الشرف بـ8 آلاف.. مغامرة لـ"الفجر" داخل مركز طبي شهير لترقيع غشاء البكارة

الشرف بـ8 آلاف.. مغامرة لـ"الفجر" داخل مركز طبي شهير لترقيع غشاء البكارة
الشرف بـ8 آلاف.. مغامرة لـ"الفجر" داخل مركز طبي شهير لترقيع غشاء البكارة

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصرًا، كل شيء يبدو طبيعيًا داخل الحي الراقي، الذي يقطع سُّكونه صوت هدير السيارات المارة التي تجوب الشوارع الملتوية ببطء، بينما كانت إحدى البنايات على أهبة الاستعداد لأفعالها الخفية، عن طريق وضع "كاميرا مراقبة" متصلة بسلك كهربائي مصدرة في البناية المتاخمة، بشكل يثير الشكوك، لاسيما وأن هذا العقار المتكون من ثلاثة طوابق تبدو على ملامحه مرور الزمن، بالرغم من محاولة إخفائه بألوان عصرية، إلا أن ذلك لم يخفي تهالك النوافذ والأبواب الخاصة به، ليتبين عقب التسلل من البوابة الحديدية-التي لم تكن مفتوحة عن آخرها- للصعود لطابق الأول لافتة كبيرة مدون عليها اسم مركز "ا.ن الطبي" -المرخص لإجراء عمليات الولادة-.

"أستحلفكم بالله أنقذوني".. "ممكن نرجعلك غشاء البكارة في 20 دقيقة".. "في سرية تامة ممكن نرجعلك حياتك من جديد".. شعارات تجعل لعاب أي من الفتيات اللاتي فقدنا غشاء بكارتهن بأي طريقة كانت تسيل من أجل التخلص من عارًا يلتصق بهن وعوائلهنا مدى الحياة، الأمر الذي يجعلهن يتوجهن إلى مثل هذه الأماكن التي تدعي أنها مراكز طبية مرخصة لإجراء عمليات الولادة، فيما تكمن حقيقتها في تجارة "ترقيع غشاء البكارة". تجربة خاضتها "الفجر"، لمعرفة خبايا وأسرار هذا العالم الغامض، على مدار أسبوع كامل تواصلت مع المسئولوين عن الإجراءات التي تسبق العملية والتي تتمثل في عمل بعض الفحوصات الطبية كـ"تحليل صورة دم كاملة، وسرعة الترسيب"، وهو ما قمت به المحررة على شخصها، ومن ثم أرسلته إلى الطبيبة المختصة التي تواصلت معها لمدة يومين عن طريق الهاتف المحمول حتى تحدد موعد إجراء العملية إذا ما تأكدت أن النتيجة تشير إلى أنها في حالة جيدة تسمح لها بإجراء العملية "الأنيميا 11 وسرعة الترسيب 25 والأمور كلها تمام.. يعني بكرة تقدري تعملي العملية"، تقولها الطبيبة التي تدعى "و.ف".

"الغشاء التعويضي".. عرض مُغري

فصلت الطبية أنواع العمليات التي تود الفتاة الخضوع لها حسب الظروف التي تتناسب معها، فإذ كانت في عجلة من أمرها ستخضع إلى عملية تتكلف نحو (3500) جنيه على أن يتم إجرائها قبل الزواج بيومين شرط أن يتم الجماع خلال خمسة أيام، وتسمى هذه العمليات بـ "المؤقتة"، فيما إذا كان الزواج سيكون خلال شهر سيكون عليها الخضوع إلى عملية تتكلف نحو (5000) جنيه، أما إذا كنت غير مقبلة على الزواج الأن وكل ما تريده هو غشاء بكارة دائم يتكلف نحو (8000) جنية ويطلق عليه "التعويضي".

تشرح الطبيبة بنبرات صوت تكسوها الثقة والخبرة، بكلمات محسوبة مميزات كل عملية على حدا، خاصة أن العملية التي تتكلف (8000) جنيه ستتيح  للبعض ممارسة الجنس مرة واحدة فقط قبل الزواج دون أن يؤثر ذلك على غشاء البكارة، فضلاً عن إجرائها بـ "الليزر"، وقيام المريضة عقب مدة العملية التي تستغرق 20 دقيقة، مؤكدة نجاح العملية بنسبة مائة بالمائة، وهو ما يجعل ثمنها أكثر قليلاً عن سابقتيها.

وبالتواجه إلى العنوان التي وصفته "و.ف"، والكائن في منطقة العباسية، قبل اليوم المحدد للعملية بعد الاتفاق بين الطرافين على اتمام العملية والموافقة بالشروط، وسؤال المارة عن مكان البناية التي يقبع بها المركز الطبي، التي لم تدلفدلها أحدهما عليه؛ لكن شخصًا آخرًا قوي البنية ذو بشرة سمراء حاول ابعاد المحررة عن المكان المقصود لتشككه في أمرها، لكن شيئًا ما جعلها تيقن أنه المكان الذي وصف لها من قبل الطبية-التي لم تحدده بشكل واضح-، وهو تواجد "كاميرا مراقبة"، أعلى الدور الأول من البناية الذي كان يقف أمامها هذا الشخص.

فتيات العشرينات الأكثر إقبالاً

وباتباع المكان المثبت عليه "الكاميرا" المتصلة بسلك كهربائي، تبين مصدرة في البناية المتاخمة للبناية الأولى ما يعني أن المركز يراقب الوافدين إليه من بناية أخرى كإجراء أمني لهم، لكن وجود الشخص السالف ذكره صعب دخول العقار لما يقرب من نصف ساعة، حينها توجهت نظر المحررة صوب رجلاً عجوزًا-حارس إحدى العقارات- لم يبقى له إلا تجاعيد مهدمة وذكريات طويلة في هذا الحي، الذي يقطن فيه قرابة خمسة وخمسين عامًا، فهرولت إليه بخطى مسرعة، وبعد حوار طويل دار بينهم "احنا بنشوف بنات كتير بتدخل المركز وأحيانا بيكونوا لوحدهم من غير رجالة معاهم"، ليقاطعه أحد زملائه في المهنة- والتي عاد له يتسأل عن أحوال البناية التي يعمل حارس عليها بعد اختلاس بعض الساعات لقضاء حاجته- ليأكد نفس حديث الأول "البنات اللي بنشوفهم دخلين المركز مش بيكونوا حوامل مع إنه  المركز للنساء والتوليد"، وعن أعمارهم أشار إلى أنها متفاوتة ولكن أكثر الفتيات بـ"معظمهم في العشرينات".

وبذلك أكد أن البناية المتهالكة هي المقصودة- بالرغم من أن هذا المكان لم يعلن عنه المركز على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي كانت بمثابة الخيط الأول لخوض التجربة-. فعادت مرة أخرى واخترقت سكون الشارع مسرعة إلى داخل البناية المتهالكة. وعبر سلالم ضيقة والصعود للطابق الأول ظهرت لافتة كتب عليها اسم مركز "ا.ن الطبي"، وبعد طرق الباب خرجت سيدة في آواخر الثلاثينات من عمرها، وبسؤالها عن إحدى مراكز التحاليل لعدم شكها في الأمر "لا ده مركز للنساء والتوليد بس ومفيش هنا معمل للتحاليل"، وبإعادة سؤالها لقابلية هذا المركز لإجراء التحاليل الطبية، أكدت أنه غير مختص، لافتقاده العديد من الأجهزة الطبية، وهو ما يشير إلى أن هذا المكان غير مؤهل طبيًا وغير مختص سوى في هذا النوع من العمليات"ترقيع غشاء البكارة"، لاحتوائه على بعض الأجهزة الطبية البسيطة، وسريرًا يتوارى خلف باب خشبيًا  لم يكن مفتوحًا على أخره مدون عليه "غرفة العمليات".

أكذوبة إعادة غشاء البكارة ومخالفتها قانونيًا

"إدعاء إعادة غشاء البكارة أكذوبة، ومستحيل إرجاعه مرة أخرى"، أوضح ذلك الدكتور عمرو حسن، استشاري أمراض النساء والتوليد، والذي أشار إلى أن ما يحدث أن هذه المستشفيات تعمل على تقريب الأنسجة من بعضها ليس أكثر، لأن عند فض غشاء البكارة يكون هناك بعض الأنسجة لا زالت موجوده، ومن ثم عند الجماع مرة أخرى بعد عملية التقريب يتم خروج "الدم"، ويتوهم الزوج بأن البنت كانت بكرًا.

أما عن أضرار إجراء هذه العملية، فأكد حسن، لـ"الفجر"، أن ليس لها أضرار صحية، والتحاليل الطبية المطلوبة ما هي إلى فحصات روتينية لأي مريض يخضع لإجراء عملية مثلها مثل أي عملية، لافتًا إلى أن هذا النوع من العملية يحتاج لـ"بنج" موضوعي لا يتعدى 20 دقيقة.

وبسؤاله عن كيفية معرفة أن هذا الغشاء وهمي أم حقيقي، أوضح أنه صعب على الزوج تحديد ذلك، فالطبيب المختص فقط هو من يحدد صحة هذا الغشاء، متابعًا أن وزارة الصحة تمنع إجراء مثل العمليات فهي مخالفة قانونيًا.

غش وخيانة

وبخصوص رأي الدين في عمليات ترقيع غشاء البكارة، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، إن هذا النوع من العمليات يعتبر "غش وخيانة" ومن يقوم بمثل هذه العمليات من قبل المستشفيات مثله كسرقة الأعضاء.

أما عن حكم الشرع لمن فقدت عذريتها بسبب الفاحشة، أشار "الأطرش"، إلى أن إجراء العملية حرام شرعًا، خاصة أنها كانت بإرادتها، أما الفتاه المغتصبة أو فقدت عذريتها نتيجة ألعاب رياضية ما، يعلم بها بها القاصي والداني، فهذا جائز إجراء عملية ترقيع غشاء البكارة، شرط أن يعلم الزوج بذلك قبل إجرائها ويتم موافقته، بغير ذلك لايجوز.

 

 

هذا الخبر منقول من الفجر