بالرغم من تمسك الإدارة الأمريكية بعدم الدخول فى صدام مباشر ردا على الاعتداءات على المصالح الأمريكية فى المنطقة، فإن كل المؤشرات تتجه إلى اتساع الصراع، وفى مواجهة الضربات التى توجهت إلى القواعد الامريكية فى سوريا والعراق والحدود السورية الأردنية، وأمام مطالب جمهورية وديمقراطية بالرد المباشر، ظلت التكهنات تستبعد تحركا أمريكيا لمواجهة الاعتداءات، واكتفت الإدارة الأمريكية بردود غير مباشرة، بعيدا عن الدول التى تتهمها بتنفيذ هذه العمليات ضد المصالح الأمريكية.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية توجيه ضربات انتقامية لمنشآت تابعة للحرس الثورى الإيرانى فى كل من سوريا والعراق انتقاما للهجوم الذى أدى لمقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة آخرين على الحدود السورية الأردنية، بينما نقلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية عن مصادر فى الإدارة الأمريكية أن واشنطن لا تنوى ضرب الأراضى الإيرانية ردا على الهجوم الذى نُفذ على القاعدة الأمريكية فى الأردن.
وأن واشنطن تتجنب حدوث «تصعيد خطير» قد ينجم فى حال شن هجمات على الجمهورية الإسلامية، مشيرة الى أنه «سيتم الرد على عدة مراحل، لكنه سيشمل ضرب أهداف خارج إيران فقط».
من جهتها أدانت الرئاسة العراقية «العدوان الأمريكى» على الأراضى العراقية – السورية، وأعلنت أن العدوان الذى تعرضت له مدينة القائم فى محافظة الأنبار ومناطق حدودية عراقية أخرى غرب البلاد من قبل الولايات المتحدة أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين، ويُمثل انتهاكا صارخا للسيادة العراقية، فضلا عن أنها تعمل على تصعيد التوتر وتهدد أمن واستقرار المنطقة ككل، «حيث إن العنف لا يولّد إلا العنف والتأزيم».
بينما اعتبرت وزارة الخارجية السورية، العدوان الأمريكى على سوريا يضاف لسجل انتهاكات واشنطن لسيادة سوريا ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، وأشارت وزارة الدفاع السورية، إلى أن «المنطقة التى استهدفتها الهجمات الأمريكية شرقى سوريا هى ذاتها المنطقة التى يحارب فيها الجيش السورى بقايا تنظيم «داعش» الإرهابى وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل على إعادة إحيائه ذراعا ميدانيا لها سواء فى سوريا أو العراق، وأن هذا العدوان ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش السورى وحلفائه فى مجال محاربة الإرهاب».
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن الرئيس الأمريكى جو بايدن يواجه خيارات سياسية صعبة للرد على الهجوم الذى استهدف الجنود الأمريكيين فى قاعدة البرج على الحدود السورية الأردنية، وأسفر عن مقتل ثلاثة من الجنود الأمريكيين، فى الوقت الذى دعا فيه الجمهوريون إلى رد قوى، حذر مستشارون من أن يتم جر أمريكا إلى صراع متسع فى الشرق الأوسط، فى حال تنفيذ ضربات مباشرة ضد إيران، خاصة مع فشل ضربات الولايات المتحدة لمواقع الحوثيين و تعرض القوات الأمريكية لأكثر من 150 هجوما منذ 7 أكتوبر الماضى، وارتفاع توقعات تعرض المصالح والقوات الأمريكية وأيضا المصالح الأوروبية لأخطار وتهديد فى الأردن والعراق وسوريا والحدود اللبنانية والبحر الأحمر، نتيجة تداعيات دعم واشنطن لمجازر تل أبيب، بجانب خطر اشتعال الأوضاع إقليميا مع حزب الله أو تجاوزات العدوان بشكل يدخل أطرافا أخرى.
ويشير محللون إلى أن الولايات المتحدة بالرغم من أنها تتوخى الحذر، وتختار المواجهة بالوكالة، فإن هذا كله لا يضمن عدم اتساع الصراع، وهو ما حذرت منه مصر والأردن، باعتبار أن وقف العدوان الإسرائيلى، وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية أنتونى بلينكن سيبدأ اليوم الأحد جولة بالشرق الأوسط هى الخامسة من نوعها منذ السابع من أكتوبر وتستمر لمدة خمسة أيام وتشمل: مصر والمملكة العربية السعودية وقطر وإسرائيل والضفة الغربية.
وكتب بلينكن على تويتر: «سأعود إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع لمواصلة العمل مع شركائنا بشأن كيفية تحقيق السلام الدائم فى المنطقة، مشيرا إلى أنه سيواصل، الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق حول المحتجزين، يتضمن هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومتزايد إلى المدنيين فى غزة.
وبحسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فإن بلينكن سيواصل العمل لمنع انتشار الصراع، مع التأكيد مجددا على أن الولايات المتحدة ستتخذ الخطوات المناسبة للدفاع عن أفرادها والحق فى حرية الملاحة فى البحر الأحمر، وهو ما يضاعف من المخاوف فى حال استمرار العدوان الذى تجاوز كل خطوط القوانين الدولية، وتمسك الإدارة الأمريكية بدعم جرائم نتنياهو يهدد بالمزيد من الصراعات، التى تهدد السلم الإقليمى.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع