أردوغان للخلف در .. الرئيس التركى يتراجع عن الحملة العسكرية لاستهداف شرق سوريا بعد تهديدات ترامب .. ويؤكد: نأمل فى انشاء منطقة آمنة شمالى البلاد .. ويزعم: لم نتورط فى دماء السوريين والأكراد أشقائنا

تراجع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن تصريحاته حول سوريا والتى لوح فيها بشن عملية عسكرية فى شرق سوريا لاستهداف وحدات حماية الشعب الكردية التى تسيطر على تلك المنطقة، معربا عن أمله فى إنشاء منطقة آمنة شمالى سوريا.

 

تأتى تصريحات أردوغان عقب التهديدات الأمريكية التى أطلقها الرئيس دونالد ترامب ضد تركيا حال أقدمت على شن عملية عسكرية ضد القوى الكردية فى شرق سوريا،مؤكدا أن بلاده لن تسمح لتنظيمى داعش والوحدات الكردية بالاقتراب من الحدود التركية، واصفا القوات الكردية المنتشرة فى منبج وشرق الفرات بأنها إرهابية.

 

50b1a370bb.jpg

وأعرب أردوغان عن أمله فى التوصل إلى تفاهم مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول سوريا، مؤكدا أن مباحثاته مع ترامب بالأمس "إيجابية" حول الوضع فى سوريا عقب سحب القوات الأمريكية، معربا عن حزنه من اختلاف المواقف مع واشنطن بشأن سوريا.

 

وحرص أردوغان فى اتصال مع ترامب أمس الاثنين على التهدئة، مشددا على أنه لا توجد أى مشكلة لتركيا مع الأكراد، وأنها ترمى فقط لمكافحة المنظمات الإرهابية التى تهدد أمنها القومى، وأعرب عن ترحيبه بقرار سحب القوات الأمريكية من سوريا واستعداد تركيا لتقديم كافة أشكال الدعم للولايات المتحدة.

 

8db7846e49.jpg

ونقل التلفزيون التركى أن أردوغان وترامب اتفقا على "رفع العلاقات الاقتصادية بين بلديهما إلى أعلى مستوى"، كما ناقشا فكرة إنشاء منطقة آمنة خالية من الإرهاب شمالى سوريا.

 

واستمرارا لأحادثيه المتناقضة حول القوات الكردية ودورها فى الأراضى السورية، زعم أردوغان أن تركيا دولة "للأشقاء الأكراد أيضا"، مشيرا إلى أن بلاده استضافت قرابة 300 ألف من الأكراد من مدينة عين العرب السورية وعمل بلاده على حماية حقوق السوريين، على حد زعمه.

 

8ee75b33b4.jpg

وفى محاولة جديدة لغسل يده من دماء السوريين، زعم أردوغان أن بلاده لم تتورط فى دماء الشعب السورى خلال السنوات الماضية، متهما قوى لما يسمها بالتورط فى بحور من الدماء فى المنطقة، زاعما أن دولا تورطت فى دماء السوريين طالبت تركيا بالتزام الصمت حيال ما يجرى فى الأراضى السورية.

 

57337d972e.jpg

 

وتغافل الرئيس التركى عن دوره فى دعم الجماعات المتشددة فى حلب وإدلب وتوفير لهم المال والسلاح لقتال الجيش السورى، وتهديداته للحكومة السورية باسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد والصلاة فى المسجد الأموى فى دمشق، فضلا عن عشرات المقاطع المصورة التى توثق تهريب الأسلحة والصواريخ من تركيا إلى الأراضى السورية.

 

وبخصوص إدلب السورية، أشار أردوغان إلى أن اتفاق سوتشى لوقف التصعيد العسكرى فى الأراضى السورية جنب المنطقة أزمة إنسانية جديدة، على الرغم من حدوث بعض أوجه القصور، معربا عن أمله فى أن تتحول محافظة إدلب إلى منطقة آمنة ومستقرة فى سوريا.

 

842ed47322.jpg

 

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) التى تحظى بدعم قطرى وتركى على محافظة إدلب السورية،  وهو ما يهدد بنسف اتفاق أستانة والدفع نحو حدوث اضطرابات فى منطقة الشمال السورى، ويمثل تنصل تركى من اتفاق وقف إطلاق النار واقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين الجيش السورى والفصائل المسلحة فى إدلب.

 

وفى محاولة للتنصل من المجازر التى ارتكبتها قوات أردوغان بحق الأكراد فى سوريا، زعم أردوغان أن قواته تمكنت من القضاء على من وصفهم بـ"الإرهابيين" شمالى حلب عبر عمليتى "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، لاسيما فى مناطق جرابلس والباب وعفرين واعزاز.

 

fc819d8942.jpg

وتعى تركيا كلفة توتر علاقاتها مع الإدارة الأمريكية التى كلفتها كثيرا خلال الأزمة الدبلوماسية التى اندلعت العام الماضى، عندما قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض عقوبات على وزيرين تركيين ورفع الرسوم الجمركية على صادرات المعادن التركية، وهو ما أدى لانهيار الليرة التركية إلى مستوى غير مسبوق فى أغسطس الماضى وجعل الاقتصاد التركى على حافة الإنهيار.

 

وتراجعت الليرة، صباح أمس الاثنين، بنسبة 1.6 بالمئة لتصل إلى 5.5450 مقابل الدولار واستقرت عند مستوى 5.52، وهو ما سيعيد إلى أذهان أردوغان الأزمة الخانقة التى عاشتها تركيا بسبب سياساته خلال الصيف الماضى، خاصة أن أوراق الضغط التركية ضد الولايات المتحدة الأمريكية محدودة جدا وغير مؤثرة.

 



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع