لم تجد حكومة الاحتلال الإسرائيلى ثغرة ولا أقل من ذلك لفرض سيطرتها على المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشريف ، إلا واستغلتها من أجل تنفيذ مخططها الصهيونى لاثبات وجود الهيكل المزعوم اسفل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
وبالأمس صادق الكنيست الإسرائيلى بالقراءتين الثانية والثالثة النهائية على قانون جديد يهدف من وراءه بسط نفوذ اليهود المتطرفين بمدينة القدس المحتلة وخاصة المناطق القريبة من المسجد الأقصى ، الأمر الذى يسمح للمستوطنين اليهود التواجد بشكل دائم بالقرب من المسجد الاقصى لتنفيذ اقتحامات يومية وبأعداد كبيرة .
الكنيست
وينص القانون الذى صادق الكنيست عليه السماح ببناء مستوطنات جديدة في بلدة سلوان، الواقعة بجنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة ، وذكرت صحيفة "هأارتس" الإسرائيلية أمس الثلاثاء، إنه تمت المصادقة على القانون، بأغلبية 63 عضو كنيست فيما عارضه 41 عضوا، حيث أن معظم الاعضاء اللذين صوتوا لصالح القانون من حزب الليكود المتطرف الذى يتزعمه بنيامين نتنياهو.
وأضافت الصحيفة أن القانون يسمح إلى جانب بناء المستوطنات، السيطرة على منازل الفلسطينين فى حى سلوان ، مما سيؤدى إلى تغيير الطابع الديموغرافى للمدينة لصالح المستوطنين على حساب الفلسطينيين.
المسجد الاقصى المبارك
ووصف محللون إسرائيليون المصادقة على القانون عقب استقالة افيجدور ليبرمان من الحكومة، بأنه يهدف لمغازلة اليهود المتطرفين بالقدس المحتلة ، من قبل حزب الليكود ، ولا سيما أن "نتنياهو" يرغب فى تمرير قانون التجنيد الذى ينص على الزام اليهود المتطرفين على الخدمة فى الجيش الإسرائيلى ، قبل انتهاء قترة ولايته فى نوفمبر 2019 .
ويأتى القانون بعدما اقتحم أورى ارئيل وزير الزراعة فى حكومة الاحتلال الإسرائيلى، ، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وبرفقة اليهود المتطرفين اللذين يقومون وبشكل يومى باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة .
حائط البراق
كما نفذ مجموعة من وزراء حكومة الاحتلال وأعضاء الكنيست خلال الأيام الماضية اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحمته "شولى معلم" من حزب البيت اليهودى، ويهودا غليك عن حزب الليكود اليمينى.
على جانب أخر ، كشفت جولة، نفذتها شخصيات فلسطينية لأول مرة، أسفل البلدة القديمة فى القدس، من منطقة عين سلوان جنوب المسجد الأقصى وباتجاه ساحة البراق عن نفق جديد يضم ثلاثة أنفاق فرعية تشرف عليها جمعيات استيطانية يهودية ، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى شريط فيديو يظهر الجولة، وما شملته من أنفاق متشعبة وأعمال متواصلة لتفريغ الأتربة من المكان أسفل القدس العتيقة.
المسجد الاقصى المبارك
وأكدت الشخصيات المشاركة فى الجولة، على أن هذا النفق مختلف من حيث الشكل والتصميم، ويضم ثلاثة أنفاق فوق بعضها البعض بشكل مستطيل ومبلط، ويشمل عملية زرع أعمدة وبناء قواعد، ويضم معدات ضخمة ذات قدرة على إخراج الأتربة والصخور من باطن النفق إلى الخارج عبر ناقل معلق فى سقف النفق يفرغها عمال أجانب ومستوطنون فى حاويات تنقلها إلى غرب المدينة المقدسة لتفتيشها وغربلتها قبل إلقائها.
نفق اسفل المسجد الاقصى
وحسب الجولة، فإن شبكة الأنفاق متشعبة ولا يستطيع المشاهد معرفة العمق والاتجاه بعد دخول النفق من منطقة العين، فالسير يتم بشكل مستقيم لمسافة تزيد عن 600م، ثم الانحدار أسفل بعمق 20 مترا وبعدها بعمق 13 مترا ثم مفترق طرق داخل النفق بعرض 10 أمتار، ويسير المتجول فى النفق مسافة تزيد على 200م ثم يبدأ بالهبوط التدريجى فى عمق وباطن الأرض بشكل غير واضح وسط ضجيج المعدات وعمليات الحفر المستمرة بشكل يؤكد أنها أسفل البلدة القديمة.
من جانبه، قال الخبير فى تاريخ وعمارة القدس مدير السياحة والآثار فى الأوقاف الإسلامية يوسف النتشة، فى تصريح صحفى، أن هذا النفق الذى شاهدناه غريب ومختلف عن الأنفاق الضيقة والطولية المحفورة فى الصخور التى نعرفها، فهو نفق عريض بعمق وسعة مختلفة، ويؤكد كذلك أن إسرائيل لم تتوقف عن حفر الأنفاق أسفل البلدة القديمة وسلوان منذ احتلال القدس عام 1967، مشددًا على أن تل أبيب تستغل الأوضاع الحالية لتنفيذ معظم مشاريعها على المستوى المحلى، والإقليمى، والدولى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع