أمل جديد للمرضى.. يحيى عمر استشارى المسح الذرى يكشف لـ"اليوم السابع" تفاصيل استخدام "الجاليوم" لأول مرة بمصر للكشف عن سرطان البروستاتا.. المادة المشعة تعمل فى 20 دقيقة وتكشف عن التشخيص الخاطئ لـ43% من الحالات


كتبت أميرة شحاتة

الطب كل يوم يقدم لنا الجديد فى وسائل العلاج، خاصة فى الأمراض الخبيثة التى يعكف عليها آلاف العلماء من أجل القضاء عليها والتوصل لحل نهائى لها، ولعل من بين هذه الوسائل التى وصلت لمصر مؤخرا فى الأسابيع الأخير، استخدام "الجاليوم" فى المسح الذرى على الجسم للكشف عن سرطان البروستاتا بشكل خاص لطبيعته المختلفة عن باقى السرطانات وانتشاره الكبير بين الرجال بعد الـ50، فهو ثانى السرطانات انتشارا بعد سرطان الرئة، ومن هنا كان حوارنا مع الدكتور يحيى عمر استشارى الأشعة والمسح الذرى، وصاحب السبق فى استخدام "الجاليوم" للمساعدة فى تشخيص البروستاتا جيدا ومن ثم اختيار العلاج المناسب.

 

د يحيى عمر
د يحيى عمر

 

فى البداية.. ما هو تخصصك تحديدا؟

تخصصى فى الأورام، حيث تكون أهم خطوة عند مرضى الأورام هى الأشعة، خاصة مع الاكتشاف فتكون هى الخطوات التى تضعهم على الطريق، حيث إنها تحدد المرحلة من الأولى للرابعة، والتى تعبر عن أى مدى وصل الورم.

 

كيف تحدد مرحلة الإصابة بالأشعة؟

من خلال الكشف عن 4 نقاط مهمة وهى:

 

1- حجم الورم تحديدا بالسنتيمتر

2- هل انتشر من حوله أو لا

3- هل وصل للغدد الليمفاوية ولا لأ

4- هل انتشر خارجيا ولا لأ أى لأعضاء أخرى

 

وبعد تحديد المرحلة، يحدد الطبيب طريقة العلاج سواء بالعملية أولا أو الكيماوى، فالأشعة تشخص ذلك بدقة.

 

ما الطرق التقليدية للتشخيص قبل استخدام الجاليوم؟ 

قديما كنا نستخدم الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسى، لكنها تعتمد على الشكل فإذا كان غير طبيعى يكون هناك ورم، لكن مشكلة الشكل أنه قد لا يعبر عن الحالة لأنه إذا كان الورم صغيرا سيظهر فى الأشعة أن الشخص طبيعى ولا يعانى شيئا، وبالتالى يتم تحديد مرحلة خاطئة وبناء عليه خطة علاج خطأ.

 

والأسوء خلال المتابعة عندما يموت الورم لكن يخلف جسم كبير نتخيله بالأشعة المقطعية أنه مازال موجودا ويستمر الشخص فى تلقى العلاج على الرغم من تعافيه والتعرض بشكل أكبر للكيماوى، لأن هذه الأشعة لا تعكس حالة الورم ما إذا كان فيه نشاط أو ميت.

 

وعليه جاء فى مصر مؤخرا منذ سنوات قليلة جهاز جديد يكشف عن الجزء الموجود فى الورم إذا كان فعالا ونشيطا أو لا ويسمى "PET- CT" الذى يضىء الجزء الفعال.

 

إذا.. فما دور الجاليوم فى الكشف عن سرطان البروستاتا؟

الموجود فى مصر هو هذا الجهاز باستخدام مادة الفلورين المشعة التى تحل 90% من الأورام، عند توجيه هذه المادة بالإضافة إلى سكر يجعل الورم يتغذى عليها فيكون مشع ويتم الكشف عنه تحديدا، لكن هناك استثناءات وذلك فى سرطان البروستاتا، حيث إن البروستاتا لأى شخص فوق سن الخمسين يحدث لها تضخم حميد، فنصف الرجال فى هذا السن يصابون بها، لكن مشكلة مادة الفلورين المزودة بالجهاز أنها تضىء مع التضخم الحميد، وبالتالى يقال إنه سرطان وهو ليس كذلك، وليس التضخم فقط هو ما تضىء المادة فيه بل أيضا التهاب البروستاتا.

 

فتكون الإجابة غير معروفة، كما أن خلايا سرطان البروستاتا بطيئة فى التغذية على المادة المشعة وبالتالى قد لا تضىء رغم وجود ورم سرطانى، وقد تضىء رغم عدم وجود ورم سرطانى بسبب التضخم أو الالتهاب الموجود فى البروستاتا، ومن هنا كان الحل فى تغيير المادة المشعة واكتشاف الجاليوم.

 

د يحيى عمر مع صحفية اليوم السابع
د يحيى عمر مع صحفية اليوم السابع

 

وكيف تم اكتشاف مادة الجاليوم؟

قبل أن يتم اكتشاف الجاليوم، توصل العلماء إلى استخدام مادة مشعة جديدة تسمى "الكولين" لتكون أكثر دقة من الفلورين فى اكتشاف سرطان البروستاتا، وهى غير موجودة نهائيا فى مصر لأنها تحتاج لمفاعل نووى، وبالإضافة إلى سلبياتها فى احتياجها الضرورى للمفاعل النووى، كان هناك عيوب أخرى للكولين، أنه فى الأورام الصغيرة جدا يكون ضعيفا، ومن هنا تم البحث عن بديل والتوصل لمادة مشعة أخرى تسمى "الجاليوم".

 

وما مميزات الجاليوم فى الكشف عن سرطان البروستاتا؟

الجاليوم يكشف عن سرطان البروستاتا فى أى جزء فى الجسم حتى فى حالة انتشاره، وذلك خلال 20 دقيقة فقط، وبالفعل بعد استخدام الجاليوم تحول المريض من مرحلة ثانية الى رابعة، فكل المراحل أصبحت أعلى لأنه وضح ما كان الطبيب لا يراه من قبل.

 

ميزة الجاليوم أنه جعلنى أرى ما لم أكن أراه، وبحسب الدراسات وصلت نسب زيادة مرحلة السرطان بعد استخدامه بين المرضى فى مرحلة المتابعة لـ43% من الأشخاص المصابين وبالتالى تم تغيير العلاج أيضا لهم بناء على التشخيص الجديد والأدق.

 

وكيف انتقلت الفكرة إلى مصر؟

الفكرة انتقلت إلى مصر من خلال حضورى لمؤتمر سنوى من عامين فى أمريكا، حيث وجدت أن هناك موادا مختلفة كل لنوع سرطان محدد، للكشف عنه بالتحديد أكثر، فعندها تعرفت على "الجاليوم" ومميزاته وسهولة استخدامه.

 

وما المعوقات التى واجهت هذه التقنية فى مصر؟

المعوقات لهذه التقنية فى البداية كانت كيفية تصنيعها بعد شرائها كمادة خام وكيفية إعداد تقرير عن الحالة وكذلك الفحص وتحضير المريض، لكن تم فهم كل هذه النقاط والتعامل بها بسهولة، وتمكنا بالفعل من استخدام التقنية التى عرفتها أمريكا منذ ثلاث سنوات، وحاليا هذه المرة الأولى لها فى مصر منذ أسابيع.

 

د يحيى عمر خلال عمله
د يحيى عمر خلال عمله

 

وما محاذير استخدام المادة؟

المريض يجب ألا يجلس بجانب أطفال أو حوامل لمدة 8 ساعة بعد الكشف، مثل أى مسح ذرى وتعرض لإشعاع.

 

متى نستخدم الجاليوم فى التشخيص؟

بالنسبة للجاليوم فهو مهم جدا فى حالتين وهما:

 

- فى المرحلة الأولية من التشخيص لتحديد المرحلة ومدى انتشار الورم.

- بعد العلاج من خلال المتابعة خوفا من ارتجاع المرض، فيقوم به كل 3 أشهر لأن فرص الارتجاع تتراوح من 40% الى 60%.

       

دكتور يحيى عمر
دكتور يحيى عمر

                                                                                                                                                                                  

وما العلامات التى يجب التحرك للكشف عندها؟

 

العلامات هى:

 

- حرقان فى البول 

- صعوبة التبول

 

فمعظم الأعراض لا تختلف ما بين التضخم الحميد أو السرطان، وما يحدد حقيقة الورم هى التحاليل ثم الأشعة، ويتم أخذ عينة من البروستاتا للكشف عن ذلك، وبما أن سرطان البروستاتا رقم 2 بعد الرئة عند الرجال بمعنى أنه واحد من كل 7 سيصيبه وعادة ما بعد سن 50 فيجب الكشف الدورى المبكر عن هذا النوع من السرطانات.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع