السلفيون يحرمون الاحتفال بشم النسيم والمصريون يحتفلون.. دعاة السلفية: بيع الرنجة والفسيخ فى هذا اليوم حرام شرعا.. ودار الإفتاء ترد على فتاويهم: مناسبة اجتماعية ليس فيها شىء من الطقوس المخالفة

رغم صدور فتاوى رسمية من الجهات الدينية الرسمية كالأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية التى  تؤكد على أن الاحتفال بشم نسيم حلال شرعا وأنه لا يوجد به أى حرمانية لأنه عبارة عن مناسبة اجتماعية مرتبط منذ القدم بالمصريين، إلا أن التيار السلفى يجدد فتاوى كل وقت من هذا العام بتحريم للاحتفال بهذا العيد واعتباره  بدعة وليس عيد للمسلمين، إلا أن الشعب المصرى بأغلب فئاته يحتفل بهذه المناسبة دون أن يضع أى اعتبارات لفتاوى السلفيين.

تحريم الاحتفال بعيد شم النسيم عن السلفيين لا يقتصر فقط عن الاحتفال ولكنه يتخطها تحريم تناول الرنجة والفسيخ أيضا فى هذا اليوم، ودعاة السلفية يعتمدون على فتاواهم فى فتاوى قديمة لمشايخهم، إذ جدد سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، هذه الفتوى مؤخرا زاعما فى بيان له أن شم النسيم هو عيد ديني وثني  والاحتفال به حرام شرعا.

d526a178d0.jpg

وقال الداعية السلفى فى بيان له، إن الاحتفال بعيد شم النسيم حرام شرعًا ، لأنه ليس من أعياد المسلمين ، ولا يجوز للمسلم أن يُشارك غير المسلمين في أعيادهم الخاصة بشرائعهم ، ولا يجوز المشاركة في الاحتفال بشم النسيم ولا بيع الفسيخ للمحتفلين بهذا اليوم ، ولا الذهاب للحدائق والمنتزهات للاحتفال بشم النسيم.

الأمر لم يقتصر على الشيخ سامح عبد الحميد المنتسب لدعوة السلفية بالإسكندرية، بل أيضا الشيخ حسين مطاوع، الداعية السلفى المحسوب على السلفية المدخلية، إذ حرم أيضا الاحتفال بشم النسيم، حيث قال فى بيان له إن الواجب على المسلم الالتزام بدينه فإن في ذلك رضا الله، والله عز وجل لم يشرع لنا إلا عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى فالأولي للمسلم الاهتمام بأعياده التي شرعها الله.

وأضاف الداعية السلفى، أنه لا مانع أبدا من مشاركة المسيحيين أفراحهم وأحزانهم فهم شركاء في هذا الوطن، لكن هذا شئ والاحتفالات الدينية شيء آخر ففي هذه الحالة نقول كما قال الله تعالى ( لكم دينكم ولي دين)، فلهم أعيادهم الدينية ولنا أعيادنا الدينية،. وبهذا نخرج من أي خلافات حول هذه الأمور.

3543183aaa.jpg

هذا الأمر ليس جديد على التيار السلفى، فهناك فتوى سابقة للشيخ ياسر برهامى نائم رئيس الدعوة السلفية، حرم فيها أكل الرنجة والفسيخ والاحتفال بشم النسيم.

بدوره انتقد على محمد الشرفاء، المفكر الإماراتى، فتاوى التيار السلفى التى تحرم الاحتفالات بمناسبة شم النسيم، معتبرا ذلك افتراء على الله سبحانه وتعالى بالكذب.

d732c409be.jpg

وقال "الشرفاء" ردا على  من يحرمون الاحتفال بمناسبة شم النسيم وأكل الرنجة والفسيخ، خلال هذا اليوم بزعم أنها بدعة في الدين:"أية قرآنية واحدة تكفى للرد على المفترين على الله، والله سبحانه لم يعط حق التشريع فيما يخص التحليل والتحريم لأي من خلقه أو أنبيائه بل أحتفظ بذلك لنفسه حتى لا تكون النفس الإمارة بالسوء توجه التشريعات الإلهية وفق الأهواء وتضليل الناس بجهل وافتراء بالكذب لمن لا يملك حق التشريع إذ قال الله تعالى :(وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". (سورة النحل)

f712fb07d1.jpg

دار الإفتاء أيضا كان لها موقف واضح وصريح من تلك الفتاوى المحرمة لشم النسيم، والتى أكدت فى فتاويها أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأى معتقدٍ ينافى الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا فى هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا، حيث إن بعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التى يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام، مستشهدة بالصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه -والى مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه- يخطب المصريين فى كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك فى نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم فى "فتوح مصر والمغرب"، وابن زولاق فى "فضائل مصر وأخبارها"، والدارقطنى فى "المؤتلف والمختلف".

 



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع