هن العظيمات، سيدات مصر المكافحات، يظهرن معادنهن النفيسه وقت الشدائد، ومازالن يضربن مثلا فى التضحية والعطاء والصمود لتربية أطفالهن والعبور بهم لبر الأمان، ويرصد موقع وتليفزيون "اليوم السابع" قصص سيدات مصر ، حيث التقينا سيده توفى زوجها منذ أكثر من 20 عاما، تاركا لها 4 أطفال فى عمر الزهور، وتمكنت بإرادة سيدات وعظيمات مصر أن تصل بهم لبر الأمان والوصول لأعلى المراتب الدراسية والسر فى حفظ كتاب الله "القرآن الكريم".
كفاح زوجين والسعى على الرزق الحلال
فى منزل بسيط بقرية "ميت الخولي" تمكث السيدة فتحية الشربينى وزوجها رفقة 4 من أبنائهما، الزوج رجل بسيط مكافح والزوجة مصرية أصيلة تعمل ممرضه بالمستشفى المركزى التابعه للمركز لمساندة زوجها فى تربية الأبناء.
يخرج الزوج كل يوم فى الصباح متوكلا على الله، للسعى على رزقه ورزق أبنائه، وخلال الفترة الأخيرة تمكنا سويا من توفير مركبة "توك توك" لتكون مصدر رزق ودخل للمنزل، بجانب مشاركة الزوجه لزوجها من خلال عملها بالمستشفى لتوفير إحتياجات المنزل وتربية الأبناء.
خروج الزوج للعمل والسبب فى حزن الأسرة
ذات يوم خرج الزوج للعمل والسعى على رزقه، وتلقت الزوجة مكالمة هاتفية بوفاته نتيجة حادث أليم، ليكون يوما حزينا على الزوجة والأبناء، ويتركهم رب الأسرة فى رعاية الله عزوجل.
واستمرت حالة الحزن تسيطر على المنزل بعد وفاة رب الأسرة، والجميع من الأهل والمعارف يذهب لتقديم واجب العزاء والمواساة للأسرة، والشد من أزرهم، وتوجيه الكلمات للأم بأن يعينها الله على تحمل المسئولية، والبعض يقوم بعرض يد المساعدة على الأم، لكنها لا تستجيب لأحد مرددة "الحمدلله".
لملمة الأوراق.. تخطى الحزن والآلم وتحمل المسئولية
بدأت الأم فى تخطى الآلم والحزن، والعودة مرة أخرى لإستكمال مسيرة الحياة، وقامت بلملمه أوراقها والحديث لأطفالها بأن وفاة والدهم أمر واقع ولابد من إستكمال الحياة ومساندة بعضهم البعض.
وأخبرت الأم أبنائها بعودتها مره أخرى لعملها، مطالبه الأبناء بمساعدتها فى تخطى الأزمة والإلتزام بالتحلى بالأخلاق والإنتباة لدراستهم جيدا، وتحمل المسئولية معها.
الأبناء على قدر المسئولية.. ودور الأزهر فى حفظ "القرآن الكريم"
بدأ الأطفال الـ 4 بالفعل فى تحمل المسئولية والإهتمام بالدراسة، وكانت الام دائمة الحديث معهم لحثهم وتذكيرهم دائما بتحمل المسئولية معها، وأنهم جميعا فى مركب واحدة ولابد من رفع رأسها عاليه والإفتخار بهم أمام الجميع.
وكان لـ "لأزهر الشريف" دور كبير فى مساعدة الأم فى ذلك، حيث التحق الأبناء الـ4 بالأزهر الشريف، وكان له الفضل فى حفظ الأبناء لـ "لقرآن الكريم"، إضافة لإهتمام مؤسسة الأزهر بالسلوكيات والتربية الصحيحة للأطفال، كل ذلك ساعد الأم كثيرا فى تربية الأطفال، وتعلمهم تحمل المسئولية منذ الصغر رفقة والدتهم.
إمامه المصلين فى المسجد.. وحب أهل القرية للأبناء
تحمل الأبناء للمسئولية منذ الطفولة، والإهتمام بالدراسة وحفظ القرآن الكريم، إضافة لترددهم على المسجد جعل منهم أن ينالوا حب وثقه الجميع من أهل القرية وبدأ الإبن الأكبر محمد أن يقف إمامًا بالمصلين فى المسجد وهو فى المرحلة الإعدادية، ويسير على نفس خطاه شقيقة الأصغر كريم، حيث اتموا حفظ القرآن الكريم وتميزا الشقيقين بصوت عزب أثناء تلاوتهم للقرآن وإمامتهما للمصلين داخل المسجد، ما جعلهم يستحوزون على حب أهل قريتهم.
التفوق فى الدراسة وحصد المراكز الأولى.. مجموع 99.7% والإلتحاق بكلية الطب
حافظ الأبناء الـ 4 على مستواهم المتميز دراسيًا حيث تركهم والدهم وأكبرهم محمد طالب بالصف الثالث الإعدادى، وكريم بالصف الثانى الإعدادى، ومريم فى المرحلة الابتدائية، وعبدالرحمن صاحب الـ5 أعوام من عمرة.
وظل الأبناء الـ 4 متمسكين بحفظ القرآن الكريم والصلاة جماعة فى المسجد وإمامه المصلين من أهل قريتهم، كل ذلك ساعدهم فى تخطى الأزمة ووفاة والدهم، ووصولهم للحفاظ على مستواهم وتفوقهم دراسيًا، حتى وصل محمد الإبن الأكبر للمرحلة الثانوية والحصول على مجموع 99.7% ليلتحق بكلية الطب.
كلية الطب والتحويل للصيدلة لمساعدة والدته
وهنا تحكى السيدة عن أول المواقف التى كانت سببا فى بكائها، وتقول أن "محمد" الإبن الأكبر بعد التحاقة بكلية الطب بشهرين آتى إليها ليخبرها أنه سيقوم بالتحويل لكلية الصيدلة حتى يقدر على الخروج لسوق العمل ومساعدة والدته فى مصاريف المنزل وتحمل المسئولية رفقه والدته.
بالفعل قضى "محمد" شهرين فقط داخل كلية الطب وقام بالتحويل لكلية الصيدلة وخرج لسوق العمل، وبدأ فى مساعدة والدته وتحمل المسئولية، حتى تخرج من "كلية الصيدلة" وبدأ فى العمل كصيدلى حتى تزوج وساعد فى مصاريف أشقائه الدراسية.
تخرج "كريم" واتقانه للغة الآلمانية وزواج شقيقتهم
وتمكن" محمد" من مساعده شقيقه الأصغر كريم فى الزواج، والذى تخرج هو الآخر وأصبح متخصصا فى اللغه الألمانية، ووقفا الشقيقين يدا واحدة ليتمكنا سويا بعد ذلك من تجهيز شقيقتهم الصغرى "مريم" وذلك بعد أن أتمت دراستها وحصلت على شهادة عليا فى التخرج.
واطمأن الشقيقان على شقيقتهما الصغرى، بعد أن اتما زواجها من شخص صالح يعرف بحسن الخلق داخل قريتهم، ومازال الشقيقين يحملان المسئولية فى وجود والدتهما حتى الآن فى استكمال دراسة شقيقهم الأصغر عبدالرحمن.
تكريم أهل القرية للسيدة بعد قصتها.. ورسالة لأمهات مصر
قصة عظيمة لسيدة من عظيمات مصر ضربت أفضل الأمثلة فى التضحية والإخلاص لتربية أبنائها الـ 4 والوصول بهم لبر الآمان وحفظ كتاب الله "القرآن الكريم" وتحملهم المسئولية رفقة والدتهم، ووصولهم للحصول على شهادات عليا.
جعل من أهل القرية لتكريم والدتهم فى العديد من المناسبات المختلفة بأنها إحدى عظيمات القرية البسيطة، حيث تم تكريمها فى إحتفالات مختلفة داخل قريتها بأنها "الأم المثالية".
واختتمت السيدة حديثها بتوجية رسالة لأمهات مصر بالحفاظ على أبنائهم مهما كانت التحديات والظروف والإهتمام بحفظ "القرآن الكريم" والتربية السليمة والتعليم الصحيح.
الأم حاملة شهادة ختم القرآن الكريم لأحد الأبناء
الأم رفقه شهادات تقدير ابناءها
تكريم الأم من نقابة التمريض
سعادة الأم مع شهادات ختم القرآن الكريم لأبناءها
شهادة تقدير الإبن الأصغر في إحياء شهر رمضان داخل المسجد
شهادة من مسجد القرية لأحد الأبناء لتميزه في إمامة المصلين
هذا الخبر منقول من اليوم السابع