فيلسوف مغربى: الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية.. على بن مخلوف: الفلاسفة انغلقوا على أنفسهم فى الأكاديميات.. ميزة أبن رشد أنه جمع بين الشريعة والحكمة.. ويؤكد: المصرى عبد الرحمن بدوى تجربته ملهمة

فيلسوف مغربى: الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية.. على بن مخلوف: الفلاسفة انغلقوا على أنفسهم فى الأكاديميات.. ميزة أبن رشد أنه جمع بين الشريعة والحكمة.. ويؤكد: المصرى عبد الرحمن بدوى تجربته ملهمة
فيلسوف مغربى:  الإسلام لا يتعارض مع الديمقراطية.. على بن مخلوف: الفلاسفة انغلقوا على أنفسهم فى الأكاديميات.. ميزة أبن رشد أنه جمع بين الشريعة والحكمة.. ويؤكد: المصرى عبد الرحمن بدوى تجربته ملهمة

حاوره محمد عبد الرحمن

رغم أنه عربى الأصل والمنشأ إلا أنه ظهر، كأنه رجل فرنسى بقلب عربى، فالرجل الذى يتحدث "عربى مكسر"، يتحدث الفرنسية بطلاقة، بعد أن ظل فى فرنسا طيلة 30 عاما كاملة، ظهر فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بمنتهى الود والحب، وكلما انتهى من الحديث مع أحد يودعه بكلمات "شكرا يا سيدى، نورتنى" ولم يمل أبدًا فى الرد على أسئلة الحضور، هكذا ظهر الفيلسوف المغربى الكبير على بن مخلوف بن لقائه الفكرى، على هامش الدورة التاسعة والأربعين من معرض الكتب.


"اليوم السابع" التقى ببن مخلوف وأجرى معه هذا الحوار.

برأيك.. لماذا يعتقد البعض أن الفلسفة تخص نخبة معينة.. وكيف نستطيع الاهتمام ومتابعة الأمور الفلسفية فى وطننا العربى؟
 

البعض يكتفى بالإشارة إلى الفلسفة كعنوان فقط دون فهمها، كما أن الفلاسفة يكتفون بالتواجد داخل الدور الأكاديمى فقط، فالفلسفة تأتى عن طريق الإقناع والأخذ بالرأى بعد التشاور والتزود بالمعلومات، وربما تأتى أيضًا بالجدل الذى قد يثبت رأيًا معينًا، كذلك الجدل الذى يكون حول بعض النصوص سواء الدينية أو العلمية، وهو ما يساعدك دائما فى التخصص والاستقلالية الفكرية والتى تدعى فلسفة.

هل هناك صراع بين الإسلام والديمقراطية؟

ليس هناك صراع بين الإسلام وبين الديمقراطية، وأنا أرفض تلك المقولة شكلا وموضوعا، وأندهش من تواجد مثلها بشكل مستمر فى الإعلام العربى، فالإسلام ليس له أى تضاد مع الديمقراطية، بل على العكس تماما، وإذا تصور البعض ذلك فهو لا يدرك مفهوم الإسلام ولا مفهوم الديمقراطية من الأساس، والأوربيون أنفسهم يعرفون ذلك.

إذا كانت الفلسفة الغربية فى بنيتها المعاصرة انطلقت من أرسطو، وكان ابن رشد نفسه أحد بوابات انطلاقتها، فى رأيك وأنت أحد دارسى ابن رشد المتعمقين، هل أثر اشتغاله بالفقه على حضوره الفلسفى؟

ابن رشد كان حلقة الاتصال بين الحضارتين الأندلسية واليونانية، وذلك عن تلخيصه لمفاهيم أرسطو بشكل أوسع يتماشى مع أهل زمانه، وما ميز ذلك الاتصال الذى قام به ابن رشد، هو جمعه ما بين الشريعة والحكمة، فالشريعة وهى الأمور الخاصة فيما جاء فى الإسلام والفقه الدينى، والحكمة هو ما جمعه من مفاهيم جاءت فى العلوم المختلفة كالرياضات والطب، وكان يجمع ابن رشد بين وكان يتواصل بينهم ويأخذ قنطرة بينهم جميعا، وهو ما ميزه مع العديد من الفلاسفة المسلمين فى العصور الوسطى.

كيف ترى تجربة بعض الفلاسفة المعاصرين مثل عبد الرحمن بدوى وزكى نجيب محمود ومحمد أركون ومحمد عابد الجابرى.. وكيف ترى مشروعهم الفلسفى؟

بالطبع كانت تجربة هؤلاء الفلسفية مهمة وثرية للفلسفة العربية، خاصة تجربة عبد الرحمن بدوى التى أقدرها كثيرًا، وكان يمكن أن تؤسس لتيار فلسفى معاصر، لولا عيب وقصور الفلسفة بالاكتفاء بالدور الأكاديمى والكتابات والدراسات الأكاديمية فقط دون الاحتكاك الحقيقى بالمجتمع، ولذلك أرى أن التواجد فى مثل هذه المهرجانات الثقافية يكون محاولة مهمة فى توصيل الأفكار والآراء وزيادة وعى العامة بآراء الفلاسفة القدامى، بعيدًا عن الدور داخل الجامعة؟

ما الفكرة التى أردت توضحها من خلال كتابك "كيف نقرأ الفلاسفة العرب"؟

أردت إعادة النظر فى رأينا فى فلاسفة العصور الوسطى، خاصة أن البعض يحكم على هذه الفترة على أنها فلسفة مليئة بالميتافيزيقا والتأمل فى حين أنها كانت تتضمن جوانب عملية فى أساليب البرهنة والإثبات، كما جاء فى علم المنطق، وأيضًا جوانب عملية فى مجال الطب، لم تخلو من الابتكار، فقد حاولت أن تجمع بين ما هو حقيقى وبين هو برهانى، باعتبار أن كل حقيقية خاضعة للبرهان.

وكان على بن مخلوف قد أوضح فى ندوة أقيمت له بمعرض القاهرة الدولى للكتاب أننا نبالغ فى فهمنا لمفهوم الشريعة، فمفهوم أن الشريعة هى القانون، وأنها ثابتة جامدة لا تتغير، هو مفهوم خاطئ، مشيرا إلى أن الشريعة معناها الطريق، وأنها تتغير وتتطور باختلاف طبيعة المنطقة واللغة والعصر والمجتمع.

 



 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع