بالعقل والدين والقانون.. لا ترتكب هذه السلوكيات حتى لا تتحول الأفراح لمآتم.. القضاء على عادة ضرب النار كتحية.. الابتعاد على مواكب الزفة المجنونة.. لا تستعرض مهاراتك بالسلاح الأبيض فى الشارع

لماذا تنقلب بعض حفلات الزفاف بمختلف محافظات الجمهورية إلى مآتم وتتناقل أخبارها فى صفحات الحوادث؟.. هل السبب غياب الثقافة أم عدم تطبيق القانون بحذافيره بداعى عدم إفساد الفرحة؟.. كلها أسئلة تظل دائرة فى ظل انتشار عدد من الجرائم _غير المقصودة أحيانًا_ بسبب الممارسات الخاطئة فى حفلات الزفاف.

فى الفترة الأخيرة، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى فيديوهات لأطفال وسيدات وشباب يرقصون فى الأفراح والمناسبات المختلفة بالسلاح الأبيض فى الشوارع، إضافة إلى مخلفات السير بالشوارع لما يطلق عليه بالعامية "الزفة"، وذلك بخلاف الحوادث والإصابة التى تنشر فى صفحات الحوادث كل يوم جراء استخدام الأسلحة النارية كأحد أنواع التحية فى الأفراح فى مختلف محافظات مصر.

7b4b56b1d8.jpg

ومن أغرب الوقائع أو الحوادث المرتبطة بالأفراح مؤخرًا، ما تم تداوله فى الساعات الأخيرة على السوشيال ميديا من مقطع فيديو لطفلة صغيرة لم تتجاوز من العمر العشرة أعوام وهى ترقص على أنغام الأغانى الشعبية فى أحد الأفراح ممسكة بيدها سلاحا أبيض "سنجة"، فى الشارع.

أيضًا من الوقائع المؤسفة ما حدث فى 48 ساعة فقط فى نهاية شهر يونيو الماضى، بعدما أصاب عريس نفسه بشاظيا خرطوش ليله حنته بطريق الخطأ، أثناء إطلاقه أعيرة نارية من سلاح نارى فرد خرطوش كتعبير عن فرحته، وذلك فى محافظة الغريبة.

60258-أفراح-الحظ-(3)

ومن محافظة الغريبة لـ الشرقية، فقد تسبب أحد أقارب عريس فى مقتل طفل عمره "14 عامًا" عن طريق الخطأ وإصابة أخر بأعيرة خرطوش بطريق الخطأ!.. وفى 4 يوليو الماضى.. تم تحرير محضر للاعتراض فيه على زفة عفش عروس "بالسنج والمطاوى" والتى تسببت فى تعطيل المرور، وإشاعة الفزع والقلق للمواطنين، مطالبا الجهات الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الظواهر السلبية.

وفى ظل تكرار مثل هذه الحوادث المشار إليها أعلاه، ماذا ينبغى فعله وكيف تعالج تلك الظاهرة على كافة الأصعدة سواء الجانب الاجتماعى والسلوك والدينى والأمنى؟

بالنسبة للجانب السلوكى، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن ما يحدث من مخلفات سلوكية فى بعض الأفراح يمكن تسميته بالعنجهية وتقليد الآخرين بمعنى أن البعض ممن يمتلكون سلاح مرخص مثلاً يتباهون فى الأفراح ويطلقون أعيرة نارية من باب المجاملة، وبالتالى تنتقل تلك الآفات إلى الآخرين الذين يتبعون هذا السلوك.

63238-أفراح-الحظ-(8)

وأضاف استشارى الطب النفسى: "للأسف يعتبر الكثير فى هذه الأيام مخالفة القانون أحد أنواع الوجاهة الاجتماعية والتميز، وهذا يعد خلال نفسى أو انحراف سلوكى، والمشكلة أنه يوجد قوانين فى مصر لكل شىء لكن المشكلة تكمن فى التطبيق، وفى أوروبا وأمريكا نرى القوانين تطبق بحذافيرها على العكس فى مصر"، مضيفًا :"مثلا إذا حضر أمين شرطة لتحرير محضر لوجود أى مخالفات بفرح، تجد المئات ممن يخرجون إليه وينتقدوه بتسببه فى إفساد هذا العرس، وهذا خطأ كبير أيضًا".

أمّا الشق الدينى للموضوع، قال الشيخ أحمد المالكى، عضو لجنة الفتوى بالأزهر إن الفرح أو الفرحة هى من الأمور المحمودة فى الشريعة لكنها لابد أن تكون بضوابط محددة ومعروفة، مشيرًا إلى أن الفرح ذُكر أكثر من موضع فى القرآن الكريم، وفى الشريعة تم ربط الفرح بالطاعة مثلاً الأعياد كعيد الفطر يأتى عقب صيام رمضان، والأضحى بعد الحج.

وتابع عضو لجنة الفتوى بالأزهر حديثه، قائلاً: "الفرح لابد أن يكون بضوابط، وفى الحديث الشريف "أعلنوا هذا النكاح واجعلوه فى المساجد واضربوا عليه بالدفوف"، وقد رواه الإمام الترمذى"، مشيرًا إلى أن أهم قاعدة فى الفرح ألا يحدث ضرر أو ضرار بمعنى ألا تضر نفسك أو غيرك.

وأوضح المالكى أن موضوعات مثل ضرب النار وغيرها من العادات السيئة فى الأفراح فهى بتأكيد أشياء تصيب الشخص نفسه بالضرر وتؤدى إلى أضرار للآخرين، إضافة إلى أن القانون يجرمها، ولابد من احترام القوانين وتطبيقها على المخالفين خاصة أننا تابعنا الكثير من الحوادث والسبب ورائها سلوك غير صحيح فى الأفراح.

على الصعيد الأمنى، قال اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن إطلاق الأسلحة النارية فى الأفراح مما يتسبب فى كثيرًا من الأحيان فى حالات إصابة وقد تتطور إلى الوفاة هى عادة مصرية خالصة، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يتم التعامل معه وفقا للقانون على حسب نتائج الحادثة، لافتًا إلى أنه يتم التعامل مع القتل فى مثل هذه الحالات على أنه قتل خطأ.

وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق إلى أن رجال الشرطة يطبقون القانون فى حال ظهور أى مخالفات بالأفراح أو غيرها من المناسبة سواء ظهور سلاح أبيض أو أسلحة نارية أو مخلفات السير بالطرق مثلما نرى، ويتحول إلى مآتم فى بعض الأوقات، مضيفًا أنه يتم توجيه النصائح لكل المحتفلين فى المناسبات المختلفة عدم المبالغة فى الأفراح والابتعاد عن العادات السيئة مثل التحية بالأسلحة النارية أو الرقص بالسلاح الأبيض حتى لا يؤدى هذا السلوك إلى عواقب غير محمودة.

85183-أفراح-الحظ-(1)
 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع