الاتهامات الجنائية "منحة" أم "محنة".. فاينانشيال تايمز: المعركة القانونية لترامب تحشد الجمهوريين حوله وتحفز المحافظين لدعمه.. مسئولو الحزب يدافعون عن الرئيس السابق.. لكن الضرر الأكبر قد يظهر على المدى البعيد

بعد توجيه قائمة طويلة من الاتهامات للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى قضية دفع أموال للمثلة نظير التزمها الصمت بشأن علاقتهما، بات السؤال المطروح: هل تصب هذه المعركة القانونية فى صالح ترامب سياسيا أو تضر.

صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية حاولت الإجابة على هذا السؤال، وقالت إن المعركة القانونية التى يواجهه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب قد حشدت الجمهوريين بجانبه، مشيرة إلى أن الاتهامات التى وجهت إليه من قبل إدعاء مانهاتن قد حفزت المحافظين، لكنها لفتت إلى أن القضية قد تكون مضرة على المدى الأبعد.

 ففى إحدى مدن ولاية ويسكونسن، لم تؤثر الاتهامات التى وجهت لترامب على حماس كثير من المتطوعين الذين يعملون فى أحد مقرات الحزب الجمهورى.  وقال أحد الجمهوريين المحليين إن السياسة لعبة، وتصبح قذرة. وأضاف: الآن، فجأة يريدون جعل ترامب مثالا على اللاشرعية، حسنا، إنه لا شىء مقارنة بما فعله بعض الرؤساء الآخرين.

ويعتمد ترامب على الدعم المتواصل له من القاعدة المحافظة، حتى فى الوقت الذى يبحث فيه المسئولون الجمهوريون التداعيات السياسية للقضية غير المسبوقة، والتى من المقرر أن تستمر إجرائاتها حتى  موسم الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

7e892d2031.jpg

 وكان المشرعون الجمهوريون قد انتقدو مدعى مقاطعة مانهاتن ألفين براج لبناء قضية وصفها العديد من الخبراء القانونيين بالضعيفة، وقالوا إن هذا دليل أكبر على أن الاتهامات مسيسة. وحتى بعض المحافظين الذين اختلفوا مع ترامب سارعوا للدفاع عنه، مثل ميت رومنى وجون بولتون، وانتقدوا الملاحقة القانونية فى نيويورك.

 وقال جون ثون، ثانى أرفع مسئول جمهورى فى مجلس الشيوخ، والذى اصطدم مع ترامب من قبل، إنه يتفهم أن هذه بداية عملية قانونية، وليس نهايتها، لكن بعد المراجعة الأولية للتفاصيل، فإن لائحة الاتهام تبدو كأجندة سياسية.

 وحتى إمبراطورية روبرت مروخ الإعلامية، التى هاجمت ترامب، قدمت قدرا من الدعم للرئيس السابق، وخرجت الصفحة الرئيسية لصحيفة نيويورك بوست لتعلن أن الاتهامات تم تلفيقها.

كما انتعشت خزينة حملة ترمب بملايين الدولارات من التبرعات بعد توجيه لائحة الاتهام ضده، وهو ما منح الرئيس السابق بعض الأوكسجين وهو يحاول الدفاع عن نفسه فى المحكمة، والحفاظ على تقدمه فى استطلاعات الرأى على أقرب منافسيه المحتملين على الترشح الجمهورى حاكم فلوريدا رون ديسانتس.

 ويقول شارلى كوك، المعلق السياسى الأمريكى المخضرم، إن هذه القضية ربما تكون أقوى مما ينظر إليها بشكل عام، لكن فى ظل ما نعرفه حتى الآن، فإن هذه بهرجة التحديات القانونية، سواء الجنائية أو المدنية، التى تواجه ترامب. وهو ما يمنحه الذخيرة عندما يقول أن كل هذه الأمور مسيسة.

ab902009a8.jpg

 وتقول فاينانشيال تايمز إن هناك مؤشرات على ان القضية ستحفز أنصار ترامب وتحشد الحزب حوله على المدى القصير. لكن هناك فرصة أن تكون القضية أكثر ضررا له على المدى البعيد، لاسيما  لو اسفرت أى تحقيقات جنائية أخرى عن توجيه اتهامات إضافية له.

 ويقول دوج هاى، المخطط الإستراتيجى الجمهورى، إن الاتهام يزيد من إحساس الفوضى حول ترامب بوالذى ربما يبعد الناخبين المستقلين.

 وسيبحث ترامب ومستشاره مدى إمكانية تأثير الملاحقات القانونية على قدرته على تدشين الحمل، حتى وإنه لم يكن هناك حظرا على المدانين بجرائم من الترشح للرئاسة.

 ويقول ميكل ماكونيل، استاذ القانون فى جامعة ستانفورد، إن التهديد الأكبر لترامب ربما يكون صدور أمر مؤقت من المحكمة يقيد قدرته على التعليق على الإجراءات. وكان القاضى المشرف على القضية الخاصة بترامب، جون ميرشان، قد قال إنه لا يسعى لإصدار مثل هذا الأمر، لكن لو تغير الأمر، فإن صدوره سيعيق أسلوب ترامب بشكل واضح وسيسفر عنه العديد من المشكلات الدستورية.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع