كيف يمثل ملتقى الشباب العربى الأفريقى أهمية كبرى لمصر؟ تدريب للشباب على كيفية الإدارة وطرح الأفكار المبتكرة لحل الأزمات.. عدد المشاركين يضمن التنوع فى الأطروحات المعروضة.. ويربط بين الشعوب العربية والأفريقية

كيف يمثل ملتقى الشباب العربى الأفريقى أهمية كبرى لمصر؟ تدريب للشباب على كيفية الإدارة وطرح الأفكار المبتكرة لحل الأزمات.. عدد المشاركين يضمن التنوع فى الأطروحات المعروضة.. ويربط بين الشعوب العربية والأفريقية
كيف يمثل ملتقى الشباب العربى الأفريقى أهمية كبرى لمصر؟ تدريب للشباب على كيفية الإدارة وطرح الأفكار المبتكرة لحل الأزمات.. عدد المشاركين يضمن التنوع فى الأطروحات المعروضة.. ويربط بين الشعوب العربية والأفريقية

مكاسب عديدة تحققها مصر من تدشينها لملتقى الشباب العربى الأفريقى، الذى تستضيفه محافظة أسوان، والذى يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث يمثل هذا الملقى نجاح جديد تحققه مصر فى إطار انفتاحها نحو العمق الأفريقى، كما أن هذه الرؤية تعززت بعودة مصر الكثيفة إلى محيطها الأفريقى خاصة من خلال المشاركات الرئاسية المتوالية فى الفعاليات التى مثلت مصر القارة الأفريقية فيها

وتدور أجندة الملتقى حول العديد من القضايا والموضوعات التى تخص قضايا وتحديات المنطقة العربية والقارة الأفريقية، خاصةً فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى لهذا العام 2019، كما تتنوع أشكال الفعاليات خلال الملتقى بين جلسات نقاشية وورش عمل وطاولات مستديرة تضم القادة من الشباب وصُناع القرار فى حوار مفتوح عن أهم ما يشغل الشباب العالم العربى والأفريقى، كما يضم الملتقى العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية؛ حيث تُقام جولات سياحية للمشاركين فى مدينة أسوان المنطقة الحضارية التى طالما ظلت بوابة مصر على أفريقيا

فى هذا السياق، أكدت داليا زيادة، رئيس المركز العربى للدراسات الديمقراطية الحرة، على أن مصر تنطلق الآن بنجاح شديد نحو العمق الأفريقى، أفريقيا قارة شابة ونسبة الشباب بها تتجاوز الـ30%، واستيعاب هؤلاء الشباب وتوظيف طاقاتهم فى الاتجاه الصحيح اقتصاديًا وسياسيًا هو أول طريق النهوض بالقارة والذى سيعود حتمًا على مصر بكثير من الخير نظرًا لكون مصر جزء من أفريقيا تحمل نفس همومها وتسعى لتحقيق نفس طموحاتها.

وأضافت زيادة، أنه عندما يخرج الإرهاب من أفريقيا ستكون مصر أكثر أمانًا وعندما تنجح مشاريع الشباب فى تنمية اقتصاد الدول المرتبطة مع مصر اقتصاديًا وسياسيًا سيؤدى ذلك لنجاح أكيد فى عمق الاقتصاد المصرى، نظرًا لموقع مصر الجغرافى على الساحل الشمالى لأفريقيا.

ولفتت رئيس المركز العربى للدراسات الديمقراطية الحرة، إلى أن هذا الملتقى الشباب العربى الأفريقى هو خطوة أخرى ناجحة لمصر فى تأكيد دورها كلاعب محورى فى العلاقات الدولية.

من جانبه أكد الدكتور رمضان قرنى، الباحث فى شئون العلاقات الأفريقية، على أن رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى لملتقى الشباب العربى الأفريقى تمثل اعتراف من قبل رأس الدولة المصرية بأهمية الحدث، واهتمام مصر بملف الانفتاح على القارة الأفريقية.

وأضاف الباحث فى شئون العلاقات الأفريقية، أن الرعاية تبعث برسالة مهمة عربيا وأفريقيا وعالميا باهتمام مصر بالشأن الثقافى بجانب القضايا السياسية والأمنية وذلك لأن التواصل الشبابى يعد رسالة ثقافية وحضارية للدولة المصرية، كما أنه يساهم فى إزالة كافة المدركات السلبية بين العرب والأفارقة.

ولفت قرنى، إلى أنه تشير التجارب العربية والأفريقية أن رعاية رئيس الدولة لأى حدث تضمن له الفاعلية والإنجاز على باقى المستويات.

من جانبه كشف الدكتور طه على، الباحث فى علم الاجتماع السياسى، مكاسب ملتقى شباب العربى الأفريقى الذى تستضيفه محافظة أسوان، ويرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أن ملتقى الشباب العربى الأفريقى يأتى فى إطار رؤيةٍ شاملةٍ حرصت الدولة المصرية على تبنيها خلال الفترة الأخيرة، وذلك فى إطار بناء نموذج مصرى للقوة الناعمة يساعد الدولة فى التواصل مع محيطها الخارجى.

وأضاف الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن هذه الرؤية تتضمن 3 محاور الأول يهتم بالشباب، وهو ما يبدو طيلة الوقت كأحد المحاور التى تنطلق من خلالها الفعاليات الرئاسية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وذلك اعترافًا بواقع الأمر بأن بناء الدولة المصرية لا ينبغى بدون مشاركة حقيقية وفعالة للشباب فى عملية صنع القرار، وموضحا أن ذلك يأتى فى العديد من الفعاليات مثل منتدى شباب العالم، وغيره من الفعاليات الشبابية وحتى دمج الشباب فى كثير من مواقع السلطة مثل منصب مساعد الوزير وغير ذلك.

ولفت على، إلى أن المحور الثانى يشمل البُعد "العربى ـ الأفريقى"؛ بخاصة بعدما بات كلا المحورين العربى والأفريقى متكاملين فى إطار السياسة الخارجية المصرية إذ مثلت مصر معبرًا بين العالمين العربى والأفريقى، فمصر واحدة من أكبر الدول العربية ولها مكانة رائدة فى منظومة العمل العربى المشترك، فضلا عن رؤيتها تجاه كبرى قضايا المنطقة كالقضية الفلسطينية التى لا ولم ولن تغب عنها مصر يوما ما، وكذلك قضايا الصراعات الملتهبة مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها.

وأوضح الباحث فى علم الاجتماع السياسى، أن تلك الرؤية تعززت بعودة مصر الكثيفة إلى محيطها الأفريقى وفى هذا السياق يمكن الإشارة إلى المشاركات الرئاسية المتوالية فى الفعاليات التى مثلت مصر القارة الأفريقية فيها مثل المنتدى الأفريقى الأوروبى، والمنتدى العربى الأفريقى، ومؤتمر أفريقيا 2018، وصولا إلى رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى واستضافة نهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية بما لها من حضور على المستوى الشعبى بين أبناء القارة الأفريقية، متابعا: "هناك فعاليات فنية أخرى كمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة الذى أعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السياسى أثناء تسلم مصر قيادة الاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا الشهر الماضي".

ولفت طه على، إلى أن هذا المتلقى يؤكد أيضا فى محوره الثالث حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على متابعة تلك الفعاليات دائمًا، والتفاعل مع المشاركين بشكل ملحوظ، فيما يُعلى من قيمة الحوار والتفاعل مع الخارج والعمل على تصدير صورةٍ إيجابيةٍ حول الرؤية المصرية تجاه كافة القضايا الأفريقية والعربية.

وأشار الباحث فى علم الاجتماع السياسى، إلى أن كل ذلك يعنى تحولًا ملحوظًا فى السياسة الخارجية المصرية بما يعكس قدر ومكانة مصر فى محيطها العربى والأفريقى، فضلا عن عودة القوة الناعمة كإحدى الأدوات الفعَّالة فى السياسة الخارجية المصرية، موضحا أن ذلك من شأنه أن ينعكس على خدمة أهداف السياسة الخارجية المصرية التى هى امتداد للسياسة العامة فى المقام الأول، وترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر باحتياجات التنمية التى تتبناها الدولة المصرية أخيرا.



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع