صور.. انتعاشة فى أسواق الجمال بأسوان قبل عيد الاضحي المبارك.. وصول 7 آلاف رأس أسبوعيا من السودان والأسعار من 11 ألفا لـ30 ألف جنيه.. والتجار يروون قصة رحلة الاستيراد على مدار 40 يوما.. والسوق يعد قبلة الأجانب

مع إشراقة شمس أسبوع جديد وقبل ساعات من حلول عيد الاضحى المبارك، يشهد سوق الجمال بمدينة دراو بمحافظة أسوان، توافد الآلاف من الجمال القادمة من السودان فى رحلة شاقة تستغرق 40 يومًا وصولًا إلى أقدم وأكبر أسواق الجمال فى مصر جنوب البلاد، لتنتعش حركة التجارة فى لحوم الجمال قبل أيام من عيد الأضحى.

"اليوم السابع" رصد حركة التجارة فى سوق الجمال بمدينة دراو محافظة أسوان، وهو السوق الأول فى استقبال الجمال السودانية بمصر والتى تسافر منه إلى القاهرة، ويشهد خلال الفترة الحالية انتعاشة كبيرة بعد وصول كميات إضافية من الجمال وتنخفض بذلك أسعارها لتصل إلى 11 ألف جنيه للجمل الواحد.

ويقف جمعة ربيع البصيلى، أحد تجار الجمال، فى ناحية السوق ينادى على جماله وهو يردد "إخ" و"شاه" حتى لا تبتعد عن أعينه قبل أن يأتى مشترى لها، ويتحدث لـ"اليوم السابع" قائلًا: هذه الجمال تأتى من السودان عبر الحدود الجنوبية ويتسلمها وكلاء مصريون فى رحلة شاقة تستغرق نحو 40 يومًا حتى تصل إلى السوق بمدينة دراو، مشيرًا إلى أنها تمر عبر الحدود بالمحجر البيطرى بمدينة أبوسمبل وهناك يتم فحص الجمال والتأكد من خلوها من الأمراض من خلال سحب عينات عشوائية للجمال، وبعد التأكد من سلامتها يتم وضع "باركود" عليها ويعلق بأذن الإبل، ثم تواصل السير نحو السوق أو تواصل رحلتها مباشرة إلى القاهرة.

وأضاف أحمد عبد المنعم برسى، من التجار أيضًا، أن سوق دراو يعد أكبر أسواق الجمال فى مصر، يفتح أبوابه يومى السبت والأحد من كل أسبوع، ففى اليوم السبت تبدأ التجارة والبيع والشراء بين الجمال التى يطلق عليها "الجلب" والتى يجلبها التجار من السودان، بينما اليوم التالى الأحد يكون مخصصا للذبائح وبيع لحوم الجمال التى يطلق عليها "الربيعى" والتى اتقن التجار رعيها وتغذيتها استعدادا لذبحها.

وحول أسعار الجمال، أوضح "برسى"، بأن الأسعار هذا العام تعد فى المتناول وانخفضت بشكل كبير، ويرجع الفضل فى ذلك هو إغراق السوق بكميات كبيرة من رؤوس الإبل وتصل لنحو 7 آلاف رأس أسبوعيًا، مشيرًا إلى أن أسعار الأضاحى من الجمال تتفاوت بحسب أعدادها وأنواعها، والجمال التى تصلح للأضاحى هى التى تكون خالية العيوب والتى يكون سنها مناسبة ويطلق عليها "كاسرة زوج" أو "القاعود الصغير" الذى يكون لحمه شهى يصلح للأكل ولا يأخذ وقتًا فى تسويته على النار، وتبلغ أسعاره بداية من 11 ألفا وتصل لنحو 30 ألف جنيه.

وأشار حمادة حسين محمود، من تجار الجمال بدراو، إلى أن رحلة الجمال كانت قديمًا تستغرق 60 يومًا نظرًا لأنها تقطع المسافة سيرًا على الأقدام من مناطق فى السودان سواء "أم دورمان" و"الأبيض" و"نهود"، وخلال الوقت الحالى تساعد السيارات فى نقل الجمال عبر رحلتها إلى مصر، ومن سوق دراو تباع الجمال لمختلف مدن ومحافظات الصعيد.

ولفت "حمادة"، إلى أن الجمل كمعروف سفينة الصحراء واستخدمه رسول الإسلام فى الهجرة، ويتميز لحمه بفوائد كثيرة ومنها يقوى جهاز المناعة ويقوى عصب الجسم، ولا يمكن التلاعب فيه ولا يصاب لحمه بالداء، وذلك بفضل أن الجمال تتغذى على الأعشاب الطبيعية ويقال أن الجمل عندما يصاب بالسخونة يموت على الفور، لافتًا إلى أن لبن الناقة له فوائد كثيرة أيضًا ويساعد على الشفاء من أمراض السكر والضغط والفيروسات الكبدية.

فيما أشار ممدوح القراشى، من تجار الجمال السودانيين، إلى أن تجارة الجمال تبدأ من السودان ولا تقتصر على منطقة واحدة ولكنها عدة مناطق، وكل منطقة تشتهر بأنواع للجمال، فهناك منطقة تسمى "سلف عمرة" وهى من أفضل أنواع الجمال، ومنطقة "نيالة" وهى من أفضل أنواع الجمال أيضًا، بينما جمال منطقة "خور برنقة" غير محببة للتجار، ثم تنتقل إلى محجر دنقلة بالسودان، وهناك تمكث نحو 3 أيام، ثم تواصل السير عبر منفذ أرقين الحدودى بين مصر والسودان، ثم تمكث فى محجر أبوسمبل لنحو 3 أيام أخرى، حتى تصل إلى السوق بمدينة دراو، فى رحلة كاملة تستغرق نحو 40 يومًا.

وأكد "القراشى"، أن سوق دراو أصبح واحدًا من المزارات السياحية داخل محافظة أسوان، حيث يتوافد عليه السائحون الأجانب وأسرهم ويتفقدون السوق ويركبون الجمال ويلتقطون الصور التذكارية مع الجمال وأصحابها.