التوثيق بحبر "غير صديق".. كيف تعاطت الصحافة العالمية رغم انحيازاتها مع انتخابات الرئاسة؟.. "مكسب التعددية" عنوان 2005.. و 2014 تصدم المشككين من أصدقاء الإخوان.. وبدأت قصة النجاح رغم محاولات بث روح التشاؤم

لم تكن ثورة يوليو محل قبول فى الغرب؛ ومن ثم فقد انسحب الرفض على الجمهورية؛ ثم زعيمها عبدالناصر بموقفه الساخن من الغرب. وامتدّ الانحياز إلى الآن حتى يندر أن تجد مُعالجة موضوعية فى شأن السياسة المصرية؛ لكن رغم ذلك فقد فرضت بعض المحطات والمشاهد نفسها على الحبر «غير الصديق»، لتُسجّل وثيقةً تُناقض فى كثير من الأحيان مواقف الغرب نفسه بساسته وإعلامه.
 

كان الصفير الأخير ليخت المحروسة على رصيف الإسكندرية فى صيف 1952 يأذن ببداية عهد جديد، بينما يرحل آخر الملوك فى رحلة «ذهاب بلا عودة» نحو سواحل إيطاليا، ويبدأ مجلس قيادة الثورة مسار الجمهورية الذى تناوب عليه 9 رؤساء حتى اليوم، شغلت طريقة انتخابهم كثيرًا من صفحات الجرائد والمجلات العالمية؛ تأسيسًا على مكانة مصر وثقلها فى الإقليم والعالم.


2012

انتخابات 2005 

تنفس عدّة مرشحين مع الرئيس الراحل حسنى مبارك، وكان المشهد تحوّلا عميقا من زمن الاستفتاءات إلى المنافسة، وقد رصد موقع «دويتش فيله» الألمانى تفاصيل الاستحقاق فى أحد تقاريره، مُلخصا المشهد بعنوان «مبارك يفوز بالانتخابات والمصريون يكسبون التعددية»؛ وقد وصفها بأنها «بانتخابات تاريخية». وقال فى المحتوى: «أُسدل الستار اليوم على الانتخابات الرئاسية التاريخية فى مصر.. هذه التعددية ستظل المكسب الرئيسى للانتخابات رغم نتيجتها شبه المحسومة مقدما».
 

وعلقت صحف أمريكية على ما أسمته بـ«غياب المراقبين»، فقالت نيويورك تايمز فى افتتاحية 11 سبتمبر، بحسب تقرير لمركز كارنيجى للدراسات، إن «الانتخابات الرئاسية كانت علامة على تقدّم» بالمقارنة مع سوابقها، لكن غياب المراقبين عن مراكز الاقتراع وسيطرة الحزب الحاكم حوّلا الانتخابات إلى «زيف» مُخطط وعديم المعنى، فيما زعمت افتتاحية واشنطن بوست يوم 9 سبتمبر أن «التجاوزات لا تبشر بخير لعملية الإصلاح ولا للانتخابات البرلمانية المرتقبة، وعلى الرئيس بوش أن يضغط على مبارك ليسمح أن تنتخب قطاعات من المرشحين بالتمثيل النسبى، وأن يسمح بالمزيد من المعارضة المصرية الحقيقية فى العملية».


20122

انتخابات 2012

بعد 25 يناير تمثّلت الحياة السياسية شيئا من أجواء الحراك، رغم ما فيه من خشونة وهيمنة للتيارات الراديكالية وعلى رأسها الإخوان. ولاقت الانتخابات صدى أكبر على نطاق أوسع فى الصحف العالمية، إذ تنافس فيها 13 مرشحًا، وقد تلاقت إرادة الغرب مع أطماع الإخوان على صفحات الجرائد، فاختزلت تقارير وسائل الإعلام الأجنبية المنافسة بين الجماعة والتيار الليبرالى، فيما ركزت تقارير أخرى على صعوبة التنبوء بالنتيجة.

وصفت قناة «فرانس 24» بالعربية الاستحقاق الرئاسى بـ«الانتخابات بالتاريخية»، فيما علقت واشنطن بوست الأمريكية فى تقرير بتاريخ 23 مايو بأنها «مردود طبيعى وكبير بعد الثورة الشعبية»، ورأت أنه «من الصعب توقع النتائج، لكن السباق يتجه نحو منافسة بين إسلامى ومن يرغبون فى رجل دولة علمانى»، وركزت صحف أخرى على خروج المصريين بكثافة للتصويت، وكتبت «جارديان» البريطانية إن «التصويت شىء نادر»، ووصفت شبكة «إن بى سى» الأمريكية الانتخابات بأنها «لن تؤدى لحدوث تغيير فى مصر فقط، بل إنها يمكن أن تؤدى إلى حدوث تغيير فى الشرق الأوسط»، لكنهم رغم الانحياز لتصعيد الإخوان ومحاولة تغطيتهم فى الشهور التالية، لم يمنعهم ذلك من الفشل أو الاصطدام بالإرادة الشعبية بعد أقل من سنة.


2014

انتخابات 2014 

جاءت رياح التغيير مرة ثانية فى ثورة 30 يونيو التى تلاحم فيها الشعب مع الدولة لإحباط الإرهاب، وقد ركزت الصحافة العالمية على الاستحقاق الرئاسى، وأجمعت أغلب الصحف على الشعبية الكبيرة للمرشح عبدالفتاح السيسى، وتفوقه على منافسه حمدين صباحى، فنشرت مجلة «إيكونوميست» تقريرا بعنوان «التحدى الشاق للقائد الجديد»، قالت فيه إنه من شبه المؤكد أن يصبح السيسى رئيسا بالنظر لشعبيته، وكتب ديفيد كيركباتريك، مراسل نيويورك تايمز وثيق الصلة بالإخوان، تقريرا بعنوان «هتافات للسيسى مقابل شعور بالتذمر»، ليقر بأن المدن المصرية يكاد يجمع بينها شعور مشترك بأن السيسى سيحقق فوزا ساحقا.
 

بينما حاولت تقارير أخرى أن تبث روح التشاؤم، وكان بعضها مُخلصًا لسردية الإخوان، ومنخرطا فى حرب شعواء على الدولة المصرية بعدما أسقطت مشروع العمالة والاستتباع الذى قادته الجماعة الإرهابية، وسارت فى تلك الرواية الملونة صحف مثل لوفيجارو الفرنسية، وتايمز البريطانية، وكثير من المؤسسات الأمريكية، لكنها رغم ذلك لم تستطع إنكار شعبية السيسى ولا فوزه المُستحق، إنما ظلت فى انحيازها الفج للإخوان وقد امتد سنوات إلى أن تبدّلت الصورة، مع نجاح مصر فى استعادة الأمن والاستقرار وفرض إرادة المصريين الواضحة فى 30 يونيو على الحكومات الغربية وإعلامها.


20144
 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع