أسعار الذهب في البورصة العالمية ترتفع 2.2 %خلال الأسبوع الماضى.. المعدن النفيس يستفيد من تراجع الدولار وعائد السندات.. الأصفر يحقق أكبر ارتفاع أسبوعى منذ شهر تقريباً.. ومخاوف الدين الأمريكى تربك الأسواق

ارتفع الذهب خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر مكسب أسبوعي في أربعة أسابيع، وذلك في ظل تراجع مستويات الدولار وعوائد السندات الأمريكية وسط تزايد التوقعات بأن البنك الفيدرالي قد انتهى من تشديد سياسته النقدية.

42 دولار زيادة في الذهب

سجل الذهب ارتفاعا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.2% ليحقق مكاسب بمقدار 42 دولار وقد سجل أعلى مستوى خلال الأسبوع عند 1993 دولار للأونصة وهو أول أسبوع يحقق فيه مكاسب بعد أسبوعين من الخسائر.

e5ae676daa.jpg

وكشف تحليل جولد بيليون أن تباطؤ ضغوط التضخم والضعف المتزايد في سوق العمل الأمريكي أدي إلى بدء الأسواق في التشكيك في خطة البنك الاحتياطي الفيدرالي لإبقاء سياسة التشديد النقدي، مما وفر زخمًا جديدًا للذهب.

تراجع مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر إلى المستوى 3.2% بأقل من التوقعات 3.3% والقراءة السابقة 3.7%، أما عن مؤشر طلبات اعانات البطالة الأسبوعية فأظهر ارتفاع أكبر من المتوقع عند 231 ألف مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 218 ألف والتوقعات عند 221 ألف.

على الرغم من انهاء أسعار الذهب تداولات الأسبوع بمكاسب قوية إلا أن الأسعار تراجعت يوم الجمعة عند الاغلاق من أعلى مستوى سجلته لتغلق عند المستوى 1980 دولار للأونصة، الأمر الذي يدل على أن الذهب لا يملك الدعم الكافي للارتفاع فوق المستوى 2000 دولار.

انخفاض الدولار

خلال الأسبوع انخفض الدولار بشكل كبير بسبب ضعف بيانات التضخم التي زادت التوقعات أن الفيدرالي لن يقدم على رفع الفائدة من جديد، فقد انخفض مؤشر الدولار خلال الأسبوع بنسبة 1.9% ليسجل أدنى مستوى منذ 11 أسبوع.

من جهة أخرى انخفض العائد على السندات الحكومية الأمريكية بأجل 10 سنوات خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.6% ليسجل أدنى مستوى منذ شهرين عند 4.381%.

10c31668cf.jpg

وأشار تحليل جولد بيليون إلى أن كل هذه العوامل ساعدت الذهب على الارتفاع خلال الأسبوع الماضي ولكن يبدوا أن السوق يحتاج إلى حافز جديد حتى يستطيع اختراق المستوى 2000 دولار والاستقرار فوق هذا المستوى، وقد يجد هذا الحافز من المزيد من التباطؤ في البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي.

وقد يجد الذهب الحافز من تزايد القلق في الأسواق بشأن حجم الدين الأمريكي المتزايد، خاصة أن الملاحظ أن الديون السيادية الأمريكية أصبحت أقل جاذبية مع استمرار نمو الديون، وقد اتضح هذا خلال المزاد المخيب للآمال للأوراق المالية لأجل 30 عامًا الأسبوع الماضي.

أزمة الديون في الولايات المتحدة

أزمة الديون في الولايات المتحدة ستكون إيجابية للغاية بالنسبة للذهب، لكن الولايات المتحدة لديها الكثير من الأدوات التي يمكنها استخدامها لتحمل الكثير من الديون، لذلك فمن غير المرجح أن نشهد أزمة في أي وقت قريب، ولكن المخاوف وحده وعدم اليقين كافي للتأثير بشكل إيجابي ولو محدود على أسعار الذهب.

هذا وتنتظر الأسواق هذا الأسبوع صدور محضر اجتماع البنك الفيدرالي بالإضافة إلى مؤشر السلع المعمرة وطلبات اعانات البطالة الأسبوعية، وقد تساهم هذه البيانات في توضيح الصورة بالنسبة لمستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي.

 

99c672fa20.jpg

بداية الأسبوع الماضي قامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بتخفيض النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى سلبية بعد أن كانت مستقرة، لتبقي على التصنيف الائتماني عند أعلى معدل له Aaa.

وأشارت الوكالة أن السبب الرئيسي وراء تخفيض النظرة المستقبلية يرجع إلى تزايد المخاطر السلبية بشأن الدين والائتمان الأمريكي في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وضعف تدابير السياسة المالية في خفض الإنفاق الحكومي وزيادة معدل إيرادات الدولة.

من جهة أخرى أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أنه قد تم الموافقة على مشروع قانون يعمل على تجنب الاغلاق الحكومي في الولايات المتحدة والذي كان مقرر أن يحدث غداً، وذلك بعد أن تم الموافقة بأغلبية الأعضاء على قانون جديد يمد فترة التمويل، بموجب القانون الجديد سيتم مد عملية تمويل الحكومة الأمريكية حتى يوم 19 يناير وقد تمتد إلى 2 فبراير.

توقعات أسعار الذهب العالمية

الارتفاع الذي سجله الذهب خلال الأسبوع الماضي قد لا يكون كافي لدفع الذهب لاختراق المستوى 2000 دولار للأونصة والاستقرار فوقه، لذلك قد نشهد عودة التصحيح السلبي لأسعار الذهب في انتظار صدور بيانات أخرى عن الاقتصاد الأمريكي كفيلة بعودة الطلب إلى الارتفاع على الذهب.

من ناحية أخرى نجد أن سعر الذهب في السوق المحلي مستمر في التذبذب بالقرب من المستويات المرتفعة التي سجلها مؤخراً، وذلك في ظل عدم الاستقرار في سعر الدولار في السوق الموازي بالإضافة إلى عدم وضوح مستقبل الاقتصاد الأمريكي وقرار التعويم لسعر الصرف المتوقع.

الإغلاق الأسبوعي لسعر أونصة الذهب عند المستوى 1980 دولار للأونصة بعيدا عن المستوى 2000 دولار للأونصة يعد سلبي بعض الشيء وقد يدفع الذهب إلى التصحيح السلبي خلال تداولات الأسبوع القادم.

إلا أن مؤشرات الزخم الفنية لا تظهر تشبع كبير في الشراء لذلك قد لا يكون التصحيح المتوقع للذهب كبير، وقد يتراجع إلى المستوى 1960 ومن بعده 1950 دولار للأونصة، في محاول لتجميع زخم كافي للعودة لاختبار المستوى 2000 دولار للأونصة.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع