تركيا أكبر سجن للصحفيين فى العالم.. استبداد الداخل ورقة الدكتاتور أردوغان للتعتيم على جرائم الخارج.. 400 معتقل للتغطية على مجازر نظامه فى "عفرين".. التهمة: نشر دعاية إرهابية.. والإدانات الدولية تتوالى


فاطمة شوقى

فى محاولة جديدة لتكميم الأفواه، وانتهاك حرية الرأى والتعبير، بخلاف التعتيم على ما يمارسه من جرائم، شن النظام التركى على مدار الأيام القليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة بحق ما يزيد على 400 شخص بينهم صحفيين وإعلاميين، بتهم "نشر دعاية إرهابية"، وذلك لانتقادهم العمليات التركية فى مدينة عفرين السورية عبر الإعلام وحساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى.

 

وقالت وزارة الداخلية التركية، وفى بيان لها أمس الثلاثاء، إن المشتبه بهم أودعوا بالسجون، مشيرة إلى أن التهم هى نشر دعاية إرهابية ضد العمليات العسكرية التى ينفذها الجيش التركى ضد وحدات حماية الشعب الكردية بتاريخ 20 يناير الجارى.

5607788934.jpg

قمع الاحتجاجات داخل تركيا عرض مستمر

موجة القمع الجديدة تجاه الأتراك آثارت العديد من ردود الفعل الغاضبة على الصعيدين المحلى والعالمى، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بحملة التوقيف العشوائية والتى شملت صحفيون ضمنهم الكاتبة والناشطة نرجان بيصل، فيما انتقدت العديد من وسائل الإعلام العالمية تلك الحملة التى تشكل انتهاك جديد لحقوق الإنسان داخل تركيا، بخلاف الانتهاكات الممتدة التى يمارسها نظام رجب طيب أردوغان خارج الحدود.

 

وانتقد بياتريس يوبيرو الخبير الإسبانى فى شئون الشرق الأوسط النظام فى تركيا، وقال إن تركيا أكبر سجن للصحفيين فى العالم، فالنظام الحكومى بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان يستخدم جميع أنواع الأسلحة لتحقيق أهدافه.

 

وأكد يوبيرو فى تقرير نشرته صحيفة "إكو دياريو" الإسبانية، على أن تركيا تستخدم ورقة اللاجئين للضغط على الاتحاد الأوروبى ووضعه فى موقف صعب للغاية لسنوات، كما أن أردوغان كان السبب الرئيسى فى عبور عدد من الإرهابيين إلى أوروبا لخلق مزيد من القلق حول المهاجرين وحتى يلجأ الاتحاد الأوروبى له من أجل وقف الهجرة غير الشرعية، والاتحاد الأوروبى سيدفع ثمنا غاليا للتسامح مع حكومة أردوغان.

 

وقال يوبيرو، إن الإسلام السياسى الذى يوجد فى تركيا والتى تتبعه حكومة أردوغان هو سبب كاف أمام الاتحاد الأوروبى لمعاقبته.

 

eeea788727.jpg

العلم التركى على أراضى عفرين التركية بعد انتهاكات أردوغان الأخيرة

 

وأكد الخبير الإسبانى، على أن الإسلام السياسى هو مصطلح جديد نشأ بالتزامن مع الربيع العربى ، ولكن هذا النظام فاشل فلا يمكن الجمع بين الدين او السياسة، فعلى الرغم من أن الإسلام دائما جزءا من الحياة الاجتماعية والسياسية للمسلمين فى البلدان العربية إلا أن مصطلح الإسلام السياسى الذى ظهر مؤخرا لا يعنى هذا النوع من الإسلام الذى يتبعه العديد من الأشخاص بل أنه يدل على استخدام الإسلام والدين من أجل تحقيق مصالح شخصية خاصة وهو ما يجعله نظام فاشل فى النهاية .

 

وبحسب وسائل إعلام تركية، قال حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد، وهو ثانى أكبر حزب معارض فى البرلمان، إن المحتجزين بينهم سياسيون وصحفيون ونشطاء، بسبب تدويناتهم على وسائل التواصل الاجتماعى.

 

فيما أكد معارضون داخل تركيا، على إن النظام يمارس القمع الشديد ضد المعارضة، وضد كل من تسول له نفسه انتقاد رجب طيب أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعى، لذا أخضع النظام صفحات المستخدمين الأتراك على التواصل الاجتماعى لنظام مراقبة شديدة لا يتوقف على مدار الساعة، وكل المستخدمين الذين ينشرون دعاية ما وصفهم بـالجماعات الإرهابية ستجرى محاكمتهم".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع