-
دبلوماسى سابق لـ"كلام فى السياسة": وضع المنطقة يتطلب إعادة تقييم لمسار تطور العلاقات
-
حسين هريدى: الثقل العربى يتحقق بوجود اتفاق بين القوى العربية الرئيسية
-
محمد فايز فرحات: دول الشرق الأوسط أخذت بزمام قضاياها من القوى العظمى
-
عزت إبراهيم: حين نقرأ علاقة الولايات المتحدة بالدول العربية لا يمكن إغفال التواجد العسكري
-
نورهان الشيخ: التقارب الصيني في الشرق الأوسط يهدف لمحاصرة التمدد الهندي في آسيا
تحدث الكاتب الصحفى أحمد الطاهري، رئيس قطاع قنوات أخبار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، حول تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، قائلا: هناك تفاصيل كثيرة ومتعاقبة فى الأيام الماضية تفرض على كل متابع التوقف أمامها، ولحظة استثنائية فى الإقليم تشهد بدايات جديدة بين مصر وتركيا والسعودية وإيران وحضور دبلوماسى هو الأجرأ للصين.
وأضاف أحمد الطاهرى خلال برنامج "كلام فى السياسة" المذاع على قناة إكسترا نيوز، لا يفوتنا التوقف أمام أبعاد زيارة الرئيس السورى بشار الأسد إلى موسكو ومن بعدها إلى الإمارات، بالإضافة لفرض القمة الصينية الروسية نفسها.
فيما قال قال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن منطقة الشرق الأوسط منذ بيان قمة العلا فى يناير 2021 وقبل صدور البيان سبتمبر 2020 شهدت تصريحات للرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتحسين العلاقات مع مصر، ومنطقة الشرق الأوسط تشهد تغيرات عن المشهد الذى ساد المنطقة خلال الربيع العربى منذ عام نهاية 2010 حتى ثورة 30 يونيو 2013 ثم التدخل العسكرى الروسى فى سوريا سبتمبر 2015 والذى أدخل تعديل عربى جذرى فى المنطقة وأعادت الدول العربية ترتيب أوراقها.
وأضاف حسين هريدى خلال استضافته ببرنامج "كلام فى السياسة" المذاع على قناة إكسترا نيوز، القوى الإقليمية والدول العربية ومن بينها مصر والسعودية والإمارات أدركوا أن الوضع العام فى المنطقة يتطلب إعادة تقييم لمسار الأحداث وتطور العلاقات، مما ترتب على هذا أن تركيا من أكبر الدول التى تدخلت فى الشأن العربى مما بلور هذا التدخل فى سوريا وليبيا والعراق وشرق المتوسط.
تابع حسين هريدى، أن تركيا أعادت حساباتها بأنها لم تكسب على المستوى الإستراتيجى فى الشرق الأوسط، أى شئ من العداء أو الخصومة الواضحة التى كنتها لمصر للمملكة السعودية للإمارات، لافتا إلى أن الدول العربية فى قمة العلا أجرت مصالحة عربية مصرية خليجية.
وقال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه فى ظل التغيرات الدولية والإقليمية كان يجب علينا إعادة تقييم الإطار العربى الذى نشأنا فيه.
وأضاف حسين هريدى، خلال استضافته فى برنامج "كلام فى السياسة" تقديم الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى على شاشة "إكسترا نيوز"، أنه حين أناقش العلاقات العربية العربية اليوم، يجب أن أنحى جانبا ما مضى من شعارات وأعيد النظر فيه، فنحن أمام إرهاصات مرحلة جديدة داخل النسق العربى، ويجب أن نتوصل كدول عربية إلى عقد قومى جديد يراعى اللحظة الدولية الراهنة، وتأثير تغيرات المشهد الدولى داخل النظام العربى.
وتابع: كل من يحاول استشراف المستقبل العربى يجب أن يطرح على نفسه عدد من الأسئلة، فلا شك أن ما يحدث فى العالم استراتيجيا واقتصاديا ترك بصماته على توزيع القوى النسبية داخل النظام العربى، أو كما كان يطلق عليها الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل "قوى التخوم" لا تتغير رؤاها تجاه القوى العربية الرئيسية، فلا بد من وضع كل ذلك فى الحسبان.
ولفت إلى أن الدول العربية ينبغى أن تعيد النظر فى الأوضاع العربية، وإعادة النظام العربى الجديد لكى يتماشى مع التغيرات الدولية، فمنذ عام 1946 كانت المعادلة الأمريكية السعودية "الأمن مقابل النفط"، الآن هناك شبه إجماع فى أمريكا وفى العالم العربى أن هذه المعادلة انتهت.
وأكد أن الثقل الاستراتيجى العربى لن يحدث إلا فى وجود اتفاق بين القوى العربية الرئيسية على أهداف استراتيجية لا تتناقض مع الأهداف الخاصة لكل دولة، ولن يكتمل الثقل الاستراتيجى العربى إلا باكتمال هذا الاتفاق.
وأوضح أنه يرحب بالحضور الصينى والحضور الروسى فى الشرق الأوسط، ويتمنى أن يكون ضمن الإجماع العربى الجديد إعادة نظر فى الدور الأمريكى لتسوية قضايا المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية، فلا يمكن أن تكون الولايات المتحدة حليفا استراتيجيا للدول العربية بعد ما فعلته فى العراق على مدى 20 عاما من الغزو والاحتلال.
وقال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هناك حالة سيولة فى النظام العالمى سمحت للفاعلين فى هذه المنطقة للاستفادة من هذه السيولة، وانتهاء حالة المحاور الجامدة.
وأضاف محمد فايز فرحات خلال استضافته فى برنامج "كلام فى السياسة" الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى على شاشة "إكسترا نيوز"، أن هناك اتجاه من جانب دول المنطقة لإعادة ترتيب الأوضاع ونمط علاقتها بالمنطقة بما يخدم مصالحها بشكل مباشر، وبما يقلل من أى تكاليف سلبية قد تترتب على حالة السيولة الحالية أو على شكل النظام العالمى القادم.
وأكد محمد فايز فرحات أن دول المنطقة أدركت لحد كبير أنه لا يمكن الاعتماد على القوى الكبرى لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وأصبح هناك إدراك بأن هناك ثقف لحدود الاعتماد على القوى الكبرى لتسوية هذه المشكلات أو تحقيق الاستقرار فى الإقليم، لافتا إلى أن دول المنطقة بدأت تتجه لامتلاك زمام القضايا الرئيسية للتعامل معها.
ولفت محمد فايز فرحات إلى أن هناك محاولة من قوى المنطقة لضبط سلوك القوى الكبرى نحو الإقليم، على سبيل المثال وقعت الصين اتفاق مع إيران فى 2021، انطوى على قلق كبير لأنه كان يتضمن تدفق استثمارات صينية ضخمة إلى إيران.
وشرح محمد فايز فرحات أن تحديد اتفاق الشراكية بين الصين وإيران بمدة 25 سنة يعنى أنه اشتراك طويل المدى ومتعددة القطاعات، فالاتفاق توعد بضخ استثمارات صينية بقيمة 400 مليار دولار لمدة 25 سنة بمتوسط نحو 16 مليار دولار سنويا، بينما تاريخ الاستثمارات الصينية فى إيران لم يتخط مبلغ 1.5 مليار دولار فى العام.
وفسر محمد فايز فرحات أيضا أن الصين أدركت أنه لا يمكن بناء علاقات قوية مع إيران بدون أن تكون لها علاقات قوية مع دول الخليج، والعكس، وأنها لا يمكن أن تندفع فى تطوير علاقتها بجانب دون جانب، كما أن الصين سوف تستفيد من هذا التوازن فى تحقيق حضور أمنى فى المنطقة.
وقال الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى كقوة عسكرية واقتصادية ما زالت مهيمنة على شكل النظام الدولى.
وأضاف أشرف سنجر خلال استضافته فى برنامج «كلام فى السياسة» الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى على شاشة «إكسترا نيوز»: «لا أستطيع أن أفهم التفاعلات الإقليمية سواء لنظام إقليمى أو دول إقليمية، سواء تمارس دور أو تغير من تاريخية الأدوار التى كانت تمارسها، إلا أنها لا يمكن أن أن تخرج عن التفاعلات التى يمكن أن نقول من خلالها أن لها وزن».
وتابع أشرف سنجر: «الرئيس الصينى فى زيارته لروسيا قال إنه لن يعطى سلاحا لروسيا، فمعنى ذلك أن الصينيين لديهم حدود فى الحركة فى التعامل مع روسيا دون الدخول فى صدام مع الولايات المتحدة».
واستطرد أشرف سنجر: «روسيا فى أزمة فصادرات السلاح الروسية توقفت وبدأت تستورد طائرات مسيرة من إيران، وبدأ يبقى فيه عجز فى شكل التسليح المطلوب لإمداد القوات، وفاجنر اختلفت مع وزارة الدفاع الروسية حول إمدادهم بالسلاح، كما أن بايدن طمأن الصينيين أن الغواصات النووية التى حصلت عليها أستراليا لن تحمل صواريخ نووية رغم أنها تسير بالطاقة النووية، وفى المستقبل يمكن أن تحمل صواريخ نووية لكن يظل دائما من الرشادة كدول إقليمية أو نظم إقليمية ألا تأخذ قرارات متسرعة إلا بقراءة المشهد الدولي».
وقال الدكتور عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى، إننا حين نقرأ علاقة الولايات المتحدة بالدول العربية لا يمكن إغفال التواجد العسكرى، واستبعاد هذا التواجد يُنتج تحليلا غير مكتمل.
وأوضح خلال استضافته فى برنامج "كلام فى السياسة" الذى يقدمه الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى على شاشة "إكسترا نيوز"، أن الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط فى الفترة المقبلة تتحكم فيه محصلة عوامل عدة، أهمها السياسة الأمريكية الداخلية والعلاقة بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وهناك حالة ضبابية حول مستقبل السياسة الأمريكية فى ظل الصعود الصينى.
وأضاف أن استراتيجية الأمن القومى الأمريكى استبعدت نقاط عدة تتعلق بالشرق الأوسط، منها عدم الالتفات كثيرا الآن لمسألة الحرب على الإرهاب، على الرغم من أنها نقطة مهمة مشتركة بين العرب وأمريكا، ولا بد من طرحة مجددا بشكل صريح، بخاصة مع انتشار الجماعات المسلحة فى العالم بعد هروبهم من الشرق الأوسط، مثل الساحل والصحراء، التى تمثل تهديدا للأمن القومى العربى.
ولفت إلى أن هناك حالة مراجعة شاملة فى الأوساط الأمريكية لعملية غزو العراق، وأغلب الكتابات تنتقد ما حدث فى العراق بشدة باعتباره واحدة من الكوارث الأمريكية مثل ما حدث فى حرب فيتنام، وأنها مغامرة فاشلة أفقدت الجميع الثقة فى أن تستمر أمريكا فى لعب دورها فى الشرق الأوسط كما كان فى السابق.
وقالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية، أن هناك جانب آخر من التقاربات الصينية فى المنطقة غير الخليج، وهو التوازنات مع الهند، فهى حتى الآن خارج مشروع الحزام والطريق، وكانت تطرح مشروعا بديلا مع أمريكا، وهى قوة صاعدة لا يستهان بها.
وأضافت نورهان الشيخ خلال استضافتها فى برنامج "كلام فى السياسة" مع الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى، أن إيران وباكستان ركيزتان مهمتان بالنسبة للصين، حتى لا تترك مساحة فى آسيا تتمدد فيها الهند.
وتابعت نورهان الشيخ أن أهداف روسيا الاستراتيجية واضحة من قبل الحرب على أوكرانيا، وهى تحرير أراضى الدونباس، وروسيا تؤكد أنها ماضية قدما فى هذا الهدف، إضافة إلى أن زيارة الرئيس الروسى إلى ماريوبول تؤكد إصرار روسيا على تحقيق هدفها.
وذكرت نورهان الشيخ أن روسيا لا يعنيها قرار قضاة المحكمة الجنائية الدولية بمذكرة توقيف للرئيس الروسى فلاديمير بوتين لأن روسيا ليست عضوا فى المحكمة الجنائية الدولية، وأمريكا أيضا ليست عضوا فى المحكمة، ولكن هناك أسباب أخرى.
ولفت نورهان الشيخ إلى أن أحد أسباب صدور هذا القرار من المحكمة الجنائية الدولية هو الشوشرة على زيارة الرئيس الصينى إلى روسيا، فهذا هدف إعلامى لمزاحمة تغطية مباحثات الرئيسين، ثانيا تقليل الضغط الروسى الصينى فى تحقيقات تفجير خطى غاز "السيل الشمالي" الروسيين، إذا ثبت تورط بريطانيا أو أمريكا، أو حتى إذا ثبتت ما ألمحت إليه أمريكا أن جمعات أوكرانية هى من فجرته.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع