الفنان التشكيلى أحمد نوار فى معرض الكتاب: قتلت 15 جنديا إسرائيليا.. ويؤكد: قصور الثقافة لم تنفذ خطة ثروت عكاشة.. وأطالب بقانون أخلاقى يمنع هدم أفكار السابقين.. والمسئولون غير مؤمنين بالعمل الجماهيرى

قال الفنان التشكيلى الدكتور أحمد نوار إن البيئة تؤثر فى نشأة الفنان، موضحا أن نشأته فى بيئة ريفية كان لها تأثير كبير، ليس فى العادات والتقاليد فقط، بل فى كونها بيئة يتعلم منها الفنان ماهية الحياة والجمال، لافتا إلى أن البيوت الجميلة البسيطة وشكل الريف والمناطق الزراعية وشكل الطيور كان لها الفضل فى تكوينه الفنى.

 

أحمد نوار
 

وأضاف "نوار"، خلال لقائه الفكرى بمعرض الكتاب، أن الدكتور مجدى وهبة، كان أول ما أطلعنى على الحياة الفنية، حيث كان يعيش فى قريتنا ويرعى ويتبنى كل الجماعات الفنية، مؤكدا أنه تعلم فى الكُتاب وهو صغير، ومثله الأعلى كان شخص اسمه محمد عباس، تعلم منه حب الوطن وكان صاحب الفضل فى معرفته العديد من الفنون والثقافات، مؤكدا أن البداية دائما ما تبقى فارقة فى حياة الشخص، فكلما كان منفتحا على بيئة ثقافية أو فنية، أو على الأقل تتيح ذلك تكون سببا فى تكوين الشخصية وبناء الإنسان.

 

وأكد الدكتور نوار أن سبب دخوله الجيش كانت لوحة المقاتل المصرى، والتى فازت بالجائزة الأولى فى بينالى فينيسا الدولى للفنون، لكنه عندما ذهب لأخذ تصريح السفر، وجد أن كل التأجيلات ألغيت، وأنه مطلوب للتجنيد، وبالفعل ارتدى الملابس العسكرية خلال ساعة واحدة من دخوله مكتب التجنيد، مشيرا إلى أنه تم اختياره فى سلاح القناصة نظرا لتفوقه فى القنص، وبعد ذلك بـ45 يوما كان على الجبهة، وخلال الفترة التى استمر فيها تجنيده قنص 15 مقاتلا إسرائيليا، حتى خرج عام 1970، بناء على قرار الرئيس عبد الناصر بخروج معيدى ومدرسى الجامعات من التجنيد.

 

وأشار نوار إلى أنه بعد خروجه سافر إلى إسبانيا وظل بها 4 سنوات كمنحة من الحكومة الإسبانية لحصوله على الجائزة سالفة الذكر، مشددا على أنه وقت حرب أكتوبر 73 كان فى مدريد وطلب حينها الرجوع والمشاركة فى حرب التحرير، ولكن تعذر وجود أى وسيلة سفر لمصر دون ذلك، موضحا أنه كان لديه إحساس بالوطن وحنين لعودة سيناء، ولعل ذلك هو الذى جعله ينضم للفرق الفدائية وقت حرب الاستنزاف.

 

القاء الفكرى
 

وقال الدكتور أحمد نوار إن إخراج طاقة الشباب ومواهبهم يساعد على دحض الإرهارب، وإبعادهم عن الأفكار الهدامة، لكن للأسف ما يحدث عكس ذلك، لذلك قمت بتنظيم صالون الشباب، وذلك كون أن الحركة الفنية تزدهر فى سن الشباب، وكبار الفنانين ازدهروا فى ذلك السن، وكان الهدف منه تجميع أفكار وطموحات وفتح آفاق إبداعية أكبر، وبالفعل قدم الصالون عددا كبيرا من كبار الفنانين الآن.

 

وأوضح "نوار" أنه يجب على الدولة أن تتنبه لتوثيق أعمال كبار الفنانين والمفكرين المصريين، ليطلع العالم على إبداعهم ويكون على علم بالحركة الفنية والإبداعية المصرية، لافتا إلى أن أحد كبار الفنانين الإسبانيين أكد له أن أوروبا لا تعرف أعمال محمود مختار ولا محمود سعيد رغم قيمتها الفنية.

 

وتابع أحمد نوار أنه طلب صلاحيات وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، وقت إشرافه على أعمال مشروع متحف النوبة، مشيرا إلى أنه عند الإعلان عن وقت تسليم المتحف فى مؤتمر صحفى، اتهمه مسئولو بلاد أجنبية بأن خطته غير علمية، لأنه حدد موعدا بعد 8 شهور، بينما رأوا هم أن الأعمال تحتاج 3 سنوات، وبالفعل تم افتتاح المتحف فى موعده فى 23 نوفمبر، وتفاجأ الجميع بذلك واعتقدوا فى البداية أن الافتتاح يشمل القاعة الأمامية فقط، حتى أن رئيس اليونسكو مازحه من ذلك وقال "دى أعمال فرعونية غير مفهومة"، واعتبر المتحف من أهم المتاحف فى العالم.

 

وأكد "نوار" أن المتاحف ينقصها عدم وجود برامج تعليمية تسمى التربية المتحفية، والتى تكون بالتعاون بين المتاحف ووزارات التعليم والتعليم العالى والثقافة، لأنها ليست للترفيه فقط.

 

أحمد نوار فى  معرض الكتاب
 

وأكد الدكتور أحمد نوار أن متحف الحضارة فكرته موجودة منذ الثمانينات، بناء على تصميم للدكتور غزالى كيسابة، وكان من المفترض له أن تكون فى الأوبرا، ولكن لضيق المكان تم اختيار مكانه الجديد فى الفسطاط لإعداده، وتم تعديل بعض البنود فى التصميمات، وبموافقة اليونسكو.

 

وشدد الدكتور نوار على أن وضع الحرف اليدوية مأساوى، نظرا لأنها تتبع عدة وزارات دون أى اهتمام، لافتا إلى أن الثقافة الجماهيرية كما يحب أن يسمى (هيئة قصور الثقافة)، لو تم تفاعليها مثلما وضع خطتها ثروت عكاشة كان وضع البلاد سيبدو مختلفا، وكان سيتم حصر الإرهاب، لكن هناك فجوة بين هيئة قصور الثقافة الآن وبين الناس، وكانت لدى فكرة مؤتمرات فى كل الإبداعات مثل الفن التشكيلى والسينما والموسيقى، لكن الأدباء اعتقدوا أنها خطة هادمة، ورغم أننا قمنا بتنظيم مؤتمر للمسرح والفن التشكيلى لكنها توقفت الآن، واقترحت على الوزير أن يكون رئيس الهيئة عضو بلجنة الفنون التشكيلية، وكنا نهدف إلى تحويل قصور الثقافة إلى منارات تنويرية لإحداث ثورة ثقافية، لكننا دائما نعانى آفة الحصار والإلغاء، مثلما حدث أيضا مع أتوبيس الفن الذى أنشئ من أجل تثقيف الأطفال فى كل المحافظات ليكون مثل هيئة ثقافية لكنه تم إلغاؤه.

 

وأردف الدكتور نوار أن المشكلة فى المؤسسات الثقافية هى عدم إيمان المسئولين بها بالعمل الجماهيرى، مشددا على أنه لا بد أن ننظر نظرة شمولية للمجتمع، ولا بد أن يكون هناك قانون أخلاقى للحفاظ على أى أنشطة أو مشروع يتم وضعه حتى لا يأتى كل مسئول ويهدم أعمال من سبقوه.

 

واختتم نوار أن هناك غيابا للرؤية وغيابا للرقابة على تنفيذ الخطط، مشيرا إلى أنه بدون وجود تكامل ذهنى فى الإدارة لتعمل مثل التروس لن يحدث أى تقدم.

 



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع