بدأ أهالى قبائل البشارية والعبابدة وخاصة العاملين فى حرفة الرعى بصحراء حلايب وشلاتين بتجهيز حاجاتهم لقضاء رحلة الشتاء وراء الرعى فى الأودية الجبلية البعيدة بالصحراء الشرقية، حيث يحتاج الراعى فى رحلته عدة ادوات معه تكون بالنسبة له اساسية خلال رحلته الطويلة التى تصل إلى ايام وممكن إلى شهور ومنهم من يصطحب اسرته معه طوال رحلة الرعى خلال ما يطلقون به بشتاء الخير.
وتعد حرفة الرعى للكثير منهم رزقهم الأول والوحيد لأغلب سكان المنطقة وخاصة قاطنى الاودية الجبلية، يهاجر رب المنزل لايام فى مناطق مختلفة حتى تثمن اغنامهم وابله وتدر له دخلا يستطيع من خلاله توفير حياه لاسرته.
من جانبه، قال حامد أدم احد ابناء قبيلة العبابدة، إن الراعى يحتاج معه بعض الادوات خلال رحلته، وكل ما يحتاجه من طعام وشراب، ومن الاساسيات بعد الماء الدقيق ليجهز منه خبز الصحراء وهو الجابور ويحمل معه ادواته التى يستخدمها والتى اغلبها مصنوعه من الجلد والصوف وسعف الدوم والنخيل، والتى تقوم بصناعتها المرآة فى حلايب وشلاتين ويستخدمها الرجل.
وأضاف الشاب حامد أدم، أن تستخدم المرآة ما يملكونه من الصوف والجلود التى تنتج من أغنامهم وماعزهم فى المشغولات اليدوية لتساعدهم فى حمل قوتهم خلال رحلات الرعى إلى أن تطورت وأصبحت منتجات تعرض فى المعارض.
وتابع: يحمل الراعى معه خلال رحلته للرعى فى بداية الأمر قربة الماء والتى تصنع من جلد الماشية بعد ذبحها بعمل قربة الماء بعد تعريض الجلد للشمس ممزوجا بالملح وغسيله جيدا لعزل الروائح الكريهة منه، كذلك الكهل وهو وعاء مصنوع من سعف النخيل حيث تصنعه السيدات بطريقة ما لازواجهم لحفظ الطعام خلال رحلة الرعى ويصنع من سعف الدوم إلا أنه بغرز صغيرة وضيقة بمجرد صناعته يدويا يتم تشريبة باللبن وتركه لفترة حتى يتشعب اللبن بين فتحات الغرز ويغلقها تماما وبعد ذلك يستخدم فى حلب الماشية وحفظ اللبن.
كما أن استخدمت السيدات جلد الماشية بعد اعداده جيدا لصناعة الحقائب وما يقال عنها الخرج ويحفظ فيها الطعام الجاف، وكذلك تم صناعة ما يسمى ب الحثال وهى لجام الإبل ويصنع من صوف الأغنام هو عبارة عن حبل طويل من صوف الاغنام يتم من خلاله ربطة برأس الجمل والتحكم فيه خلال السير بالإبل.
يذكر أن ينتظر الأهالى فى مناطق حلايب وشلاتين والأودية الجبلية التابعة لها، كل عام مع حلول فصل الشتاء، ظهور العشب وكساء الصحراء ذات اللون الأصفر باللون الأخضر بعد سقوط الأمطار والسيول فى عدة أودية مختلفة، حيث يعتبر أهالى حلايب وشلاتين تلك الأيام أنها أفضل أيام السنة، وبعضهم يطلق عليها "الشتاء السعيد".
وعند حلول أول أيام المطر وسقوط الأمطار ينتظر الأهالى ظهور العشب والزرع من جديد، ويبدأ بالنسبه لهم الشتاء السعيد التى تتوافر فيه المراعى ويسعون فى الاودية الجبلية لتأمل اغنامهم وابلهم ويبيعون ويشترون ودائما ما ينقضى الشتاء بكل الخير بعد موسم مليأ بالعشب والمراعى لهم.
السيدات فى حلايب وشلاتين
اوعية من المشغولات اليدوية يستخدمها الراعى
حقائب من المشغولات اليدوية
مشغولات أبناء الجنوب بالبحر الأحمر
مشغولات من العسف
مشغولات يدوية بحلايب وشلاتين
هذا الخبر منقول من اليوم السابع