شبح السقوط يهدد النظام الإيرانى..اختراقات استخباراتية وراء تغييرات قيادات الحرس الثورى.. الاستيلاء على أرشيف البرنامج النووى والتوتر مع واشنطن والخلافات بين القادة وتخوفات من قيام احتجاجات بطهران أبرز الأسباب

وسط تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية، قام المرشد الأعلى لإيران علي خامنئى، ببعض التغييرات داخل قيادة الحرس الثورى، حيث ذكرت وسائل إعلام إيرانية خلال الأيام الأخيرة، أن علي خامنئى، عين حسين طالب، قائدا لجهاز الاستخبارات والأمن فى الحرس الثورى، كما عين حسن محقق، نائبا له.

 

وفور إعلان هذه التغيرات، رصد عدد من المراقبون والمتخصصون فى تقارير إعلامية، بأن هذه التغييرات بمثابة تهديد خطير للنظام الإيرانى، ومؤكدين أن هناك اختراقات استخباراتية وراء تغييرات قيادات الحرس الثورى، معددين الأسباب ما بين الاستيلاء على أرشيف البرنامج النووى والتوتر مع واشنطن والخلافات بين القادة.

الحرس الثورى
الحرس الثورى

وفى سياق التغييرات أيضا، تم تعيين حسين نجات مساعدا للقائد العام للحرس للشئون الثقافية، خلفا لمحمد رضا نقدى، الذى تولى منصب المنسق العام للحرس. لكن التغيير الذى يبدو أنه الأكثر أهمية هو تعيين علي فدوي، نائبا لقائد الحرس الثورى.

ودعا "فدوي" فى أول كلمة له بعد تولى المنصب، بحسب وكالة "تنسيم" إلى "رفع مستوى الاستعدادات العسكرية وتطوير مهمات قوات الحرس".

وكان خامنئى بدأ مهمة تغيير القيادات فى الحرس الثورى، فى أبريل الماضى، عندما عين الجنرال حسين سلامى، قائدا جديدا للحرس الثورى، خلفا لمحمد علي جعفري، وذلك بعد أيام من إدراج الولايات المتحدة الحرس على قائمة المنظمات الإرهابية.

وحول هذا الأمر، قال مراقبون، إن إقدام خامنئى على إقالة جعفرى جاءت بسبب الخلافات بين قادة الحرس، وتردى سمعته كثيرا، إثر تعرضه لضربات إسرائيلية قوية.

وكان من المقرر أن تنتهى ولاية جعفرى فى 2017، لكن خامنئى مدد فترة ولايته، حتى بدا أنها ستطول.


ومن جهة أخرى، أوضح متخصصون فى الشأن الإيرانى، أن اختراقات أجهزة الاستخبارات الأجنبية للكيانات السياسية والعسكرية فى إيران، وخاصة الاستيلاء على أرشيف البرنامج النووى، عجلت من إقالة جعفرى، وسط توقعات بأن الاختراقات الاستخبارية طالت الحرس نفسه.

وفى السياق ذاته، قال سلامي، إن بلاده تخوض "حربا استخباراتية شاملة" مع الولايات المتحدة، التى تمكن من اكتشاف تحركاته أخيرا فى مياه الخليج، وربما يسعى المرشد إلى ترميم حالة الاستخبارات فى الحرس الثورى، خاصة أن التغييرات شملت قائد الاستخبارات والأمن فيه.

 

ويمكن عزو هذه التغييرات إلى التوتر مع واشنطن، خاصة فى ظل مخاوف النظام الإيرانى من احتمال زيادة الضغوط الأمريكية الاقتصادية والعسكرية عليه بصورة غير مسبوقة.

وتأتى هذه التطورات فى ظل حشد الولايات المتحدة قوة عسكرية ضاربة فى المنطقة، ممثلة بحاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" ومجموعة قاذفات "بي 52" الاستراتيجية.

 

ترامب
ترامب

 

وجاءت خطوة واشنطن بعدما رصدت تهديدات جدية، تشير إلى نية طهران استهداف قطع بحرية أمريكية فى مياه الخليج العربى.

وذكرت تقارير إعلامية أيضا، أن الاستخبارات رصدت نصب الحرس الثورى لصواريخ باليستية على متن قوارب خشبية فى الموانئ الإيرانية المطلة على الخليج العربى، الأمر الذى أثار قلق واشنطن ودفعها للتحرك عسكريا.

 

ويبدو أن التغييرات التى أجراها خامنئى على الحرس تنبع نتيجة مخاوف أخرى منها، اندلاع احتجاجات واسعة النطاق فى البلاد، من جانب المواطنين الذين سئموا الأوضاع المتردية.

 

كما يخشى النظام الإيرانى من احتمال السقوط، فى حال وفاة مفاجئة للمرشد خامنئى، الذى يبلغ من العمر (80 عاما).

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع