سوق الذهب العالمى يشهد تطورات جديدة.. المعدن النفيس يسطر مستوى غير مسبوق بالتداولات الفورية ويقترب من حاجز 2300 دولار.. والطلب المرتفع كلمة السر فى الارتفاع والبنوك المركزية حول العالم تضيف 19 طن ذهب للاحتياطى

يستمر سعر أونصة الذهب العالمي في تحقيق مستويات تاريخية جديدة بشكل يومي، فقد ارتفعت اليوم لمستوى جديد بسبب الطلب الكبير على الملاذ الآمن في الأسواق والتحوط ضد التضخم الذي يرى البعض أنه مستمر لفترة أطول في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتجاهل الذهب ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية.

 

سجل الذهب الفورى أعلى مستوى تاريخى اليوم عند المستوى 2288 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2280 دولارا وذلك قبل أن يعود إلى التراجع ويسجل أدنى مستوى اليوم عند 2267 دولارا للأونصة منخفضًا بنسبة 0.3% ليتداول حاليًا عند المستوى 2273 دولارا للأونصة، وفق جولد بيليون.


يستمر الذهب فى تلقى الدعم الكبير فى الأسواق المالية من الطلب على الملاذ الآمن فى ظل التوترات الجيوسياسية الحالية، حيث استمرت أوكرانيا فى مهاجمة البنية التحتية النفطية فى روسيا، بالإضافة إلى الزلزال الكبير الذى ضرب البنية التحتية فى تايوان ومصانع الرقائق الكبرى لديها.


أيضًا عمليات البيع الواسعة على الأسهم العالمية بسبب تراجع الإقبال على المخاطرة زاد من الطلب على الذهب بالرغم من ارتفاع مستويات الدولار الأمريكى وعوائد السندات الحكومية الأمريكية.


ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.9% ليسجل أعلى مستوى منذ 4 أشهر ونصف عند 4.405%، بينما استقر الدولار الأمريكى بالقرب من أعلى مستوياته منذ 6 أسابيع.


عوائد السندات المرتفعة من المفترض أن تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذى لا يقدم عائد لحائزيه هذا بالإضافة إلى قوة الدولار، ولكن الطلب القوى الحالى على الذهب عوض هذا التأثير السلبى ودفعه إلى مزيد من الارتفاع.


من جهة أخرى سادت توقعات فى الأسواق هذا الأسبوع تشير إلى أن التضخم الأمريكى مستمر فى التماسك وأن قرار خفض الفائدة قد يتم تأجيله، وذلك بعد صدور بيانات عن تحسن فى أداء القطاع الصناعى الأمريكى بشكل كبير بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام الأمر الذى ينذر بموجه جديدة من التضخم فى الطريق.


الأسواق تضع احتمال الآن بنسبة 59% أن البنك الفيدرالى سيبدأ بخفض الفائدة فى يونيو القادم، وتراجع هذا الاحتمال من 75% مطلع شهر مارس، بينما يرى البعض أن الفيدرالى قد يقوم بخفض الفائدة أول مرة فى يونيو ثم الانتظار لفترة وأن قرارات الخفض لن تكون متتالية.


قالت رئيسة الاحتياطى الفيدرالى فى سان فرانسيسكو وعضوة البنك الفيدرالى مارى دالى، إنها لا تشعر بالحاجة الملحة إلى خفض أسعار الفائدة، وأنه على الرغم من "توقعات أعضاء البنك الأخيرة" فإن ثلاث تخفيضات هذا العام غير مضمونة.


وأشارت دالى أنه ليس هناك حاجة ملحة لتعديل سعر الفائدة وإن الوقوف فى موقف ثابت هو السياسة الصحيحة فى الوقت الحالى، وذلك رغم اعترافها بأن التضخم يتراجع فى الولايات المتحدة، إلا أنها وصفت الرحلة بأنها "وعرة وبطيئة".


من جهة أخرى أظهرت بيانات لشهر فبراير أن احتياطيات البنوك المركزية العالمية من الذهب ارتفعت بمقدار 19 طن، وهو الشهر التاسع على التوالى من تزايد الاحتياطات، ولكن مشتريات شهر فبراير كانت أقل بنسبة 58% من إجمالى مشتريات شهر يناير البالغ 45 طنا، وعلى أساس سنوى أعلنت البنوك المركزية عن إضافة 64 طنًا خلال شهرى يناير وفبراير، أى أقل بنسبة 43% عن نفس الفترة من عام 2023 ولكن بزيادة أربعة أضعاف عن عام 2022.
البنك المركزى الصينى يظل هو أكبر مشترى خلال شهر فبراير حيث زادت احتياطاته من الذهب بمقدار 12 طنا إلى 2257 طنا. لتنمو احتياطيات البنك المركزى الصينى من الذهب لمدة 16 شهرا متتاليا، على الرغم من أن حصة الذهب من إجمالى الاحتياطيات لا تزال حوالى 4%.

توقعات أسعار الذهب العالمية

يستمر سعر أونصة الذهب العالمى فى الارتفاع وتسجيل مستويات تاريخية بشكل يومى، وذلك فى ظل تزايد الطلب على الملاذ الآمن فى الأسواق المالية بسبب استمرار التوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى عمليات البيع الموسعة على الأسهم العالمية وتحوط المستثمرين ضد التضخم الذى يبدوا أنه فى طريقه إلى الارتفاع من جديد فى الولايات المتحدة الأمريكية.


سجل سعر أونصة الذهب العالمى مستوى تاريخى جديد عند 2288 دولارا للأونصة، وذلك بعد أن ارتفع السعر يوم أمس ليخترق المستوى 2265 دولارا للأونصة، وقد عاد السعر إلى التراجع اليوم ليعيد اختبار هذا المستوى من جديد لتستقر التداولات حاليًا فوق مستوى الدعم.


مؤشرات الزخم تظهر حاجة إلى التصحيح السلبى فى ظل ارتفاع الذهب لـ 6 جلسات متتالية، ولكن تبقى فرص صعود السعر إلى المستهدف عند 2300 دولارا للأونصة قائمة بشكل كبير.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع