ومنتصف الأسبوع الماضى، قالت صحيفة "دايلي صباح" التى يمولها حزب العدالة والتنمية التركى الحاكم فى افتتاحيتها "إن العلاقات القوية بين البلدين والاستثمارات المشتركة التي تقدر بمليارات الدولارات، والتحالف الذى يجمعهما أصبح اليوم تحت تهديد من داخله"، واتهمت الصحيفة النسخة الإنجليزية من قناة "الجزيرة" القطرية بأنها "تنشر دعاية مضادة لتركيا تحت ادعاء الصحافة المستقلة والحيادية".
هذا الهجوم دفع أمير قطر للتراجع بحسب تقارير خليجية ، حيث أقدم تميم بن حمد على إصدار أوامر بعزل رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية ومدير مكتب الاتصال الحكومي، لاسترضائه بعد هجوم صحيفة ديلى صباح.
ودخلت الأوساط الإعلامية والسياسية في قطر حالة من الفوضى والارتباك إثر التهديد والوعيد الذي تضمنته افتتاحية "دايلى صباح".
وذكرت تقارير إعلامية خليجية، أن النظام القطري رضخ للضغط التركي وقدم سيف بن أحمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية ومدير مكتب الاتصال الحكومي، ككبش فداء حفاظا على العلاقات مع تركيا.
الرضوخ القطرى والقرارات التنفيذية وتغييرات قادة الإعلام القطري تبعها محاولات لاسترضاء تركيا عبر ورقة الاستثمارات لوقف نزيف الاقتصاد التركى الذى بات يعانى الركود وتراجعاً فى العملة المحلية أمام الدولار.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة تشجيع الاستثمار في قطر إن الدوحة توفر فرصًا كبيرة للشركات التركية في العديد من القطاعات، بما في ذلك الخدمات واللوجستيات والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف فى تصريح صحفي لوسائل الإعلام التركية، إن قطر "فخورة برؤية زيادة في عدد الشركات التركية العاملة في البلاد"، مضيفًا: "هذه شهادة ليس فقط على صداقتنا القوية وعلاقاتنا الثنائية ولكن أيضًا على الإمكانات التجارية التي تقدمها قطر للشركات التركية".
وتابع: "نحن حريصون على الترحيب بزيادة التنويع، وفي الوقت الحالي، هناك مشاريع جديدة مثيرة أطلقتها الشركات التركية الرائدة في مجال الكيماويات والإعلام، وهناك أيضًا فرص مهمة في صناعة الخدمات اللوجستية والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات".
ومنذ المقاطعة العربية لإمارة قطر، تزايد عدد الجنود الأتراك المتواجدين داخل قطر بهدف حماية وتأمين المنشأت الحيوية ونظام تميم بن حمد وأعوانه، وذلك مقابل ضخ استثمارات قيمتها فى ذلك الحين (قبل 3 سنوات) 15 مليار دولار.
وبحسب مراقبون، فإن الهجوم التركى غير المبرر على قطر والزعم أن وجود انتقادات فى الإعلام القطرى لنظام رجب طيب أردوغان لم يكن إلا محاولة ابتزاز يهدف من خلالها أردوغان لانتزاع المزيد من الاستثمارات القطرية داخل بلاده، وفتح استثمارات جديدة لرجال الأعمال الأتراك داخل قطر فى محاولة لوقف نزيف الاقتصاد التركى الذى بات يعانى العديد من المؤشرات السلبية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع