"كفاية نوم فى العسل".. بعد واقعة استخدام الجير لزيادة القدرة الجنسية.. أطباء يحذرون من الموروثات الخاطئة والوصفات الشعبية والمنتجات المغشوشة.. وينصحون: "زيارة الطبيب ليست عيبًا.. والعلم هو الحل لأى مشكلة"


كتب محمد سالمان

يمتلك قطاع عريض من المصريين مورث كبير من المعتقدات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة حول الحياة الجنسية مما يؤدى إلى وقوع البعض فى فخ الكثير من الأمور المضرة، منها تعرضهم للنصب من قبل البعض الذى يبيع لهم الوهم أو مواد غير فعالة أو من يدس لهم السم فى العسل عبر الترويج لمواد يمكنها أن تزيد القدرات لفترة، ثم تُسفر عن مضاعفات صحية فى وقت لاحق أو من يقنعهم بأن إدمان المخدرات قد يكون الحل لأى مشاكل لديهم.

418f82405f.jpg

ومن الحوادث الأخيرة التى وقعت بسبب المعتقدات الخاطئة لزيادة القدرة الجنسية، ما حدث فى 27 نوفمبر الجارى بمحافظة القليوبية وبالتحديد فى قرية أويش الحجر مركز المنصورة، وذلك بعدما أقدم عامل يبلغ من العمر 32 عامًا على حرق عضوه الذكرى بالجير الحى تنفيذًا لنصيحة أحد أصدقائه بالقيام بهذا التصرف من أجل تحسين أدائه الجنسى.

 

واقعة الجير تعيد الجدل

ووفق للتقارير الإعلامية فإن العامل تم حجزه للخضوع إلى جراحة عاجلة بعد وضع الجير الحى، وعليه الماء قبل ممارسة الجنس مع زوجته ما تسبب فى حروق بعضوه الذكرى والخصيتين.. تلك الحادثة تكشف عن أن الموروثات الخاطئة لا تزال تجد طريقها فى المجتمع المصرى، ورغم أن كثير من النداءات تخرج من وقت لآخر بأهمية اللجوء إلى الأطباء من أجل علاج أى مشكلة بدلا من الوصفات الشعبية أو شراء الأدوية بطريقة أونلاين والتى يتم الإعلان عنها على السوشيال ميديا وعدد من القنوات الفضائية والتى فى الغالب لا تكون مرخصة مثلما كشفت العديد من التحقيقات.

 

النوع فى العسل مستمر

وما يُدلل على أن تلك القضية تنتشر على قطاع واسع فى المجتمع فإن عدد من الأعمال السينمائية تناولتها سواء بشكل جزئى أو بشكل كلى مثلما تم فى العمل الشهير، فيلم "النوم فى العسل" من بطولة عادل إمام ودلال عبد العزيز وشيرين سيف النصر.

779a4965a0.jpg

وتعليقًا عن الموروثات الخاطئة بشأن زيادة القدرات الجنسية وعلاج حالة الضعف المنتشر فى مصر، يقول الدكتور ياسر الخياط أستاذ الذكورة والتناسل بطب قصر العينى:"إن هناك العديد من الموروثات الخاطئة الموجودة فى بعض الكتب التراثية التى تتناقلها الأجيال بدون علم خصوصا فى عدد من الأوساط الشعبية، وتتعلق بثلاثة مشاكل مرضية وهى ضعف الانتصاب وسرعة القذف وتكبير العضو الذكرى".

 

روشتة طبيبة

ويُضيف أستاذ الذكورة والتناسل بطب قصر العينى:"هناك معتقدات خاطئة متعلقة بتناول أنواع محددة من الطعام حول زيادة القدرة الجنسية منها الحمام والفسفور فى مصر، وللعلم هذا الأمر ليس لدينا فقط بل فى العالم أجمع وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنه ستجد شوربة أرجل الضفادع فى فرنسا، وفى دول أوروبية أخرى ستجد الحديث حول قدرة الكافيار على تعزيز القدرات الجنسية"، مضيفًا:" كذلك أشيع فى العالم لسنوات طويلة حول قدرة قرن المتواجد فى رأس حيوان وحيد القرن على زيادة القدرة الجنسية مما أسهم فى إبادة أعدد كبيرة منه بسبب قيام الكثيرون باصطياده من أجل طحن قرنه، اعتقادًا أنه يزيد القدرات الجنسية".

 

وتابع أستاذ الذكورة حديثه:"عمومًا ستجد أنه كلما ندر نوع الطعام وارتفع ثمنه أشيع أنه يزيد القدرة الجنسية والحقيقة أنه هذا الطعام ينشط الجسم عمومًا، وليس القدرة الجنسية بصورة مباشرة كما يعتقد البعض"، مضيفًا:"ستجد أمورا أخرى يشاع عنها زيادة القدرة الجنسية منا طالع النخلة أو أنواع محددة من العسل، كما يستخدم البعض ما يسمى بـ"حجر جهنم" لعلاج مشكلة سرعة القذف، واللافت أنه بالفعل قد يعالج تلك المشكلة بصورة مؤقتة عبر الآلام التى يسببها للعضو الذكرى لكن مع مرور الوقت قد يسبب إلى التهابات ومشاكل أخرى أكبر".

 

نقطة أخرى أشار إليها أستاذ الأمراض التناسيلة بقصر العينى متعلقة بالمعتقدات الخاطئة حول قدرة المخدرات بأنواعها المختلفة فى تعزيز القدرة الجنسية قائلاً:"مشكلة المخدرات أنها تعطى للشخص شعورًا بالهدوء كما أن إحساسه بالزمن يختفى ومن هنا يشعر بمتعة أكبر لكن فى حقيقة الأمر أن مخدرات مثل الحشيش ليس لها أى تأثير مباشر على زيادة القدرة الجنسية وفق ما أكدته أبحاث علمية"، مضيفًا:"إن البعض يستخدم الترامادول لعلاج مشاكل القذف، وبالفعل من الناحية الطبية فإنه فعال فى علاج تلك المشكلة لكن هناك عقاقير طبية أخرى أفضل وأكثر أمنا فلما نستخدم مخدر وندخل فى سكة الإدمان بينما يمكننا أن نعالج المشكلة بعقاقير بسيطة".

 

احترسوا من النصابين والمنتجات المغشوشة 

ولفت الخياط إلى أن أغلب ما يتم تداولها عن تكبير العضو الذكرى مجرد محاولة "نصب" خصوصا أنه لا يمكن تكبير عضو بعد سن البلوغ إلا بعمليات جراحية معقدة، ولا ينصح بها إلا فى حالات محددة لاسيما أن آثارها السلبية أحيانًا تكون كبيرة، لذا ينبغى الحذر من كل المنتجات التى يتم الإعلان عنها عبر الوسائل المختلفة وعدم السير وراء هذا الوهم.

 

على نفس الدرب، سار الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ مساعد بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، قائلاً:"أغلب المنتجات التى يتم الإعلان عنها عبر منصات التواصل المختلفة والقنوات التلفزيونية المغمورة هى عقاقير مغشوشة وأجهزة غير فعالة وهذا ما تؤكده هيئة الغذاء والدواء الأمريكية"FDA" "، مضيفًا:"بعض الوصفات العشبية يمكنها أن تزيد ضخ الدم فى الجسم لكنه لن تكون مفيدة قدر العقاقير الطبية الموثوق فيها".

 

وأوضح الأستاذ المساعد بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة أنه بعض المنتجات التى يتم الترويج لها عبر السوشيال ميديا تكون مغشوشة بمعنى أنه المكتوب على العلبة شىء وما بداخلها آخر، ومثلاً يتم الزعم أن المنتج طبيعى 100% ثم تجد أنه مخلوط بالحبوب المنشطة "فياجرا" رغم أن هناك أصحاب أمراض مثل القلب لا يجب أن يتناولوا الفياجرا.

 

وشدد مصيلحى على أن الحل لكل تلك المشاكل هى زيارة الطبيب وإجراء التحاليل أن لزم الأمر لكن المشكلة أن هناك ثقافة لدى الكثيرين أنه هذا الأمر عيبًا ويحاول اللجوء إلى الوصفات أو شراء العلاج أونلاين أو نصائح الأصدقاء، مؤكدًا أنه يجب على الجميع إدراك حقيقة أن العلم هو الحل لكل مشاكلهم وليست الأمور الأخرى، ومثلاً هناك أدوية ضغط تناولها لفترة طويلة يؤدى لضعف جنسى مؤقت، فمن غير طبيب متخصص سيكتشف ذلك السبب؟!، لافتًا إلى أن المصيبة التى يدركها الكثيرون أنه وفق للمنظمات العالمية هناك عقاقير مغشوشة تحتوى على مواد محرمة دولية، وحتى لا نقع فى الفخ فزيارة الطبيب هى أفضل خيار.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع