعدم التركيز، ولكنها توجه رسائل هامة تدل على عمق وعبقرية فكر المخرج.

ولم تخلو السينما المصرية من تلك المشاهد العميقة على مدار تاريخها الذي يمتد لـ123 عامًا، والتي قصد من خلالها مخرج العمل معاني ورسائل معينة جعلتها عميقة.

الفتوة


عقب احداث ثورة 53 بأربعة سنوات في عام 1957، انتج فيلم الفتوة من بطولة فريد شوقي، واخراج صلاح أبو سيف، والذي يحكي قصة هريدي الصعيدي الذي يدخل سوق الخضار باحثًا عن الرزق، ويعاني من " المرمطة" بضربه على عنقه، وجر عربات الكاروا بديلًا عن الحمار، حتى ينجح في العمل لدى المعلم أبو زيد كبير تجار السوق بمساعدة المعلمة حسنية، ويتعلم أساليب الفساد من معلمه، وتدور الاحداث حتى يصبح البطل سيد السوق، ويتحول إلى طاغية كمعله، وتدور منافسة فيما بينهما، وفي نهاية الفيلم تدور بينهما مشاجرة في أحد المزادات تنتهي بموت "أبو زيد"، ودخول هريدي السجن.

المشهد العميق في الفيلم، أنه أثناء نشوب المعركة بين هريدي وأبو زيد، كانت لهما صورًا معلقة في محلاتهم التجارية بجانبها صورة للملك فاروق، حيث قام الأهالي بتحطيم كل تلك الصورة بما فيهم صورة الملك، في إشارة إلى انتهاء الفساد في مصر، وأن الشعب هو من أسقطه.

القاهرة 30 


أنتج فيلم القاهرة 30 عام 1966، من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة حمدي أحمد وسعاد حسني وأحمد مظهر وعبد المنعم إبراهيم، والذي تدور احداثه عن فترة ثلاثينات القرن العشرين.


وتحكي قصة الفيلم حياة الشاب "محجوب عبد الدايم"، الذي وفد من صعيد مصر للقاهرة، ليذهب إلى "سالم الاخشيدي" ابن قريته صاحب النفوذ طالبًا منه مساعدته في الحصول على وظيفة، فوافق سالم مقابل أن يتزوج من "إحسان"، التي يعشقها "سالم بك"، من أجل إرضاءه وقربها منه بزيارتها أسبوعيًا في منزلهم.


ورضخ الشاب محجوب عبد الدايم لهذا الطلب، متخليًا عن مبادئه وأخلاقه، من أجل الوصولية، حيث يزور سالم بك زوجته مرة كل أسبوع زيارة خاصة ليقيم معها علاقة غير شرعية، من أجل اعتلاء مناصب الشاب، حيث قام المخرج في مشهد بوضع ديكور على شكل قرون معلقة في حائط ليجلس أمامها محجوب على كرسي، وتظهر القرون من خلفه كأنه يمتلكها، وذلك في ثوان معدودة، جعلت المشهد عميقًا وله دلالات على شخصية هذا الشاب الوصولي.

سواق الأتوبيس


سنة 1982 أخرج عاطف الطيب فيلم سواق الاتوبيس بطولة النجم نور الشريق، حيث تدور أحداث العمل، حول قصة "حسن" الذي يعمل سائقا لـ"أتوبيس نقل عام" نهارا وسائقا لـ "تاكسي" ليلا، حيث يصور الفيلم الحالة الاجتماعية لمتجمع ما بعد حرب أكتوبر 1973 من تغيير يطرأ على الشخصية المصرية وحالة الأصدقاء الذين دخلوا في حالة انعزال بعد عودتهم من ميدان القتال وقد انتصروا في ميادين المعركة ولم يجنوا ثمار انتصارهم في ميدان الحياة العملية.


وفي أحد المشاهد دارت مشاجرة بين "حسن" وأحد الأشخاص، ويسبه بجملة رددها كثيرًا "يا ولاد الكلب"، مما جعل المخرج يختار خلفية لهذا المشهد تحتوي على مبنى للحزب الوطني في إشارة لرفض سياسات هذا الحزب في هذا الوقت.

طيور الظلام


جسد الفنان عادل إمام شخصية "فتحي نوفل"، المحامي الانتهازي، في فيلم طيور الظلام الذي انتج عام 1995، من إخراج شريف عرفة، لتتصعد الوصولية والانتهازية لشخصية البطل، أن يصبح مدير مكتب أحد الوزراء، وتتحول حياته من الفقر إلى الغنى.

و في مشهد جمع متعلقات "نوفل"، من مكتبه القديم استعدادًا للانتقال إلى آخر يتناسب مع وضعه الجديد بعد إن أصبح الزراع الأيمن للوزير، كان هناك عمقًا وحيلة ذكية أضافها المخرج للمشهد، حيث أنه جمع كتب القانون في كرتونة زجاج مكتوب عليها "قابل للكسر"، في إشارة منه إلى ما كان يقوم به المحامي من تلاعب في القانون بطرق فاسدة.

دكان شحاتة


وأنتج فيلم دكان شحاتة في عام 2009، من بطولة محمود حميدة، وعمرو سعد، وإخراج خالد يوسف، ليحكي عن عائلة فقيرة في فترة الثمانينات، جاءت من الصعيد لتعيش في القاهرة، ويعانى شحاتة من سطوة اخوته ومعاملتهم السيئة له لغيرتهم الشديدة منه وتنشأ بين أبناء العائلة الثلاثة غير الأشقاء حالة من التوتر بعد وفاة والدهم.


وفي مشهد جمع شحاته بوالده الناصري، ظهرت في الخلفية صورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر معلقة على أحد الجدران، فطلب الأب من نجله أن يغير مكان الصورة وتحريكها قليلًا لتخبأ شرخ الجدار، في إشارة من صناع الفيلم، إلى أن فترة حكم "عبد الناصر"، كان يداري فيها شرحًا لم يظهر إلا بعد رحيله. 


عسل إسود


في عام 2010، تم انتاج فيلم عسل اسود بطولة الفنان أحمد حلمي، من إخراج خالد مرعي، وتدور أحداث الفيلم حول قصة الشاب "مصري سيد العربي" الذي ترك مصر وهاجر إلى أمريكا مع والديه في سن صغير، وعاد إليها بعد عشرين ولديه رغبة في الاستقرار، ويواجه العديد من المفارقات الناتجة عن اختلاف الزمن والثقافات.

وتعرض البطل لاعتداء من قبل ثائرين ضد أمريكا، في أحد المشاهد الكوميدية، بعد إعلانه أنه مواطنًا أمريكيًا ولا يستطيع أحد التعرض له، مع عدم علمه بهدف الوقفة الاحتجاجية، وفي نهاية المشهد كانت هناك صورة ملقاه على الأرض للرئيس الامريكي الأسبق "جورج بوش"، حيث وضع حذاءه عليها أثناء نهوضه من الأرض وهو يتألم، ورغم أن هذه الحركة قد تبدو أنها عادية أو غير مقصودة، إلا أنها كانت إهانة غير مباشرة للرئيس الأسبق للولايات المتحدة.

 

 

هذا الخبر منقول من الفجر