إرشادات صحية لتجنب ضربات الشمس.. وحصر مسبق للمخيمات للتأكد من مطابقتها للمواصفات وسيارات اسعاف مجهزة لنقل المرضى
يتوجه الحجاج المصريين، اليوم الجمعة، الثامن من شهر ذى الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية بها اقتداءً بهدى المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قبل توجههم إلى مشعر عرفات للوقوف به.
وبدوره، قال اللواء عمرو لطفى مساعد وزير الداخلية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، إن هناك توجيهات من اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بتقديم كافة التيسيرات والتسهيلات اللازمة لضيوف الرحمن، ومد يد العون لهم.
وأضاف لطفى، أنه تم توفير حافلات مكيفة حديثة لنقل الحجاج للمشاعر المقدسة، فضلًا عن وجود خيام بمنطقة عرفات بشكل متحضر يليق بالحجاج المصريين، وتوفير العصائر والمرطبات للتغلب على ارتفاع درجة الحرارة، مناشدًا الحجاج التعامل بحذر مع الشمس وعدم التعرض لها لوقت طويل.
وأوضح الرئيس التنفيذى لبعثة الحج، أنه تم الدفع بعدد من ضباط الشرطة على طول المسارات التى تسلكها حافلات الحجاج لإرشادهم والتعامل مع أية حالات تتعرض للتغيب حتى لا يوجد تائهين فى صفوف الحجاج المصريين.
وتتابع بعثة الحج السياحى الاستعدادات لتصعيد الحجاج إلى جبل عرفات وفق المسارات والضوابط التى حددتها السلطات السعودية والتنسيق معها، كما تسلمت البعثة أمس جميع المخيمات الخاصة بحجاجها والبالغ عددهم 36 ألف حاج، حيث قامت لجنة من وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة بتفقد المخيمات ومطابقتها بالمواصفات المطلوبة، وتم فحصها مسبقا للتأكد من صلاحيتها لمقاومة الحريق وكفاءة عمل اجهزة التكييف بها لتوفير أقصى ضمانات راحة وتأمين الحجاج، وتم والتنسيق مع الجانب السعودى حول التوقيت الذى سيتم ضخ التيار الكهربائى فى داخل الخيام ليبدأ تصعيد الحجاج.
ووفرت شركات السياحة أكثر من 800 حافلة لتصعيد حجاج القطاع السياحى بكل مستوياته البرى والاقتصادى والاربع والخمس نجوم لعرفات، وقالت غرفة الشركات أن الأتوبيسات حديثة ومجهزة بكافة وسائل الراحة والأمان للحجاج المصريين، وكذلك تضمنت الخيام مواصفات عالية الجودة، هذا فضلا عن توفير كميات كبيرة من المياه والوجبات اللازمة للحجاج.
ويتحسب الجانب السعودى إلى ضربات الشمس بين الحجاج هذا العام نظرا لارتفاع درجات الحرارة، لذلك قامت وزارة الصحة السعودية بتجهيز 18 نقطة طبية فى قطار المشاعر، و180 سيارة إسعاف، وهيأت 17 مركز طوارئ على جسر الجمرات.
ومن جانبه قال مجدى شلبى، رئيس بعثة الحج السياحة، إن هناك تعاونا بين وزارة الصحة السعودية للرعاية الحجاج حيث سيتم تفير سيارات إسعاف مجهزة على أى مستوى لتصعيد الحجاج الذين لم يكتمل علاجهم إلى جبل عرفات لاستكمال مناسك الحج.
وأوضح شلبى، أن كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة لهم رعاية خاصة وملازم لهم مشرف بشكل مستمر، بالإضافة إلى توافر الكراسى المتحركة، حيث هناك متابعة مستمرة من الوزارة والغرفة على الشركات والمشرفين للتأكد من توفير الرعاية الكاملة لهم ولو فى أى شكوى لنتحرك فورا.
ووفرت غرفة الشركات لحجاج القطاع السياحى الرعاية الطبية للحجاج من خلال التعاون مع بعثة وزارة الصحة، حيث قدموا لهم الإرشادات الواجب اتباعها قبل الصعود على عرفات، وأهمها عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر يوم الوقوف بعرفة وإتباع الإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة فيما يخص أنواع التغذية لتجنب حدوث أى عارض صحي.
وتابع أعضاء مجلس إدارة غرفة الشركات وأعضاء البعثة السياحية خطة تأمين الحجيج مع السلطات السعودية اثناء التصعيد إلى النفرة، كما تم وضع نقاط ارتكاز على جانبى السير لتسهيل الصعود مع ضمان توفير كافة سبل الراحة والأمان للحجاج، حيث تم الدفع بسيارات تقوم بمتابعة خطوط السير بمنطقة منى للسيطرة على حالات الفقدان.
وأكد مجدى شلبى، أن موسم الحج لهذا يسير بنجاح نفخر به مشيرا إلى انه تم التحقق من تطبيق الشركات للمعايير المعتمدة من قبل الوزارة، مؤكدا على أن توجيهات وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط واضحة فى هذا الشأن، بالحزم والتعامل مع المقصرين لضبط الاداء وتوفير كافة الظروف لإنجاح الموسم، لهذا فانه يتم متابعة جميع الشركات على مدار الساعة كما يتم التنسيق مع البعثة الطبية للاطمئنان على صحة الحجيج ورصد تطور الحالات أولا بأول.
وكذلك قامت غرفة شركات السياحة بعقد عدد من الندوات التثقيفية والتوعوية لحجاج السياحى عشية الوقوف على عرفات قدمها شيوخ وزارة الأوقاف، حيث تم خلالها توضيح مناسك الحج بشكل مبسط، والحديث عن اركان الحج والأشياء الواجبة خلال تأدية المناسك، والرخص التى منحها الله عز وجل لعبادة للتيسير عليهم من مشقة الحج.
ويرافق توافد مواكب ضيوف بيت الله الحرام إلى مشعر منى، الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم الذين تابعوا توجه الحجاج إلى منى عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التى هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولى عهده، إذ ترتبط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكة طرق عديدة، إضافة إلى الأنفاق والطرق الخاصة بالمشاة التى زودت بجميع ما يحتاجه الحاج وهو فى طريقه إلى منى.
وتتميز رحلة الحجيج من مكة المكرمة إلى منى باليسر رغم الكثافة الكبيرة فى أعداد السيارات والمشاة مع تواجد رجال المرور الذين يساندهم أفراد الأمن وجهودهم فى تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم الذين يبذلون الغالى والنفيس لخدمة الحجاج والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة للحجاج ليؤدوا مناسكهم فى أجواء مفعمة بالأمن والإيمان.
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبى الله إبراهيم - عليه السلام - الجمار، وذبح فدى إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبى الهدى - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل فى حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التى ترمى، وبه مسجد الخيف، الذى اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبى من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبى - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال : شهدت مع النبى - صلى الله عليه وسلم - حجته فصليت معه صلاة الصبح فى مسجد الخيف، ومازال قائمًا حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته.
ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التى وقعت فى منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففى السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12رجلًا من الأوس والخزرج لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تلتها الثانية فى حج العام الـ 13 من الهجرة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة المنورة فى الموقع نفسه، الذى يقع من الشمال الشرقى لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسى أبى جعفر المنصور مسجد البيعة فى عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل ثبير قريبًا من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التى عاهد حينها الأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى لمدينة المنورة.
كما نزلت بها سورة المرسلات، لما رواه البخارى عن عبد الله رضى الله عنه قال : بينما نحن مع النبى صلى الله عليه وسلم فى غار بمنى إذ نزل عليه "والمرسلات " وإنه ليتلوها وإنى لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع