جمعتهما براءة الطفولة، فسارا على خطى درب واحد معًا، تشاركا همومهما وتقاسما أحلامهما، حتى أصبحا مصدر الحماس لبعضهما داخل أسوار المدرسة، أما خارجها فيأخذ كل منهما بيد الآخر، ليعينه على مشقة الحياة وصعوبة الظروف.
فمنذ نحو ثمانية أشهر، التحق "أحمد" البالغ من العمر ستة عشر عامًا، بمصنع السجاد في مركز أطفيح بالجيزة، بعدما جلبه أخيه الأكبر لاستغلال فترة الإجازة الصيفية، ليجني ما يعين أسرته على مصروفات المنزل بعد أن يقتطع جزءا بسيطًا يخصصه لاحتياجات الدراسة حينما تبدأ، حيث أنها الأمل الوحيد الذي يحقق حلمه منذ الصغر بالالتحاق بكلية الشرطة ليصبح ضابطًا شجاعًا يقضي على الفساد والظلم.
ولأنه اعتاد أن يتقاسم الشقاء والرزق مع رفيق دربه "علي"؛ جلبه مع بداية العام الجديد لمشاركته العمل في المصنع، ليسد رمق أشقائه الصغار، ويتمكن من استكمال دراسته وخوض التدريبات التي تحقق حلمه هو الآخر: "نفسي أبقا لعيب كورة مشهور".
ومع صباح كل يوم جديد يمر عليهما، يلتقي الصديقان، فينطلقا معًا نحو المصنع، يقابل كل منهما الآخر بمزحة طريفة أو ابتسامة صغيرة تهون مشقة اليوم الذي اعتادت أناملهما عليه، لتبدأ مهامهما اليومية، والتي تتمثل في فك الخيوط الصوفية المتشابكة، قبل أن يقوما بتنسيقها على النول، لتُقبل فتيات المصنع عليه للبدء في صناعة السجاجيد اليدوية.
وبمرور الشهور؛ استطاع الصديقان أن يكتسبا خبرة جيدة في العمل، جعلتهما قادرين على تعليم العاملين الأصغر سنًا منهم، لفك بقايا الخيوط، حتى أصبح تفقد الأطفال العاملين جزءا من مهامهم في المصنع.
هذا الخبر منقول من الفجر