المسجد العتيق "اسم على مسمى"، حيث يقع المسجد القديم وسط مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، كأكبر وأقدم مسجد عمره 200 عاما، ليرتبط اسم الجامع المعمر بوقائع وخصوصيات متعددة أبرزها المكتبة التراثية المغلقة بسبب محاصرة سوق الخيامية العشوائى للمسجد، وأسقفه الخشبية التى يهددها الإهمال باشتعال بسبب حرق الباعة للقمامة بجواره يوميا، وإهداء من ملكى مصر الأخيرين "فاروق ووالده فؤاد"، للصلاة فيه تيمنا به لدى زيارتهم لهذا المكان، لتصبح معالم التميز هى نفسها معالم المأساة التى يعيشها المسجد الأقدم الممتد على مساحة 800 متر وتتعلق به أذهان القناوية.
قال عبد الوهاب أبو القاسم، أحد رواد المسجد وجيرانه، ويعمل مدرس بالكويت: إن المسجد مكون من طابقين حيث يعلوه مصلى نسائى مغلق عنوة لعدم اتاحة الباعة الجائلين فرصة لفتح الأبواب وخاصة للسيدات.
وأضاف أبو القاسم، لـ"اليوم السابع" أنه رغم تقدمه فى العمر إلا أنه لم يستطيع دخول مكتبة المسجد التراثية حتى الآن للحصار الذى يشهده المسجد حول الأبواب من قبل الباعة المتجولين، حيث لا يستطيع أحد أن يقترب من بابها.
وأشار أبو القاسم، إلى أنه فى نفس هذا الميعاد من العام الماضى شب حريق هائل حول المسجد بسبب حالة العشوائية والسوقية التى تعلوا صوت مآذن المسجد، وقيام هؤلاء بحرق القمامة بشكل عشوائى كاد ينهى على المسجد التراثى من قبل الخيامية والباعة الذين يحتلون حرم المسجد.
وأكد أبو القاسم، أن حرم المسجد العتيق من الأربعة جهات مستغل ومحاصر من الخيامية والباعة الجائلين عنوة، وتحول إلى (نصبة) خيامية للباعة ومقلب قمامة لمخلفات البيع، حيث أن المسجد يقع فى الميدان ويستغله بائعين مقيمين ليلاً ونهاراً ونصبوا الخيام من المسجد للمنازل المجاورة، والمؤسف أن عربة المطافئ يستحيل دخولها لإنقاذ الحالات فى حالة حدوث حريق أو سيارات الإسعاف تم تركيب السيراميك فى الميدان والبلاط وسرقة الكهرباء المؤسف أن حرم المسجد مؤجر فيما بين هؤلاء البائعين المقيمين أو أن صح التعبير البلطجية.
واستكمل أبو القاسم: تقدم إمام المسجد بعدة شكاوى إلى المسؤولين فى الوحدة المحلية ولَم يستمع أحد إليه كما تقدم أهالى المنطقة بعدة شكاوى للوحدة المحلية ولَم يستمع إليهم أحد، ومن زمن قريب توفيت سيدة مسنة لعدم مقدرة دخول عربة الإسعاف لإنقاذها والمصلين فى المسجد وهم يصلون يستمعون إلى ألفاظ خارجة لا تليق والأشد ألماً أن الجار الأول للمسجد الوحدة المحلية فى نجع حمادى.
ولفت أبو القاسم، إلى أنه لدى حدوث الحريق منذ عامين تدخلت الأوقاف لحماية المسجد وقامت بتجديده وأفتتح منذ عام لكن جيوش الفوضاوية والباعة يتغلبون لكثرتهم، والأمر يحتاج إلى ضغط متزايد لتهيئة المنطقة الخارجية التى لا تقع تحت سيطرة الأوقاف وتبدو كمحاصرة للمسجد.
وقال الشيخ محمد البسطويسى، مدير المساجد الأثرية: أنه سوف يبحث حالة المسجد العتيق بالتنسيق مع وزارة الآثار، وهل هو مدرج كأثر أم لا؟، مضيفا أنه فى حالة عدم إدراجه كأثر سوف يتواصل مع زملاءه فى شئون المساجد لبحث سبل الحفاظ على المسجد من أى شىء يمسه.
واستكمل البسطويسى، لـ"اليوم السابع" رغم أن محيط المسجد لا يقع تحت تصرف الوزارة، لكن أجهزة الدولة لا تهمل عملها أبدا، فسوف يتم الاتصال بالجهة المعنية لحماية المسجد والحفاظ عليه بأى ثمن كما هو معتاد من قبل الوزارة فى شأن أى مسجد.
وكان "اليوم السابع" نشر حريق المسجد العتيق ومحاولات فردية لإنقاذه لدى تعذر دخول المطافئ لإخماد الحريق، وسط الخيامية المنتشرة للباعة الجائلين حوله وحالة الهلع التى أصابت المواطنين تخوفا على الجامع وعلى منازلهم.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع