الصين تصدر "الكتاب الأصفر" عن مستقبل الشرق الأوسط..وتؤكد: المنطقة تدخل عصر ما بعد أمريكا.. روسيا والصين تنتهزان الفرصة بعد التراجع الأمريكى.. وترامب غارق فى سياسة "الداخل أولا"..والمنطقة تشهد نموا اقتصاديا 2018


هانى محمد

فى اهتمام بالغ من القيادة الصينية بمنطقة الشرق الأوسط، أصدرت الأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية ودار نشر مراجع العلوم الإجتماعية ببكين، "الكتاب الأصفر للشرق الأوسط"، يتضمن تقرير التنمية فى الشرق الأوسط.

وتناول الكتاب، أوضاع منطقة الشرق الأوسط وموازين القوى العظمى ومستقبل هذه المنطقة، وركز التقرير على ثلاثة محاور رئيسية: تراجع النفوذ الأمريكى، والدور الروسى ، ومستقبل التنمية فى منطقة الشرق الأوسط.

651dfddc71.jpg

ورأى الخبراء الصينيون فى الكتاب، أن منطقة الشرق الأوسط قد دخلت أعتاب "عصر ما بعد أمريكا"، حيث أتاح تراجع الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط فرصة للقوى الشرقية، لاسيما روسيا لتعزيز نفوذها فى هذه المنطقة المهمة، وفى نفس الوقت تزايدت ثقة دول المنطقة فى إتباع طرق تنمية خاصة بها، وبات النموذج الصينى والروسى أكثر جذبا لاهتمام دول المنطقة.

من جهة أخرى أكد الكتاب أن موازين القوى فى الشرق الأوسط تطورت من الأحادية القطبية إلى الثنائية، ثم من الثنائية القطبية نحو التعددية القطبية، ومع توجه دول منطقة الشرق الأوسط إلى "النظر نحو الشرق"، بادرت الدول الآسيوية من جهتها إلى "الانفتاح غربا"، وتطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية مع دول الشرق الأوسط.

74c97a251b.jpg

وأضاف الكتاب، أن ترامب سيواصل تطبيق "سياسة أمريكا أولا"، ومواصلة تقليص التواجد الأمريكى فى الشرق الأوسط الذى بدأه أوباما، غير أن الكتاب أشار إلى أن أمريكا ستظل تعتبر الشرق الأوسط منطقة مهمة بالنسبة لأمنها القومى، كما ستواصل جهود مكافحة الإرهاب، والسعى إلى تطويق المشروع النووى الإيرانى، والحد من توسع النفوذ الإيرانى فى المنطقة.

وبالنسبة لروسيا، رأى الكتاب أن روسيا لم توفّق فى معالجة العزلة التى واجهتها بعد إندلاع أزمة أوكرانيا، من خلال الجهود التى بذلتها فى مقاومة الإرهاب عبر التدخل العسكرى فى سوريا، وأضاف أن التعاون الأمريكى الروسى قد يتأثر بتأجيل مسألة الحسم فى مصير بشار الأسد إلى التسوية السياسية.

0e49561c57.jpg

وعلى مستوى استشراف المستقبل الاقتصادى لمنطقة الشرق الأوسط، قال الكتاب إن دول هذه المنطقة ستشهد نموا اقتصاديا جماعيا فى عام 2018، حيث توقع نمو إقتصاديات الدول المصدّرة للنفط بـ2.9% خلال العام المقبل، بينها دول مجلس التعاون الخليجى، التى من المتوقع أن تحقق نموا بـ 2.5

 كما توقع الكتاب نمو اقتصاديات الشرق الأوسط المستوردة للنفط بـأكثر من 4% فى عام 2018، إلى جانب تحقيق غالبية دول المنطقة لتحسن فى آداء ميزان المدفوعات وتراجع لنسبة العجز.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع