كيف حكم المرضى النفسيون العالم؟ ستالين قتل شعبه بسبب نوبات الهوس.. هيستيرية نيرون جعلته يقتل ويحرق أهله.. هتلر كان مدمنا ومضطربا نفسيا.. وحكام مصلحون عانوا الاكتئاب.. أبرزهم أبراهام لينكولن ومارتن لوثر كينج

حكموا عالمنا ولم يكونوا بالاتزان المناسب فقتلوا وأعدموا وأحرقوا وجعلوا العالم جحيما، لم يكن وحده هتلر من أزهق الأرواح وعذب الملايين ولكن التاريخ ممتلئ بهذه الشخصيات التى قادت ولم تملك من العقل غير نوبات هوس وبعض الهستيرية والنرجسية التى جعلتهم يرتكبون أبشع الجرائم فى تاريخ البشرية.

 

ونفتح صفحات التاريخ وتصنيفات الاضطرابات النفسية التى توصل لها الأطباء وأقروا حقيقة إصابة الحكام بها، وكيف أثر ذلك على سلوكهم وطرق تعاملهم فى الواقع.

 

c9ae1be808.jpg

أدولف هتلر تعاطى الكوكايين

هتلر، أسطورة الطغيان، هو أحد أشهر الشخصيات فى التاريخ، كزعيم لألمانيا النازية وصاحب المحرقة، والأحداث التى أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 40 مليون شخص، ويعتقد الأكاديميون الذين يدرسون شخصيته وفقا لما ذكره موقع " Allthatsinteresting"، أن أدولف هتلر عانى من اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية النرجسية.

 

واضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو اضطراب فى المزاج يؤثر على كيفية تفاعل الشخص مع الآخرين، ويختلف الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية بشكل كبير عن الشخص العادى من حيث كيفية تفكيره أو إدراكه أو ارتباطه بالآخرين، حيث تكون السمات الأساسية لهذا الاضطراب هى عدم الاستقرار العاطفى وطرق التفكير أو الإدراك الغريبة وكذلك السلوكيات المتهورة، أما الشخصية النرجسية فهى التى تحب نفسها لمرحلة التبجيل المبالغ فيه وعدم الشعور بالآخرين لأنه يرى نفسه أفضل ممن حوله.

 

كما أنه - ووفقا لما ذكره موقع  "bitrannica"، فى عام 1941 - بدأ الطبيب الشخصى تيودور موريل بحقن هتلر بالعديد من المواد المخدرة، بما فى ذلك الأوكسيكودون، والميثامفيتامين، والمورفين، وكذلك الكوكايين، وكان هتلر عرضة للاهتزاز فى آخر أيامه قبل الانتحار، وهو الأمر الذى أرجعه البعض إلى مرض باركنسون، فيما فسره الآخرون بانسحابه من المخدرات، التى كان من الصعب الحصول عليها فى ذلك الوقت.

 

 

ee9a7f42e3.jpg

جوزيف ستالين عانى البارانويا والهوس

جوزيف ستالين كان زعيم الاتحاد السوفييتى من عشرينيات القرن الماضى إلى عام 1953، والذى حكم من خلال إرهاب الشعب، وقتل الملايين من مواطنيه، والذى إذا كان قد تم تقييمه من قبل معايير الصحة العقلية اليوم فمن المرجح جدا أنه يتم تشخيصه باضطراب الشخصية النرجسية والبارانويا، والاكتئاب الهوسى.

 

ولعل اضطراب البارانويا يشمل على خواطر شديدة القلق أو الخوف فى كثير من الأحيان تتعلق بالاضطهاد أو التهديد أو التآمر، ولعل ذلك كان دافع ستالين فى الانتقام من شعبه وقتلهم بهذه البشاعة، ويمكن أن تصيبه الأوهام، عندما تصبح الأفكار والمعتقدات اللاعقلانية ثابتة بحيث لا يمكن لأى شيء بما فى ذلك الأدلة المضادة أن تقنع الشخص بأن ما يعتقده أو يشعر به غير صحيح، أما الاكتئاب الهوسى فهو حالة من الاكتئاب والهوس معا يصاب بها الشخص، فيعانى نوبات من الكآبة يتخللها أوقات من الهوس وهو النشاط الزائد والأفعال المتهورة مع قلة النوم والتصرف بطريقة غير متوقعة تماما.

كومودس
كومودوس

كومودوس نرجسيته حولته لوحش

حكم كومودوس الإمبراطور الرومانى من 180 إلى 192 ميلاديا، والذى عانى من اضطراب الشخصية النرجسية، فأعاد تسمية روما وشوارعها المختلفة على اسمه لأنه اعتقد أنه من نسل هرقل عاملا على تأليه نفسه، وازدات الحالة معه فأصبح حاكما وحشيا، حرق أحد الخدم حتى الموت بسبب تجهيزه لحمام بارد جدا له .

 

والحقيقة أنه تعدى حدود حب الذات وانقلب للشر بشكل كبير من خلال انحشاره فى مجال المصارعة، والذى كان قاسيا جدا ومتجبرا، فكان يدعو المصارعين لقصره وتلك الدعوة تعنى الموت شبه المؤكد، فلا يجرؤ أحد على ضربه، وبذلك يقتل مصارعه فى النهاية ويفوز وكذلك كان يربط المصارعين ببعضهم البعض ويجبرهم على القتال حتى يموت أحدهم، وذلك بجانب تعذيبه لذوى الإعاقة الجسدية، فأجبر بعض الأقزام على محاربة بعضهم فقط من أجل التسلية.

 

b582c5f88d.jpg

نيرون تعدى حدود الواقع بقتل أهله

نيرون هو الإمبراطور الرومانى فى الفترة من 54 إلى 68 بعد الميلاد، وقد أحرق المسيحيون وأعدم أمه وشقيقه وأمر رعاياه بأن يبجلوه كإله، فكان يعانى من النرجسية واضطراب الشخصية الهيسترية فى أقصى مراحلها.

 

ولعله قتل شقيقه بسبب تفاصيل الحكم، وأمه بسبب رفضها لزواجه من إحدى العاهرات، حتى لا ينصاع لأوامرها وهو أمر كان غاية فى الوحشية وانعدام الروابط الأسرية، وفعليا تآمر عليها باغتيالها وعندما نجت أرسل إليها الجنود فى قصرها لقتلها بالسيوف ثم حرق بقايا جثتها، فكيف كان هذا الشخص حاكما إذا كان ابنا بهذا الشكل، فلا عجب فى أنه أحرق المسيحيين وجعل نفسه إلها.

 

وأبرز سمات اضطراب الشخصية الهستيرية تشمل على لفت الانتباه والحساسية المفرطة وبالتالى إصدار الأحكام الخاطئة والمتهورة مع القيام بأمور غريبة فقط من أجل جمع الآراء حوله ولكى يصبح مركز الدنيا من حوله.

 

المصلحون فى التاريخ كانوا ضحايا للاكتئاب والإحباط

e58a684f6d.jpg

مارتن لوثر كينج 

من الصعب العثور على زعيم أكثر عاطفية من مارتن لوثر كينغ الابن، ولعل هذا ما جعله يعانى نوبات اكتئابية وليالى مظلمة موحشة، فشهد نوبات اكتئابية حادة حتى مرحلة البلوغ بعد محاولتين انتحاريتين، وحتى بعد صعوده إلى مكانة بارزة كناشط فى مجال حقوق الإنسان حثه موظفوه على البحث عن العلاج النفسى ولكنه رفض ذلك.

 

ولمن لا يعرف الناشط السياسى الإنسانى مارتن لوثر كينج فهو من المطالبين بإنهاء التمييز العنصرى ضد السود عام 1964، وأصغر من حاز على جائزة نوبل للسلام بعد مشواره فى سبيل الحرية وحقوق الإنسان وسعيه للحصول على الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيين فى المساواة فرفض كل أنواع العنف وساهم فى التغيير.

 

64d9d346a9.jpg

ديانا.. أميرة ويلز

الأميرة ديانا حظيت بشهرة عالمية بسبب تعاطفها مع الآخرين والعمل الخيرى فى وسط الإعجاب الدولى، ولكنها مع ذلك عانت الأميرة أيضا من الاكتئاب الشديد والشره المرضى "البوليميا".

 

ووفقا لما ذكره موقع " bulimia" الطبى فإن الشره المرضى العصبى هو اضطراب فى الأكل عادة ما يتميز بفترات من الإفراط فى تناول الطعام، ويتبعه نوع من السلوك التعويضى عما حدث مثل القىء السريع لإحساس الشخص بالذنب، حيث يعانى المصاب بالاضطراب أيضا من الخوف من اكتساب الوزن، وبالتالى ينتج عن ذلك نقص فى الوزن، ويعد الشره المرضى العصبى مرض عقلى خطير يتطلب علاج مكثف.

 

52b4ce2a01.jpg

أبراهام لنكولن

عانى أبراهام لنكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، من نوبات من الكآبة طوال حياته، وفى إحدى الحالات تم العثور عليه وهو يتجول فى الغابة بواسطة بندقية بعد وفاة صديق مقرب، فعانى نوبات عميقة من الاكتئاب.

 

فعلى الرغم من إنجازاته العظيمة فى تاريخ أمريكا بالمساهمة فى إنهاء عهد العبودية وحكمه خلال فترة حرب أهلية إلا أنه كان يصاب بنوبات إحباط وحزن شديدة، وأفكار سلبية حاربها بما تمكن من قيامه فى الواقع.

 



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع