تعرف على عادات وتقاليد دول آسيا في شهر رمضان الكريم

تعرف على عادات وتقاليد دول آسيا في شهر رمضان الكريم
تعرف على عادات وتقاليد دول آسيا في شهر رمضان الكريم

تختلف وتتفق مظاهر الاحتفال بهذا الشهر من بلد لآخر وفق عاداتها وتقاليدها في استقبال هذا الضيف القادم، وفي قارة آسيا أكبر قارات العالم، يتنوع الاحتفال بهذا الشهر الفضيل بين دولها حسب معتقداتها وموروثها الثقافي والديني.

وهنا ترصد "الفجر"، عادات وتقاليد دول آسيا فى شهر رمضان الكريم، وذلك من خلال السطور التالية.

الصين

ففي الصين حيث يبلغ عدد المسلمين نحو 20 مليون نسمة يتمركزون في مقاطعتي "زينج يانج" و"نينج زيا" جنوب غرب البلاد ومقاطعة "هينان" في وسط الصين، وبحلول شهر رمضان يبدأ الدعاة وأئمة المساجد في إلقاء دروس حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية خاصة المرتبطة بالصيام وأخلاق الصائمين.

وكعادة المسلمين في أغلب أنحاء العالم يواظب مسلمو الصين على صلاة التراويح ليرفعوا أصواتهم بالدعاء بعد انتهاء كل ركعتين: "يا مقلب القلوب والأبصار، يا خالق الليل والنهار، اللهم قوي إيماننا لنثبت على طريق الحق"، كما يتميز الشهر بالعديد من الأنشطة الدينية التي يمارسها الصينيون مثل تلاوة القرآن قبل صلاة التراويح والاحتفال بليلة القدر، حيث أن هناك أكثر من 988 مطعم ومتجر للأطعمة الإسلامية بالصين، ومن أشهر الأطعمة التي تنتشر بين المسلمين في رمضان لحم الضأن المشوي، كما يحرص مسلمو الصين على تبادل الحلوى والبلح والشاي.

الفلبين

وفي الفلبين يعيش المسلمون في الفلبين كأقلية، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح، ولا بد على كل مسلم أن يؤدي هذه الصلاة هناك وتقام في 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامي الفلبيني في شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم، وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر في ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء.

ومن أهم الأطعمة على موائد المسلمين في الفلبين طبق “الكاري كاري” وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التي تشبه “القطائف” المصرية وعصير “قمر الدين”، ويلهو الأطفال في هذا الشهر بعد الإفطار؛ حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدءون في التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفي بهجةً على هذا الشهر الكريم.

ماليزيا

وفى ماليزيا يشكل المسلمون غالبية السكان وتعدد الأعراق فيها، حيث يصل عدد المسلمين نحو 12 مليون نسمة حوالي 60 في المائة من إجمالي عدد السكان بعد أن دخل الإسلام عن طريق التجارة مع الدول الإسلامية ودخول الدعاة، ويبدأ احتفال الماليزيين بحلول شهر رمضان الكريم منذ نهاية شهر شعبان، حيث يبدأون في شراء حاجياتهم الغذائية وإعداد المساجد للمصلين وإضاءتها، وفي ليلة التاسع والعشرين من شهر شعبان يتم استطلاع هلال رمضان، وتعلن وزارة الشؤون الدينية عن بداية الشهر في كل وسائل الإعلام أو بقرع الطبول في بعض الأقاليم، وتقوم الإدارات المحلية بتنظيف الشوارع وتعليق الزينات الكهربائية في المناطق الرئيسية.

ويقبل المسلمون في ماليزيا، رجالا ونساء وأطفالا على صلاة التراويح في شهر رمضان، وإشعال البخور، ورش العطور في المساجد، حيث يصلون المغرب ثم يتناولون إفطارهم ويعودون من أجل أداء صلاتي العشاء والتراويح وتلاوة القرآن الكريم، وتنظم الدولة مسابقات حفظ القرآن في كل المناطق وتوزع الجوائز في حفل كبير على الفائزين ومعلميهم.

ويفطر مسلمو ماليزيا في منازلهم أو في المساجد، حيث يعد القادرون بعض الأطعمة التي تمد على بسط في المساجد من أجل الإفطار الجماعي، أما في المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور حيث يقوم كل شخص بإطعام أهل قريته يوما خلال الشهر الكريم في مظهر يدل على التماسك والتراحم.

ومن أشهر الأطعمة الرمضانية في ماليزيا وجبة "الغتري مندي "، والتي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك "البادق" المصنوع من الدقيق،علاوة على الدجاج والأرز والتمر والبرتقال، كما يحرص الماليزيون على تناول شرابا يسمى ( الكولاك ) بعد الانتهاء من تناول طعام السحور الذي يساعد على تحمل العطش، وتزويد الجسد بطاقة تعينه على القيام بعمله وواجبه أثناء الصيام .

ويحرص الصبية في ماليزيا على ارتداء ملابسهم الوطنية خلال هذا الشهر، حيث يضعون على رؤوسهم القبعات المستطيلة الشكل؛ في حين ترتدى الفتيات الملابس الطويلة الفضفاضة، ويضعن على رؤوسهن الحجاب الشرعي. وتتبادل الأسر والعائلات الماليزية الهدايا والأطعمة والحلويات مع بعضها البعض في هذا الشهر الكريم؛ تدعيما لأواصر المحبة والوئام بينها. 

تايلاند

أما في تايلاند فتظهر الحفاوة باستقبال شهر رمضان الكريم بإضائة جميع المساجد، التي يصل عددها هناك لنحو 1830 مسجدا- بالأنوار، والزينات، ومن العادات الشائعة عند مسلمي تايلاند القرع على الطبول الكبيرة وقت الإفطار، ويطلق على قارع الطبول " البلال " نسبة إلى الصحابي الجليل بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يشربون شرابا مكونا من السكر وجوز الهند، ومن أشهر وجباتهم (السوب ) الذي يشبه "الكوارع" في مصر، ويحرص المسلمون في تايلاند خلال شهر رمضان على تعلم القرآن الكريم، والاستزادة من تلاوته.

وفي الأغلب يلزم أفراد الأسرة المسلمة بيوتهم ليمضوا أيام وليالي هذا الشهر معا، لاعتباره فرصة مناسبة لجمع شمل الأسرة، والتشارك في تناول طعام الإفطار، وإحياء تلك الليالي بما تيسر من الطاعات والعادات .

الهند

وفي الهند حيث يشكل المسلمون ثاني أكبر تجمع إسلامي بعد إندونيسيا، بإجمالي 150 مليون مسلم، يختلف فيها ثبوت رؤية رمضان من مكان لآخر بسبب تواجد المسلمين في مناطق متفرقة في هذا البلد الشاسع، لذلك توجد هيئة شرعية خاصة من العلماء تتولى متابعة أمر ثبوت هلال رمضان، وعند ثبوتها تصدر بيانا عاما، ويتم إعلانه وتوزيعه على المسلمين .

ويبدأ الإفطار في الهند عادة برشفات من الماء إذا لم يجدوا التمر، كما يتناول بعضهم الملح الخالص عملا بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح وهي عادة لا تعرف إلا بالهند.

وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على الأرز، وطبق (دهى بهدى) يشبه الفلافل مع الزبادي، والعدس المسلوق، وطبق آخر يسمى (حليم) و(الهريس) ويتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها (الفلفل الحار)، كما يحرص غالبية المسلمين في الهند على سنة السحور، حيث من المعتاد تناول الأرز والخبز الذي يعد الغذاء الرئيسي إلى جانب أنواع أخرى من الأطعمة.

ويتصدر المشروبات عصير الليمون، واللبن الممزوج بالماء، بينما يوجد في ولاية (كيرالا) جنوب الهند مشروبا يتكون من الأرز والحلبة ومسحوق الكركم وجوز الهند لوجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشط الصائم للعبادة ليلا.

ولا تزال شخصية (المسحراتي) تؤدي دورها على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكل به، ليوقظ الناس قبل آذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تقدم له الهدايا والعطايا وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.

ويحافظ أغلب المسلمين في الهند على لبس (الطاقية)، وارتياد المساجد للصلاة وتلاوة القرآن، إذ يجتهد كل مسلم لختم القرآن خلال هذا الشهر، علاوة على تمسكهم بحضور صلاة التراويح التي تصلى في أغلب المساجد عشرين ركعة، وفي البعض الآخر يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانا درس ديني، أو خطبة يلقيها بعض أهل العلم أو رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد.

ويحرص مسلمو الهند على سنة الاعتكاف، خاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ ويولون عناية خاصة بليلة القدر التي يحتفلون بها ليلة السابع والعشرين حيث يستعدون لإحيائها بالاغتسال ولبس أجمل الثياب، ومن العادات المعهودة في صباح هذه الليلة زيارة القبور وقراءة ما تيسر من القرآن.

أوزبكستان

وفي أوزبكستان ينتظر أهلها قدوم هلال رمضان على امتداد أحد عشر شهرا، كي تتحول بلادهم إلى مهرجان حقيقي، أيام رمضان، وهم يسمعون عند غروب كل يوم الأذان باللغة العربية منطلقا من المآذن المضيئة بالأنوار البراقة، و الزينات المرفوعة.

ويتناول الصائمون في أوزبكستان الماء أولا عند سماع أذان المغرب، يليها حبات التمر أسوة بسيرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم يؤدون صلاة المغرب جماعة، وبعدها يجلس الكبار والصغار على مائدة الإفطار ويتصدرها الحساء المصنوع من لحم الغنم مع قطع من الجزر والبصل والخضراوات، ثم تأتي السمبوسة كطبق مفضل عند الأوزبكيين، يعقبه (المانطري) الذي يشبه السمبوسة ولكن يطهى على البخار.

ومن الحلويات عند سكان أوزبكستان (النيشالا)، وهي بيضاء مثل العسل ذات طعم ومذاق طيب، أما السحور فهو وجبة خفيفة من الحليب والخبز.

وتقيم عائلات المسلمين في أوزبكستان حفلات إفطار جماعية خلال شهر رمضان تدعو إليها الجيران والأقارب والأصدقاء لحضورها، حيث قد يصل عدد المدعوين إلى مائة شخص في بعض الأحيان، ويقام حفل الإفطار في جو بهيج، تنحر فيه الذبائح وتخبز أرغفة كبيرة مع الزيت والحليب، وتفرش المائدة التي يطلقون عليها "دستارخان" وعليها مختلَف أنواع الشاي الأسود والأخضر.

وبعد الإفطار يرتل أحد الضيوف ما تيسر له من الآيات القرآنية ويدعو لصاحب البيت بالبركة؛ فينصرف الضيوف ويتجه بعضهم إلى المسجد لأداء التراويح، وفي بعض الأحيان يتم تنظيم حفل إفطار خاص بالنساء.

 

 

هذا الخبر منقول من الفجر