أنا قبطى وعاداتى مسلم.. مسيحى ينظم إفطارا لجمع المسلمين والأقباط فى مائدة واحدة بكوم أمبو.. فوزى إسكندر: من 35 سنة لم نقطع العادة ونشأنا أسرة واحدة وأبواب منازلنا مفتوحة.. وهدفنا الحفاظ على الوحدة الوطنية.. صور

 

"يقف على باب المكان يستقبل الضيوف ويرفع يديه ملوحًا بالتحية لهم على قبولهم عزومته فى إفطار رمضان الذى ينظمه كل عام ولا ينقطع عنه قبل 35 سنة مضت"، هذا هو حال العم فوزى إسكندر، أحد الأقباط فى مدينة كوم أمبو، والذى يجمع المسلمين والأقباط على مائدة واحدة تحت شعار "الوحدة الوطنية".

تحدث فوزى إسكندر، لـ"اليوم السابع" عن قصة مائدة الإفطار التى وصل عمرها 35 سنة، وينظمها فى أطراف مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان، وتحديدًا بمنطقة البيارة، ورغم تقدمه فى العمر ووصوله لسن الـ80 إلا أنه يحرص على الوقوف لاستقبال ضيوف الإفطار وتجهيز أكبر مائدة رمضانية بالمدينة.

قال العم فوزى، أو السفير فوزى إسكندر والذى تم اختياره سفيرًا للنوايا الحسنة بالاتحاد الأوروبى ليصبح أول سفير للنوايا الحسنة فى الصعيد منذ إنشاء الاتحاد، أن هذا الإفطار يؤكد على وحدة النسيج المصرى، وأن يشعر براحة نفسية ورضا فى كل عام بسبب هذا الجمع الذين يحرصون على تلبية دعوته وحضور الإفطار الرمضانى.

وتابع السفير فوزى إسكندر، أنه لا يوجد فى مصر فرق بين مسيحى ومسلم، مؤكدا أن المصريين نسيج واحد، وأمة واحدة، ويجمع الجميع وطن واحد، وتقاليد واحدة، ونعبد إلهًا واحدًا، لافتا إلى أن المسلمين والأقباط أخوة فى وطن واحد، وأنه يبتغى وجه الله من تلك المائدة التى يسعى لاستمرارها سنويا منذ أكثر من 35 عاما، فى عادة حميدة لا تنقطع، لأنه يعلم جيدا الأجر والثواب العظيم الذى ينتظره جزاء ما يسعى.

وأشار إلى أن مائدته الرمضانية فى الماضى كانت تقتصر على بعض الأصدقاء والجيران من المسلمين، ولكن مع الوقت، أصبحت المائدة تضم كافة أطياف المجتمع الأسوانى، والتى يجدها فرصة لاسترجاع ذكريات الطفولة والود والحنين إلى الماضى.

وأكد "إسكندر"، أن أعز أصدقائه مسلمين والذى تربى معهم منذ نعومة أظافرة فى مرحلة الطفولة، كما أن المسلمين والمسيحيين نشؤوا كأسرة واحدة منذ القدم، وأبواب منازلهم مفتوحة لبعضهم البعض على مدار اليوم، وعمرنا ما قولنا ده مسلم ولا ده مسيحى، وأشعر بالسعادة دائما عند تناول الإفطار مع أهلى وإخواتى المسلمين.
وأوضح، أنه يستعين فى طهى الطعام بشيفات متخصصين لتجهيز وجبات الطعام، لنجلس بعد ذلك ونتناول الإفطار معا مع ضيوف مائدته التى التى تتسع لأكثر من 500 شخص، تضم رجال دين مسلمين ومسيحين، وقيادات شعبية وتنفيذية ونقابية بمحافظة أسوان.

يتحرك "عم فوزى" مع موعد أذان المغرب سريعا، ليقوم بنفسه بتجهيز مكان مخصص لإداء صلاة المغرب لضيوفه، ويوجههم إلى مكان الوضوء والصلاة، فى ابتسامه عريضة على وجنتيه قائلا " الله محبه" ليعود بعدها ضيوفه لإكمال إفطارهم.

وأولاد "عم فوزى" يعيشون خارج مصر، كما يقول الأهالى، ولكن قلوبهم متعلقة بالمائدة، كل عام ويتواصلون مع والدهم، ليعرفوا منه احتياجاتها ليشاركوا فيها: "وهم اتربوا داخل المائدة وهم صغار قبل سفرهم وكانوا بيشاركوا فى إعدادها، كما يقول الأهالى".

ومن جانبه، عبر الشيخ أبو الحسن طاهر، إمام وخطيب بالأوقاف لمسجد ناصر بمدينة كوم أمبو، لـ"اليوم السابع"، عن سعادته لحضور هذا الإفطار الذى يؤكد أن المصريين نسيج واحد لا أحد يستطيع اختراقهم أو تفكيكهم، وأن مثل هذه الموائد للإفطار تعكس صلابة هذا الشعب فى مواجهة الأفكار المتطرفة التى تسعى لهدم الوطن واختراق نسيجه.

إفطار الوحدة الوطنية

إفطار الوحدة الوطنية

 

الإفطار الجماعى
الإفطار الجماعى

 

العم فوزى خلال الإفطار
العم فوزى خلال الإفطار

 

العم فوزى مع أصدقائه المسلمين
العم فوزى مع أصدقائه المسلمين

 

المسلمون والأقباط فى مائدة واحدة
المسلمون والأقباط فى مائدة واحدة

 

جانب من الإفطار
جانب من الإفطار

 

جانب من الوحدة الوطنية
جانب من الوحدة الوطنية

 

فوزى إسكندر يحيى ضيوفه
فوزى إسكندر يحيى ضيوفه

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع