العدوان الإسرائيلى يهدد الاستقرار الأمريكى.. 500 مسئول يطالبون بوقف إطلاق النار فى غزة.. 1000 موظف بـ Usaid يدعون بايدن لاستغلال نفوذه لحماية المدنيين.. وخبراء: تشكيك جو بأرقام الضحايا زاد المعارضة داخل واشنطن

تعالت الأصوات الرافضة لسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في التعامل مع حرب غزة، حيث يري العديد من المسئولين في مختلف الوكالات الأمريكية والكونجرس بعد استهداف قوات الاحتلال لمستشفى الشفاء أن العدوان الإسرائيلي خرج عن السيطرة.

وفي رسالة قدمت إلى بايدن وحكومته، انتقد أكثر من 500 من الدبلوماسيين والموظفين من حوالي 40 وكالة عبر الإدارة مدى دعم بايدن لإسرائيل في حربها في غزة، ودعت لكبح جماح القصف العسكري الإسرائيلي في غزة والذي تجاوز عدد الشهداء فيه الآن 11 الف.

وجاء في الرسالة: "إننا ندعو الرئيس بايدن إلى المطالبة بشكل عاجل بوقف إطلاق النار والدعوة إلى وقف تصعيد الصراع الحالي من خلال ضمان الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزين تعسفياً واستعادة خدمات المياه والوقود والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية؛ وجاء في الرسالة، ومرور المساعدات الإنسانية الكافية إلى قطاع غزة"

وتعكس الرسالة، التي لم يتم الكشف عن هوية الموقعين عليها، القلق المتزايد بين المسؤولين الأمريكيين بشأن سياسة بايدن في الأسابيع الأولى من الحرب المتمثلة في التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها علنًا، بينما تحاول كبح جماح ردها الانتقامي في السر ويقول النقاد إن هذا النهج لم يكن فعالا.

وقال تشارلز ليستر، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط: "لم يكن سراً منذ أسابيع أن المعارضة والإحباط الكبير قد تغلغل في جميع أنحاء الحكومة الأمريكية مدفوعاً بالقلق المتزايد بشأن نطاق الرد العسكري الإسرائيلي في غزة .. كان السبب وراء الكثير من المعارضة الداخلية هو تعليقات بايدن العامة في البداية نهجه الصفرى تجاه هذه القضية، ثم تشككه المضلل في أرقام الضحايا في غزة".

وفي الأسابيع القليلة الماضية، وقع المئات من الموظفين على رسائل تدعو أعضاء الكونجرس إلى الموافقة على وقف إطلاق النار وظهر العشرات في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك على بعد خطوات من البيت الأبيض حيث رفع البعض لافتات كتب عليها "الكونجرس، موظفوك يطالبون بوقف إطلاق النار".

 

 

وقالت صحيفة الجارديان إن أكثر من 1000 موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (Usaid) وقعوا على رسالة مفتوحة تدعو الإدارة إلى الاستفادة بشكل أفضل من نفوذها للحد من عدد القتلى المدنيين، وطالب العشرات من موظفي وزارة الخارجية بتغيير السياسة من خلال قناة المعارضة الرسمية لوزارة الخارجية.

وزادت سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من حدة خطابها قائلة: "إن إعادة إسرائيل للاتصالات والكهرباء وخطوط المياه والوقود إلى غزة أمر ضروري، وتابعت: "حتى عندما تدافع إسرائيل عن شعبها فمن الضروري ان يلتزم الجيش الإسرائيلي بالقانون الإنساني الدولي"

ووفقا لمسئولين أمريكيين دعوة الإدارة لضبط النفس، والتأكيد على الحاجة إلى الحد من عدد القتلى المدنيين، تم نقلها مرارا وتكرارا إلى إسرائيل، وكان البنتاجون يقدم المشورة لقوات الدفاع الإسرائيلية حول كيفية استهداف فصائل المقاومة في غزة مع تقليل الأضرار الجانبية إلى الحد الأدنى.

وأعلن ثلاثة من المساعدين العاملين في الكونجرس، أنهم لم يعودوا يشعرون بالارتياح للبقاء صامتين على ما يدور من حرب في قطاع غزة أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، وأوضحوا أن ناخبيهم يطالبون بوقف إطلاق النار داعين المسئولين المعنيين بوقف فوري وعاجل وإطلاق سراح جميع الأسرى.

ويقول المسؤولون إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، يأخذ المعارضة على محمل الجد وقد تم تشجيع المناقشات في البعثات الأجنبية في جميع أنحاء العالم للحصول على ردود الفعل.

وقال بلينكن في رسالة إلى الموظفين، أقر فيها: "نحن نستمع: ما تشاركونه هو إعلام سياستنا ورسائلنا، أعلم أنه بالنسبة للكثيرين منكم، فإن المعاناة الناجمة عن هذه الأزمة لها تأثير عميق".

لكن مظاهر الخلاف العلنية الكبيرة، بما في ذلك الإضراب الذي حدث الأسبوع الماضي في مبنى الكابيتول وموجة من الرسائل المفتوحة إلى المشرعين، تعكس انقساماً عميقاً بين الديمقراطيين حول المدى الذي يمكن أن يذهب إليه انتقاد الحملة العسكرية الإسرائيلية.

ومع احتدام النقاش السياسي المتوتر في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي مجلسي الشيوخ والنواب، يتجادل المسؤولون المنتخبون حول المساعدات الطارئة لإسرائيل، وما هي الشروط التي يجب أن تأتي معها.

في الوقت نفسه، حاول البيت الأبيض التخفيف من لهجته الداعمة لإسرائيل وقال بايدن ان المستشفيات هناك يجب حمايتها، وأكد: "أمل وأتوقع ان تكون هناك إجراءات أقل تدخلا فيما يتعلق بالمستشفيات".

وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان: "نواصل إجراء مناقشات على جميع المستويات، بما في ذلك الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء نتنياهو، لحث إسرائيل على مواصلة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وقال سوليفان إن الولايات المتحدة تركز أيضًا على المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن والذين يعتقد أن ما يصل إلى 10 منهم أمريكيون لم يتم تحديد مصيرهم بعد.

وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن اللهجة الأكثر صرامة جاءت ردا على الأحداث على الأرض، فضلا عن المعارضة الداخلية الأمريكية.

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع