العالم على أعتاب سباق تسلح نووى جديد.. تقرير بحثى: خطر الصراع يتصاعد رغم انخفاض عدد الرؤوس الحربية.. الدول تضع الأولوية لتطوير تقنيات تستخدم فى الحرب التكتيكية بدلا من استراتجية الردع التقليدية بزيادة كم السلاح

على الرغم من المحاولات الأمريكية لوقف البرنامج النووى لكلا من كوريا الشمالية وإيران، إلا أن مخاطر الصراع النووى تزداد يوما بعد، ليس فقط بسبب هاتين الدولتين، ولكن بسبب سباق القوى الكبرى من أجل تطوير ترسانتها النووية.

 

 ولا يقتصر تطوير ترسانة أسلحة دول النادى النووى فقط على زيادة عدد ما تملكه كل دولة من رؤوس حربية، فالاتجاه المتزايد فى الوقت الراهن هو زيادة استخدام التقنيات المتطورة فى هذا السباق المحفوف بالمخاطر.

 

 

وفى تقرير لمعهد استكهولم الدولى لأبحاث السلام، وهو أحد أهم المراكز المعنية بتتبع الأسلحة والإنتاج والإنفاق العسكرى فى العالم، افاد بأن الترسانة النووية العالمية قد انخفضت بشكل طفيف على مدار الأشهر الـ12 الماضية، إلا أن خطر الصراع النووى قد ازداد.

 

 

 وصرح هانز كريستينسن، الباحث المساعد فى برنامج نزع السلاح والحد من الأسلحة وعدم الانتشار فى المعهد، لشبكة "يورو نيوز" قائلا إن هناك نوع جديد من سباق التسلح، لا يتعلق بكمية الرؤوس الحربية ولكن بالتقنيات.

 

 

ويقدر معهد استكهولم فى أحدث تقرير له  أن تسع دول تمتلك ترسانات نووية وهى الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية تمتلك معا 13.865 رأس نووى فى بداية عام 2019، ليتراجع عما كان عليه قبل عام، حيث كان العدد 14.465.

 

 

ويعزو ذلك جزئيا إلى جهود الدول التى تمتلك أسلحة نووية لتحديث ترسانتها بسبب حدوث تحول فى الإستراتيجية، ويقول كريستنسن إننا لم تعد فى إستراتيجية الردع التقليدية من خلال تراكم الرؤوس النووية، بل إنهم شرعوا الآن فى حرب تكتيكية، حيث تضع الدول المختلفة سيناريوهات جديدة لتطوير تقنيات وأسلحة.

 

 فعلى سبيل المثال، تقوم روسيا بتطوير أسلحة قادرة على التحايل على الدروع الأمريكية المضادة للصواريخ، بينما تعمل واشنطن على تطوير أسلحة نووية تكتيكية جديدة قصيرة المدى لمواجهة التحديات الروسية.

 

73a7efc5d9.jpg

 

ويؤكد خبراء معهد استكهولم أن هذه ديناميكية جديدة تماما، فقد سبق أن رأينا التهديدات التكتيكية خلال الحرب الباردة، لكن الوضع الراهن ليس بنفس المستوى من السوء الذى كان عليه إبان هذه الحقبة الزمنية.

 

ويشير تقرير معهد استكهولم إلى أن الانسحاب الأمريكى من معاهدة منع الانتشار فى الشرق الأوسط والخطط الجديدة لتجديد الترسانة النووية التى قدمها الرئيس ترامب للكونجرس وأيضا الصراع بين واشنطن وإيران تعد جميعا من بين العوامل التى تثير عدم الاستقرار فى التوازن العالمى، وهو ما يجعل الخبراء يعتقدون أن مخاطر الصراع النووى المحتمل قد زادت.

 

06a8bd912a.jpg

 

وتمتلك الولايات المتحدة وروسيا أكثر من 90 % من إجمالى عدد الأسلحة النووية فى العالم، وذكر المعهد أن الدولتين عملتا على تخفيض ترساناتهما النووية بموجب اتفاقية ستارت 2010 المتعلقة بإجراءات زيادة معدل تخفيض الأسلحة الهجومية الإستراتيجية والحد منها. وفى عام 2018، أعلنت كل من روسيا والولايات المتحدة عن تحقيقهما للحد النهائى لخفض قواتهما النووية بحلول الموعد المحدد.

 

وتنتهى اتفاقية ستارت الجديدة عام 2021 بدون أن يتفق الطرفان على تمديدها، ولا توجد حاليا أية مناقشات حول تمديد تطبيق اتفاقية ستارت الجديدة، أو التفاوض على معاهدة متابعة، ويقول شانون كايل مدير برنامج سيبرى لنزع السلاح النووى ومراقبة الأسلحة ومنع انتشار الأسلحة النووية: "إنه على ما يبدو من غير المرجح استمرار التخفيض فى القوات النووية الروسية والأمريكية فى ضوء الاختلافات السياسية والعسكرية بين البلدين".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع