علا الشافعي تكتب: مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ73.. she came to me فيلم افتتاح لا يليق بتاريخ المهرجان.. وأفلام متوسطة الجودة.. قضية الجندر تفرض نفسها بقوة.. وThe survival of kindness حالة فنية فريدة

يومان من عروض أفلام المسابقة الرسمية في الدورة الـ73 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي افتتحت فعالياته في 16 فبراير وتتواصل حتى الـ26 من الشهر نفسه، وحتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك فيلماً أو أكثر قد لفت الأنظار حتى تلك النوعية من الأعمال التي نتوقف عندها ونقول "برلين يكشف عن مفاجآته".

 

لجنة تحكيم المهرجان
لجنة تحكيم المهرجان

 

قد يكون الوقت مبكراً ولا تزال الأيام المقبلة من المهرجان تحمل المزيد لعشاق وصناع السينما حول العالم الذين ينتظرون الكثير من مهرجان بحجم برلين السينمائي.

 

المستوى المتوسط الذي يغلب على معظم ما عرض حتى الآن، جعل البعض من الحضور ومتابعي المهرجان يتساءلون: "هل ذلك الأمر يرجع لتأثير فكرة (الجندر)، بعد أن أصبح لها القول الفصل في اختيارات الأفلام بغض النظر عن مستواها الفني الحقيقي، خصوصا أن مهرجان برلين من أكثر المهرجانات الدولية التي تراعي هذا الأمر بشكل كبير وهو ما نجده منعكساً على الكثير من التفاصيل بدءا من "أفيش المهرجان" وصولا إلى طبيعة الاختيارات سواء المتعلقة بنوعية الأفلام، وتشكيل لجان التحكيم؟".

 

عموما هي قضية جدلية تستحق أن تطرح التساؤلات بشأنها، وتدور حولها النقاشات لأن الأمر بدا جليا في فيلم الافتتاحshe came to me” " لريبيكا ميلر، الذي جاء بحسب النقاد والمتابعين متوسط القيمة ولا يليق بافتتاح مهرجان بحجم وعمر برلين وليست هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها فيلم الافتتاح مخيبا للتوقعات والآمال.

 

ومن الأفلام التي عرضت حتى الآن ضمن المسابقة الرسمية The survival of kindness وsomeday we’ll tell each other every thing وthe shadow less tower، وmonodrama وDisco boy التي لم يحصل معظمها على تقييمات نقدية كبيرة بحسب المجلات السينمائية المتخصصة، ومنها مجلة "سكرين" حيث تركز أغلب تقييمات النقاد على نجمتين أو ثلاث على أقصى تقدير.

 

she came to me
she came to me

 

 ورغم أننا لا نزال نكتشف أفلام المسابقة الرسمية إلا أن فيلم The survival of kindness” للمخرج الهولندي الأسترالي، رولف دي هير، في عرضه الدولي الأول الذي تدور أحداثه حول امرأة من السكان الأصليين تُركت في قفص وسط الصحراء لتموت لكنها تتمكن من الهرب، وتسافر عبر الصحراء حتى تصل إلى المدينة، هذا الملخص للأحداث قد يراه البعض عاديا، ولكن الفيلم في حقيقة الأمر هو حالة سينمائية خالصة، لا توجد فيه لقطات زائدة ولا حوار بل هو أقرب إلى السريالية في بنائه، ومحمل بالكثير من الأفكار عن البشر وصراعاتهم ويطرح الكثير من التساؤلات حول أطماع البشر وكيف حولوا الأرض إلى مقبرة يضطهدون بعضهم البعض.

 

وتبدأ اللقطات الأولى من الفيلم حيث نجد امرأة سوداء محبوسة في قفص خارج منزل، ويبدو أن سكان المنزل يرتدون أقنعة الغاز في دلالة لانتشار مرض ما أو حدوث تسربات بيولوجية أو كيميائية خطيرة أودت بحياة الكثيرين.. يقيمون فيه حفلة غريبة ويتم قطع كعكة على شكل منظر طبيعي محلي، وهو ما قد يحمل رمزاً أو إسقاطاً على فكرة تقسيم الأراضي وبالتبعية تصنيف البشر، ثم يأخذ أصحاب الأقنعة تلك المرأة السوداء التي يطلق عليها ببساطة "BLACK WOMAN" إلى الصحراء ويتركونها داخل القفص، تواجه مصيرا محتوما بالموت، بسبب الشخصيات المقنعة وهم من أصحاب البشرة البيضاء الذين يمثلون كل الشرور الممكنة، ومن تبقى منهم يستمرون في اضطهاد أصحاب البشرة السمراء، ثم نجد أنفسنا أمام في مناظر طبيعية جميلة لكنها قاسية لا ترحم من الصحراء والجبل، حيث استخدم الكاتب والمخرج رولف دي هير سلاسل جبال فليندرز في جنوب أستراليا. 

 

The survival of kindness
The survival of kindness

The survival of kindness
The survival of kindness

The survival of kindness
The survival of kindness

 

 ونتابع في لقطات متتالية تلك المرأة التي تركت بلا ماء ولا طعام ولكن غريزة البقاء والرغبة في الحية لا تجعلها تتوقف عن محاولة الخروج من القفص الحديدي، وتنجح بالفعل ولكنها تبدأ رحلة أخرى من المعاناة واكتشاف الشرور تنتهي بمفاجأة، البعض قد يرى أن الفيلم يحمل رسائل مباشرة، ولكنه يظل حالة سينمائية متميزة مليئة بالدلالات والأجواء السريالية الأقرب إلى الكوابيس منها إلى الحلم.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع