أسر شهداء الشرطة يتحدثون لـ"اليوم السابع" بعد تكريم الرئيس السيسي.. والد محمود سامى: أزاح الحزن من قلوبنا.. أرملة حمادة صبحى: طبطب على قلوبنا بلقائه.. ويؤكدون: أبناؤنا سيكملون المشوار وكلنا فداء للوطن.. صور

بكلمات ممزوجة بالفخر والعطاء، تحدث أسر شهداء الشرطة الأبرار لـ"اليوم السابع" عقب تكريمهم من الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى حفل عيد الشرطة اليوم الأربعاء، بحضور شخصيات عامة.

وقال والد الشهيد محمود سامى: "ابنى استشهد فى الاسماعيلية فى 2022، ولم ننساها أبدا، فقد شرفنا حيا وميتا".

وتابع والد البطل: "نحن نحب بلادنا منذ نعومة أظافرها، ونقدم كل ما هو غالى ونفيس من أجلها، ولم نعز ابننا عليها، فقد قدم روحه من أجلها، لتبقى مصر باقية بدماء الأبطال".

وأردف والد البطل: "استقبلنا الرئيس اليوم بحفاوة كبيرة، وأزاح الحزن من القلوب، وأدخل لها السرور، وسنتفاخر دوما بهذا اللقاء الغالى على قلوبنا، فالرئيس لا ينسى أبدا أسر الشهداء ويوليهم اهتماما كبيرًا، كما أن وزارة الداخلية برئاسة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية تتواصل معنا باستمرار وتلبى كافة احتياجاتنا، من خلال قطاع العلاقات العامة والاعلام والعلاقات الإنسانية، حيث يرسموا البسمة دائما على الوجوه".

وقالت أرملة الشهيد البطل حمادة صبحى، إن البطل ترك لها 3 أبناء "عمرو" و"إبراهيم" و"اياد"، وأن محافظة البحيرة بأكلمها تعرف قصص البطولة والفداء التى قدمها البطل.

وحول تكريم الرئيس لها، قالت أرملة الشهيد :"الرئيس السيسى طمأن وطبطب على قلوبنا، وسألنا :"محتاجين حاجة؟، وأدخل السعادة لقلوبنا باهتمامه بأبناء البطل وحفاوة لقائه، فهو كعادته لا ينسى أبدا أبناء الأبطال.

"تمنى الشهادة ونالها"، بهذه الكلمات تحدثت أرملة الشهيد البطل الرائد طارق جميل مرسى عطا الله، وأردفت أرملة الشهيد فى حديثها لـ"اليوم السابع"، أن زوجها كان محبوبا من الجميل، وكل من يعرفه كان يحبه من الوهلة الأولى، ولم تصدق حتى الآن أنه مات وتركها وحيدة فى هذه الحياة، وطالما تشاركت معه فى كل شيء، فقد كان مصدر السعادة والأمان.

وأضافت أرملة الشهيد أن البطل ترك لها طفلها سيف صاحب الست أشهر، وستحكى له عندما يكبر بطولات والده الذى عاش كريما ومات بطلا شجاعا شامخا، وستبقى سيرته فى ضمير ووجدان هذا الوطن.

وقالت أرملة الشهيد البطل المقدم مصطفى عبد الرازق عبد اللطيف، إن البطل كان عظيما فى قلوبهم طيبا متسامحا مع الجميع، يحب وطنه لأبعد الحدود، وأنه طالما تمنى الشهادة.

وأردفت أرملة الشهيد، أن البطل استشهد فى 8 يونيو الماضى، لتسود الدنيا فى عينيها بغياب شريك حياتها، الذى طالما ملأ حياتهم محبة وسعادة، لكنه ترك من ريحته طفلهما الوحيد "سامي" صاحب الست سنوات، مؤكده أن حلمها التحاقه بالشرطة لاستكمال مسيرة الأب البطل.

ويأتى عيد الشرطة إحياء لذكرى معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة.

 

واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة.

 

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

 

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

 

وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

أرملة الشهيد طارق جميل

أرملة الشهيد طارق جميل


أرملة الشهيد مصطفى عبد الرازق
أرملة الشهيد مصطفى عبد الرازق

أرملة شهيد
أرملة  الشهيد البطل حمادة صبحي

والد الشهيد البطل محمود سامي
والد الشهيد البطل محمود سامي

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع