الأروقة أحدث منصات الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب.. المشرف العام: لدينا أكثر من 7 آلاف دارس دون مقابل من جميع الفئات.. 123 محاضرة أسبوعية مجانية للمصريين وغيرهم.. و4 مستويات للدراسة المتخصصة

في إطار المبادرة التى تبناها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قبل عدة سنوات، لإعادة إحياء الأروقة الأزهرية، لتمارس دورها التاريخي في تقديم العلم الشرعى، وفق المنهج الأزهرى المنضبط، لكافة طلبة العلم من جميع الأعمار، وطوال العام بلا انقطاع، ودون أي مقابل مادى، وذلك لقطع الطريق على من يروجون لأفكار وفتاوى متشددة أو شاذة، تواصل الأروقة تحصين شباب وشيوخ ونساء الأمة من خطر الأفكار المتطرفة.

 

أروقة الأزهر اصطلاح يشير إلى مجالس علمية تقام فى أروقة الجامع الأزهر بالقاهرة،  وكانت أماكن للإعاشة الكاملة طعاما وإقامة وكسوة ومرتبات ومخصصات كثيرة وخدمات تكريما وراحة لهؤلاء الضيوف،و بلغ عدد أروقة الأزهر تسعة وعشرين  رواقا أنشأها السلاطين والأمراء والعظماء، وخصص معظمها للطلاب الفقراء والمنقطعين لطلب العلم وكان معظمهم من الأغراب الذين لا مأوى لهم، وبعضها خصص لأهل مصر خاصة من طلاب الريف الذين لا سكن لهم بالقاهرة.

 

المشرف على الأروقة: سقوط الأزهر يعنى سقوط العالم الإسلامى

الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف ،تحدث لليوم السابع ، عن كل ما يخص عمل الأروقة وخطتها لشهر رمضان المبارك ، ففى البداية أوضح فؤاد أن الأروقة الأزهرية عبارة عن أماكن معينة فى الجامع الأزهر خصصت لطلبة العلم من مصر والعالم وكانت هذه الأماكن يأتى إليها طلبة العلم من شتى بقاع الدنيا ومن جنوب مصر وشمالها وشرقها وغربها لذلك وجدت أروقة مثل رواق المغاربة للمغاربة المقصود بها المغرب الجزائر تونس ليبيا ، ورواق الأفارقة لبقية الدول من افريقيا ،ورواق الشوام وهذا من الاروقة التى كان يحضرها أهل فلسطين ولبنان وسوريا وتخرج منها سليمان الحلبى ،والرواق العباسى والصعايدة وغيرها والتى بلغ عددها 29 رواق ،فمن تلك الأروقة تخرج منها الإمام السيوطى وابن حجر العسقلانى وغيرهم من كبار العلماء من تلك الأروقة بدء طلاب العلم يتعلموا ادب الحوار و المناظرة والجدل وكيف يتعاملون مع الآخر ووجدت الكتب التى تدعو إلى الرأى والرأى الآخر والمذاهب الفقهية والفلسفية فكان يوجد رواق المالكية ورواق الحنابلة والشافعية والاحناف وكل طالب يسمع الرأى والرأى الآخر ويخرجون إلى رأى واحد يفيد الأمة بعد الاستماع لجميع الآراء والعالم شعر بأهمية هذا المكان قبلة المسلمين العلمية.

وتابع: المستعمرون شعروا بخطورة هذا المكان فأرادوا إيقاف هذا المد الفكرى فى عقول الشباب فى العالم الاسلامى فدخل نابليون صحن الجامع الازهر بخيوله ليعلن سقوط الأزهر لأن سقوط الأزهر هو سقوط للعالم الاسلامى فأراد أن يجعل الجامع الازهر رمزاً لهذا السقوط ،فلم يستطع فخرج من مصر فى ظلمة الليل ورجع منحنى الرأس ويترك من خلفه كليبر ليكون قائد الحملة الفرنسية وإذ بطالب من الأروقة وهو غير مصرى يتصدى لهذا المستعمر ويقتله وهو سليمان الحلبى السورى.

 

123 محاضرة أسبوعية مجانا لجميع الفئات

وكشف المشرف العام أن الأروقة تحظى بعناية كبيرة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر الشريف، ويتابعها لحظة بلحظة ويعقد مجلس أعلى للجامع الأزهر يتابع ما يدور بتلك الأروقة وما يدرس بالجامع الازهر والمنهج الذى يسير عليه الأساتذة مضيفا: لدينا 123 محاضرة أسبوعية، موضحا  أن الدراسة بالجامع الأزهر تأخذ مسارين الأول مسار للدراسة الحرة وتكون فى الفترة الصباحية من التاسعة للثالثة عصرا ، ثم مسار آخر يختص بالدراسة المتخصصة.

وتابع: فى الدراسة الحرة يدخل ويتلقى الدروس على أيادى علماء كل شخص يريد طلب العلم الصحيح وتدور فى ذهنه أفكار متنوعة  يريد لها أجوبة واستفسارات يريد لها حلول فأبواب الجامع الأزهر تفتح لهذا النوع من الذين يريدون معرفة العلم الشرعى من العلماء المعتبرين ولا يشترط فى من يحضر هذا المسار العلمى ديانة معينة فحتى وإن لم يكن مسلما فنحن نفتح الأبواب لكل من يريد الأجوبة فرسالتنا البيان والتبيين.

أما المسار التنظيمي وهو يلتحق بالأروقة من يريد ان يأخذ شهادة من الجامع الأزهر فلدينا رواق القرآن الكريم والتجويد والقراءات والعلوم الشرعية والعربية واللغات الأجنبية وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها فالاروقة التى يدرس فيها هى المناهج المعتبرة فى الازهر وهى المناهج التى تدعو إلى تقويم الفكر وتدعو إلى بيان بساطة الإسلامة وسماحته ولغته البسيطة.

4 مستويات للدراسة المتخصصة بأروقة الجامع الأزهر

وأضاف: لدينا توجيهات من فضيلة الإمام لتطوير تلك الأروقة ولدينا الأروقة التنظيمية تضم 4 مستويات الأول الخريطة وهذا تكون الدراسة به 3 شهور يتم دراسة مسميات العلم فيها ،المستوى الثانى التمهيدى: ومدة الدراسة فيه 9 أشهر ،المستوى الثالث التكوينى وهذا يدخل فيه علوم الفكر ومدته 12 شهر ، المستوى الاخير التأصيلى ومدة الدراسة فيه 18 شهر.

كما أوضح أن من يلتحقون بتلك المستويات من كافة فئات المجتمع مضيفا: لدينا طلبة من كلية الطب وكلية الهندسة ومدراء فى المصالح الحكومية فلدينا أكثر من 7 الآف دارس ولنا أفرع فى 8 محافظات منها الأسكندرية ودمياط والقليوبية والقاهرة.

وعن المدرسين بالأروقة قال: ليس أى شخص يدرس ويجلس على كرسى الرواق الا اذا كان معروفا فكرا ومذهبا ومنهجا وهو المنهج الأزهرى وقد يكون في جميع محافظات مصر أروقة من أسوان إلى الأسكندرية حيث أن الاسكندرية بها أكثر من 3 آلاف دارس.

وعن الهدف من تلك الأروقة قال الدكتور عبد المنعم فؤاد : الإمام الأكبر اعتبرها كمنصات دفاع عن سماحة الإسلام وضد التطرف الفكرى والغلو والإرهاب  والأزهر يتحرك لمواجهة الأفكار المتطرفة عبر الأروقة ببيان الفكر الصحيح عن الاسلام .

 

 

 

 

عبد المنعم فؤاد