تغلق الهيئة العليا للانتخابات بتونس، غدًا، أبوابها أمام المرشحين لانتخابات رئاسة تونس، والتى جاءت مبكرة عن موعدها بشهرين، بعد وفاة الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، والذى أربك حسابات الكثير من المرشحين، الذين لم ينتبهوا لوضع برامجهم، أو تحديد مرشحهم.
وقبل يوم واحد من غلق باب الترشح، أعلن 44 مرشحًا تقديم أوراقهم، بشكل فاجئ التونسيون المسجل عددهم فى السجل الانتخابى 5 ملايين و370 ألف مواطن، لتتفرق الأصوات بينهم، ولكن ترتفع نسبة الفوز لدى بعض المرشحين عن البعض الآخر الذين يبدوا أنهم تقدموا باوراقهم فقط من أجل الشهرة أوالمزاح، أو حتى المساس بصورة منصب رئيس الجمهورية، كما وصف البعض، ورفعوا دعوات قضائية تتهمهم بذلك.
وكان أبرز المرشحين هم عبد الكريم الزبيدى وزير الدفاع الوطنى الذى قدم ملف ترشحه لدى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وأعلن عن استقالته من منصبه فى حكومة الوحدة الوطنية، حيث يخوض الزبيدى غمار السباق الرئاسى كمرشح مستقل، ويحظى بدعم عدد من الأحزاب على غرار حركة "نداء تونس" و"حزب أفاق" وعدد من الشخصيات المستقلة.
كما ترتفع نسبة تقدم حظ الزبيدى للفوز بهذه الانتخابات لاسيما بعد وفاة الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، ومحل ثقته أيضًا لكونه يمثل المؤسسة العسكرية التى رعت الانتقال السياسى فى تونس منذ ثورة 14 من يناير 2011، وانتشرت حملة دعم ومناشدة واسعة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى تطالبه بالترشح.
كما أعلنت العديد من الشخصيات دعمها للزبيدى فى هذا السباق الانتخابى، معتبرين أنه الرجل الأفضل والأنسب للمرحلة القادمة والشخصية الأجدر لتولى منصب رئيس الجمهورية بحكم خبرته واستقلاليته عن مختلف الأطياف الحزبية بالبلاد بحسب تقديرهم، ومن المرجح أن يحسم الزبيدى السباق الرئاسى لصالحه من الدور الأول للانتخابات الرئاسية.
يأتى بعد ذلك الحديث عن مرشح حركة النهضة الإخوانية، عبد الفتاح مورو، الذى وصفه البعض بأنه لا يعتبر منافسا جديًا للزبيدي للوصول إلى قرطاج، معتبرا أن مورو الكثير من الصفات التى تؤهله ليكون الرئيس القادم لتونس، وأن ترشحه لا يتعدى كونه مجرد إرضاء للقواعد الانتخابية لحركة النهضة التي نادت بترشيح شخصية من داخل الحركة.
ونشرت صحيفة العرب اللندنية مقالا تحت عنوان" النهضة تدفع بحصانها الخاسر لمواجهة عبدالكريم الزبيدى على رئاسة تونس" تحدثت فيه عن ترشيح حركة النهضة لنائب رئيسها عبد الفتاح مورو للانتخابات الرئاسية واعتبرت أن إعلان حركة النهضة ترشيح عبدالفتاح مورو لخوض السباق الرئاسى، فى هذه المرحلة الدقيقة، يعكس مناورة سياسية تستهدف المزيد من التمكين فى مفاصل الدولة، ومحاولة الحفاظ على خزانها الانتخابى للمُقايضة به عند الحاجة لإبرام الصفقات الكبرى.
ولم يستبعد التقرير أن تكون حركة النهضة الإسلامية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى الدخول فى مرحلة التمكين والتغوّل الذى يستدعى الصفقات الكبرى ذات الطابع الاستراتيجى، وهو “تكتيك إخوانى يُعيد إلى الأذهان سيناريو الإخوان فى مصر عندما رفعوا شعار مشاركة لا مغالبة فى مرحلة ما، لكن سرعان ما انقلبوا على شعارهم، وسيطروا على مفاصل الدولة”.
وفى حوار تليفزيونى تحدث عبد الفتاح مورو مرشح حركة النهضة للانتخابات الرئاسية التونسية معلنًا استقالته من الحركة حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، مشددًا على أن المرشح للرئاسة لا يدعو لبرنامج حزبه بل هو يتكلم بلغة جامعة لكل أطراف الوطن.
كما كشف أن المواضيع الاجتماعية والاقتصادية ستكون في أولوية اهتماماته فى حال فوزه بالرئاسة، لافتًا إلى أنه يوجد فى المجتمع التونسى من لا يرتاح للتوجه الإسلامي بسبب عدم تجربته.
وشدد مورو، على أن الخلاف حول هوية تونس إذا وجد يجب أن يحسم من خلال الحوار، متوجهاً بالكلام للشعب التونسي قائلاً: "أقول للشعب التونسي أنكم ستختارون قائداً وأباً يريد أن يقيم الدولة ويحفظ القانون".
وبعد اختيار مورو للترشح عبر رفيق عبد السلام القيادى الاخوانى التونسى، عن استيائه من القرار، واعتباره خاطئا، مشيرًا إلى أن اختيار مرشح من داخل النهضة خيار خاطئ، ولا يستجيب لمقتضيات المرحلة، الوحدة على الخطا هي وحدة مغشوشة ومزيفة".
فيما كشفت رئيسة الحزب الدستورى الحر ومرشحته للرئاسية عبير موسى أن بعض الأحزاب التقدمية طلبت منها التراجع على الانتخابات الرئاسية لصالح عبد الكريم الزبيدى.
وأضافت موسى فى تصريحات صحفية، أن هذه الأحزاب تدعى الديمقراطية لكنها فى الواقع أحزاب داعشية تكرس التمييز على أساس الجنس وكانت حجتهم لاقتراح الانسحاب لأن حظوظها كامرأة مرشحة للرئاسة ضعيفة.
ووجهت موسى رسالة لمنتقديها مفادها أن المرء لا يقاس بمظهره الخارجى مشيرة إلى أنه كان عليهم الاهتمام بكونها التونسية الوحيدة المرشحة للرئاسية بين 39 مرشحا، وأحد أصغر المرشحين سنا فى عمر 44 سنة، فى رد على منتقدى مظهرها، ولباسها يوم تقديمها ملف الترشح. وقالت أنها ستعمل على "ارضاء ذوق النبارة" وتابعت أن روحها رياضية.
ويحاول منصف المرزقى، زعيم حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" اليسارى والرئيس السابق لتونس، اللحاق بالسباق الانتخابى، وكان قد خسر الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2014 فى جولة الإعادة أمام الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى، فى أول انتخاباتٍ يُجرى خلالها انتخاب الرئيس بطريقةٍ مباشرةٍ من الشعب بعد سقوط نظام بن علي.
ويأمل المرزوقى هذه المرة فى تجاوز خسارة الانتخابات الماضية قبل خمس سنوات، والعودة من جديد لحكم البلاد، لكنه سيواجه منافسةً شرسةً فى ظل قوة منافسيه.
أما نبيل القروى، ممثل حزب "قلب تونس"، فهو رجل أعمل ومالك قناة "نسمة" التلفزيونية وممثل جمعية خليل تونس الخيرية، وهو من مؤسسى حزب "نداء تونس" إلى جانب السبسى وشخصيات سياسية أخرى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع