الإعلامية شيرويت شافعى فى حوار خاص مع "اليوم السابع": لم أستطع النظر إلى عين جمال عبد الناصر.. تحية كاظم كانت إنسانة متواضعة للغاية.. وطلبت من جيهان السادات أن نجلس بحديقة المنزل خلال إجرائى لقاء معها

- رافقت صحفية أمريكية أرادت زيارة منزل جمال عبد الناصر

- تحية كاظم طلبت منى عدم دخول غرفة السفرة وعندما سألتها عن السبب قالت "هناك كرسيين مكسورين"

- الصحفية الأمريكية دوفيني تومسين انبهرت من لقائها مع عبد الناصر وقالت لى "قرأ كتب إنجليزى من الصفحة الأولى للأخيرة ويناقشنى فيها" وهذه علامة فارقة فى حياته

- الرئيس الفرنسى ميتران أعطانى وسام الفارس الفرنسي وحاتم عبد القادر كان سببا في دخولى التليفزيون ودعمى لأنه يعرف إمكانياتى

- الإعلامى أحمد سعيد طلب منى كتابة كلام المسئولين خلال حضورى مؤتمرا للمسئولين بالعاصمة السورية ثم طلب لقائى بالقاهرة ثم اتفقنا على الزواج

- أحمد سعيد طلب منى ألا أعمل بقطاع الأخبار بالتليفزيون والانتقال للبرامج الثقافية

- نجيب محفوظ قال لى "انتى عملتى انقلاب في العباسية لأنك أول بنت كانت تركب عجلة"

 

لا يمكن أن نتحدث عن تاريخ التليفزيون المصرى وننسى مؤسسيه وأبرز من حملوا ماسبيرو على أكتافهم منذ بداية التليفزيون في عام 1960 فى مصر، فهؤلاء كانوا سببا في ارتباط المشاهد المصرى بالتليفزيون، وساهموا في تطوير التليفزيون، وعلى رأسهم الإعلامية الكبيرة شيرويت شافعى، أحد مؤسسى القناة الثانية وأحد أبرز رواد ماسبيرو.

خلال حوارنا مع شيرويت شافعى، كشفت كواليس ومفاجآت كثيرة عن زياراتها لمنزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتفاصيل لقاءاتها مع تحية كاظم زوجة جمال عبد الناصر، وجيهان السادات في منزلهما، وقصة تعارفها مع الإعلامى الكبير أحمد سعيد في دمشق وتحول لقاءاتهما إلى قصة حب ثم زواج، ودور حاتم عبد القادر في دعمها للالتحاق بالتليفزيون منذ بداية نشأة التليفزيون عام 1960، وقصة متابعة نجيب محفوظ لها عندما كانت طفلة، وغيرها من الكواليس والأسرار في الحوار التالى..

 

ما هو سبب رفضك الدراسة فى الجامعة الأمريكية؟

لم أرفض الالتحاق بالجامعة الأمريكية، ولكن قلت لوالدى ووالدتى يكفى أنى طوال حياتى كنت في مدارس أجنبية،  حيث في البداية التحقت بمدارس راهبات، وبعد ذلك التقت بالمدرسة الأمريكية، ثم التحقت لمدة عامين في الجامعة الأمريكية، وبعد ذلك قلت لأسرتى إن الجامعة التي سألتحق بها ستكون جامعة مصرية.

 

ولماذا أصريتى على الدراسة فى جامعة القاهرة؟

لأنى زهقت من الأجانب، وأريد أن أرى الجامعة المصرية، فالتحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، وقالت هناك أفضل الشخصيات الذين درست على أيديهم، مثل رشاد رشدى، ولويس عوض، فقد كانت علامة في اللغة الإنجليزية، فمتعت بوجودى في الجامعة، كما أن مبانى جامعة القاهرة لا يعلى عليها، فقد كان عالما أفضل ما يمكن، فمن يريد أن يستمتع عليه أن يذهب إلى جامعة القاهرة.

الإعلامية شيرويت شافعى
الإعلامية شيرويت شافعى

 

منذ متى بدأ عملك مع حاتم عبد القادر؟

عملت مع حاتم عبد القادر منذ أن كنت في الهيئة العام للاستعلامات في الخمسينيات، وكان يحبنى للغاية.

 

هل رشحك حاتم عبد القادر بمهام معينة خلال توليه هيئة الاستعلامات في هذا الوقت؟

لأنى أجيد لغتين وهما الإنجليزية والفرنسية، فعام 1956 كان يأتي لنا ضيوف مهمين للغاية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان الضيوف يحاولون لقاء الرئيس الراحل، فكان يرشحنى لمرافقتهم.

 

كيف جاء تكريم الرئيس الفرنسى ميتران كرمنى لك وإهدائك وسام الفارس الفرنسي؟

الرئيس الفرنسى ميتران أعطانى وسام الفارس الفرنسي، وهو وسام الفارس من مستوى الحق الوطنى، وكان ذلك 1984، وحصلت على الوسام من خلال السفارة الفرنسية بالقاهرة، وأعطانى هذا الوسام أنا والمخرج يوسف شاهين فقط.

المذيعة شيرويت شافعى
المذيعة شيرويت شافعى

 

كيف كان بداية تقديمك لبرنامج "الفن التشكيلى" في التليفزيون المصرى؟

جاء لى سعد لبيب وقال لى ستقدمين برنامج الفن التشكيلى، وأننى سأتعلم هذا الفن، ثم جاء لى بصلاح طاهر كى أقدم البرنامج، فسألت صلاح طاهر من هو أفضل فنان تشكيلى في مصر؟، وذلك كان عام 1960، فقال لى إن أفضل فنان تشكيلى هو محمود سعيد، فسألته أين يوجد؟، فقال لى إنه في الإسكندرية، فقلت له سأذهب له.

 

وماذا فعلتِ؟

بالفعل ذهبت له وكان معى سيارتان كبار من سيارات التليفزيون التي يوجد بها استوديو داخلى لتسجيل البرنامج، فهو استوديو متنقل، حيث لم يكن هناك الكاميرا المحمولة، وذهبت لمحمود سعيد وظللت معه يوما كاملا، وعرفت كل شيء عن الفن التشكيلى وصورت كل شيء، وفى نهاية الحوار قال لى "يا مدام شيرويت، أنا سأطلب منك شيئا لا بد أن تفعليه"، فقلت له "ماذا تريد؟"، فقال لى "ستأتين بكل شخص جاء معك وتحمل المشقة والتعب في التصوير وتسجيل البرنامج ونتغدى مع بعضنا"، فقلت له "هناك أطفال مسئولين عن حمل الكابلات"، فقال لى "أحضريهم وسنجلس على سفرة واحدة ونأكل مع بعضنا أنا أحضرت لكم سمك وسنأكل مع بعضنا"، وبالفعل كلنا جلسنا وأكلنا مع بعضنا، فهذه كانت شخصية محمود سعيد ابن الباشاوات الذى كانت ابنة اخته الملكة فريدة، وكانت والدته من عائلة ذو الفقار.

 

من هم أشهر الفنانين التشكيليين الذين تعاملتى معهم خلال تقديمك لبرامج الفن التشكيلى بالتليفزيون؟

عندما أحببت الفن التشكيلى قررت أن أفعل أجمل شيء للفن التشكيلى، وقررت التعرف على أكبر الفنانين في مصر، وحصلت منهم على ألواح، حيث حصلت على لوحة الجميلة والوحش من عبد الهادى الجزار الفنان التشكيلى، وذهبت لمحمود سعيد، وراغب عياد، وحامد ندى، وكامل خليفة، حتى وصلت لأشرف الزمزمى الذى أراه أفضل فنان تشكيلى في مصر حاليا.

 

كيف كان لقاؤك مع مراد غالب في التليفزيون؟

ذهبت إلى مراد غالب، وكان وكيل وزارة الخارجية، وقبلها كان سفير مصر في موسكو لمدة 12 عاما وكان خبيرا في العلاقات الروسية المصرية وبعد ذلك عاد لمصر ليكون وكيل وزارة الخارجية، فذهبت له وقلت له "من فضلت دكتور مراد غالب، أريد أن تعطينى تصريح سياسى يهتم الناس كلها ويكون هذا التصريح لم يخرج إلا منك أنت وأول مرة يخرج عن سياسة مصر وعلاقتها بالخارج"، فقال لى "سأجاوب عليك"، وبالفعل أعطانى التصريح وخرج التصريح في التليفزيون، وثانى يوم وجد جريدة الأهرام صفحة أولى تصريح مراد غالب في التليفزيون المصرى، وكان هذا أمر مهم للغاية.

 

كيف كانت أول زيارة لك لمنزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟

الدكتور حاتم عبد القادر كان رئيس مصلحة الاستعلامات حينها، وكان يحبنى للغاية، فهو جارى ويعرف إمكانياتى، فقال لى في أحد المرات "يا شيرويت هناك أناس مهمين للغاية سيأتون مصر وسأعرفك على الصحفية الأمريكية دوفيني تومسين".

 

20220108014908498
جمال عبد الناصر

 

وكيف كان لقاؤك بالصحفية الأمريكية دوفيني تومسين؟

جاءت إلى مصر من أجل لقاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد أن توليه حكم مصر، وتم اختيارى كمرافقة لها، وذهبت وقلت لها "معادك الساعة كام مع جمال عبد الناصر؟"، فقالت لى "يوم كذا الساعة كذا في القناطير الخيرية"، وبالفعل ذهبنا للقناطر الخيرية، وكان جمال عبد الناصر يعيش في فيلا صغيرة هناك، وسلمتها لمدير مكتب جمال عبد الناصر سامى شرف، فقال لى "تعالى اجلسى معنا"، وكان معنا حينها وزير الداخلية، فدخلت الصحفية الأمريكية إلى مكتب جمال عبد الناصر وظلت تجرى الحوار لمدة 4 ساعات.

 

ماذا كان انطباع الصحفية الأمريكية دوفيني تومسين بعد لقائها جمال عبد الناصر؟

الصحفية الأمريكية قالت لى "أنا رأيت جمال عبد الناصر منذ 4 سنوات، والآن رأيته، وهناك تقدم باهر"، فقلت لها "لماذا؟"، فقالت لى :"جمال عبد الناصر يقرأ كتب إنجليزى من الصفحة الأولى للأخيرة ويناقشنى فيها وهذه أحدث الكتب التي صدرت، فهذه كانت علامة فارقة في حياة جمال عبد الناصر.

 

وماذا كان انطباعك أنت عن الرئيس الراحل بعد ذهابك لمنزله ورؤيتك له لأول مرة؟

جمال عبد الناصر كان طويلا وعريضا ولكن جسمانيا ضعيف، فقد كان يعانى من القلب والسكر وأمراض أخرى.

 

هل كان هناك موقف حدث بينك وبين جمال عبد الناصر خلال مرافقتك للصحفية الأمريكية دوفيني تومسين؟

عندما ذهبت لمنزل جمال عبد الناصر في القناطر الخيرية وجدت رجلا ينزل على السلالم و"يصفر"، فنظرت فوجده هو جمال عبد الناصر، ووقفت وقلت له "يا افندم أنا شيرويت شافعى"، فقال لى "أهلا وسهلا تفضلى حضرتك"، وكنت لا تستطيع أن تنظر في عينه وحاولت أن أنظر لوجهه ولكن لم أستطع.

 

لماذا؟

لأن عينيه ترى كأنها سهم ويخترقك، وظللت 4 ساعات أنتظر أن تخرج الصحفية الأمريكية من مكتب جمال عبد الناصر، وعندما خرجت وجدها مبهورة، وقالت لى "في حياتى لم أرى هذا التقدم العلمى".

 

كيف كان لقاؤك تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟

التقيت تحية كاظم زوجة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ففي ذلك الوقت جاءت شخصية أجنبية مهمة للغاية وهى صحفية أجنبية، وأرادت أن تزور منزل جمال عبد الناصر، فهى لا تريد أن تراه شخصيا ولكن تريد أن تزور بيته فقط، فأخذتها لمنزل الرئيس الراحل، فقالت لى تحية كاظم "يا مدام من فضلك لا تدخلى غرفة السفرة"، فقلت لها "لماذا؟"، فقالت لى زوجة الرئيس الراحل: "هناك كرسيين مكسورين"، فقلت لها "حاضر لن أدخل الصحفية الأجنبية غرفة السفرة"، وجوبنا منزل جمال عبد الناصر والحديقة، والتقينا بأولاده الذين كانوا صغارا، ولم ندخل غرفة السفرة.

تحية كاظم
تحية كاظم

 

وما هو انطباعك عن زوجة جمال عبد الناصر خلال لقائك معها؟

تحية كاظم كانت سيدة في منتهى التواضع، فهى من السيدات المصريات المحترمات، وكأنها ليست زوجة رئيس جمهورية، ولا تشعر أنها زوجة رئيس، فهى لديها عالمها الخاص، وكانت دائما تذهب للحسين، فلا تفوت أسبوعا إلا وتذهب للحسين، وقالت لى "أنا بحب الحسين، ولا بد أن أذهب له كل أسبوع"، فقلت لها "وأنا أيضا أحب الحسين"، فهى نوعية مختلفة للغاية، بسيطة ومتواضعة للغاية، ولا تظهر في أي مناسبات.

جمال عبد الناصر وتحية كاظم
جمال عبد الناصر وتحية كاظم

 

دخلتى منزل الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات.. ما الفرق بينهما؟

الفرق بين المنزلين كبير للغاية، فمنزل جمال عبد الناصر بسيط للغاية، ولكن فيلا محمد أنور السادات كانت فيلا كبيرة التي كان يمتلكها محمد محمود خليل، والذى كان منزله تحفة فنية.

 

كيف كان لقاؤك جيهان السادات؟

قلت لجيهان السادات، لن أصور معك في الصالون، فقالت لى "لماذا؟"، فقلت لها "إذا صورت معك في الصالون المشاهدين سينظرون إلى الكنبة التي تجلسين عليها، والتابلوه الذى خلفك، والترابيزة الرخام والأعمال الفنية، ولن ينتبهوا إلى حديثك، فأنا سأصور معك في الحديقة، وبالتالي كل كلمة ستقوليها ستدخل إلى ذهن المشاهد"، وبالفعل تم إجراء اللقاء في الحديقة.

انور السادات وجيهان السادات
أنور السادات وجيهان السادات

 

خلال لقائك جيهان السادات وتحية عبد الناصر.. ما الذى لاحظتيه من فارق بينهما؟

الفارق بين زوجة الرئيس جمال عبد الناصر وزوجة الرئيس السادات، أن تحية كاظم سيدة مصرية في قمة التواضع، فلم أجد في حياتى سيدة متواضعة إلى هذا الحد، بينما جيهان السادات هي سيدة مصرية كريمة للغاية، وتريد أن تترك أثر جيد وأنت تكون محبوبة كفرد من أفراد المجتمع المصرى، وأتذكر عند لقائى معها أننى قلت لها سأطلب منك طلب، أن ترتدى فستان غامق ومفتوح، مثل فتحة قميص الرجال، وقلت لها يكفى شخصيتك وجمالك لأنك جميلة للغاية، وسنجلس في الحديقة حتى لا ينظر المشاهد إلا لك، فكانت سعيدة بكلامى وقالت لى "أنا تحت أمرك، أفعلى ما تريدين"، فأنا كنت أخدم المشاهد بهذا الأسلوب، وكذلك أخدم جيهان السادات، فالمشاهد مهم عندى .

 

انور السادات وزوجته جيهان
انور السادات وزوجته جيهان

 

بدايتك في التليفزيون كيف كانت؟

بداية التليفزيون بالنسبة لى كانت بداية حربية، فكان لا بد أن أناضل كى ارتقى بالتليفزيون.

 

لماذا؟

لأن التليفزيون حينها كان آلة ساحرة، فإذا جعلت المشاهد يشاهدك، فهذه أحسن آلة لخدمة بلدك مصر، كى يفهم منك المشاهد، وبالبعض يظن أن المشاهد أقل من المذيع ولكن العكس المشاهد أكبر منا، لأن المشاهد عندما يشاهدنا فهو يخرج كل السلبيات التي لدينا، فإذا أخطأنا نعاقب بشدة، وأى شخص في حياته العامة من الممكن أن يخطأ، فالمشاهد أذكى منا، فلابد أن أمتعه بالتليفزيون لأن الشاشة تجذب، وعندما أشرك المشاهد معى سيظل معى ولن يتركنى.

 

ما هي أبرز إنجازاتك خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟

يكفى أننى قدمت برامج عالم البحار، وعالم الحيوان، وبرامج عن تدريس اللغة الفرنسية والإنجليزية، وأحضرت مدرسين من إنجلترا وفرنسا وقلت لهم سأنظم لكم فصلين بتلاميذ مصريين، وتعلموهم كيفية النطق باللغة الإنجليزية والفرنسية، وكان هذا هدفى.

 

كيف كان لقائك الأول مع الإعلامى أحمد سعيد في دمشق قبل الزواج؟ وكيف تم التعارف بينكما؟

قابلت الإعلامى أحمد سعيد في دمشق لأنى كنت ذاهبة للعاصمة السورية مع ابنة عم الزعيم الهندى نهرو، وكانت معزومة في دمشق، وأخذتنى معها وكان ذلك في عام 1957 وقالت حينها "هذه ابنتى ولن أتركها"، فذهبت معها إلى دمشق، فجاء لى أحمد سعيد رحمه الله وكان حينها يتولى مسئولية وكالة أنباء الشرق الأوسط، فقال لى "من فضلك أنت ستقابلين كل الوزراء والمسئولين حيث كان هناك اجتماع مهم في سوريا، فأكتبى لى تصريح كل وزير ورئيس وزراء"، فقلت له "حاضر" .

الإعلامى أحمد سعيد
الإعلامى أحمد سعيد

 

وماذا فعلتِ حينها؟

بالفعل كتبت تصريحات المسئولين، وأعطيت ما كتبت لأحمد سعيد، فقال لى "أنا لا أعرف كيف أشكرك لأن ما فعلتيه عمل عظيم"، وقال لى بعدها "إن شاء الله عندما أعود إلى مصر سأراك"، فقلت له "إن شاء الله".

 

وهل ألتقيتما في مصر بعد ذلك؟

عندما عاد إلى مصر قابلنى، واتفقنا على القسمة والنصيب بأن يكون زوجى في المستقبل.

 

هل كان للإعلامى أحمد سعيد دور في عملك بالتليفزيون المصرى؟

لا لم يكن له دور على الإطلاق في دخولى التليفزيون، فمن كان له دور هو حاتم عبد القادر، فهو من أدخلى إلى التليفزيون، فهو كان يعرفنى ويعرف إمكانياتى.

 

هل دعمك أحمد سعيد خلال مشوارك الإعلامى؟

لا.. أنا عندما التحقت في البداية بالتليفزيون كنت في قطاع الأخبار، لأننى كنت متمكنة للغاية في هذا القطاع، فقال لى أحمد سعيد حينها "أنا همسك الأخبار يا شيرويت، وليس لك علاقة بالأخبار، وأذهبى إلى البرامج الثقافية"، فوافقت، وبالفعل التحقت بالبرامج الثقافية مع سميرة الكيلانى رحمها الله، ووثقت في سريعا، وقالت لى "قدمى أي برنامج تريدين"، ولكن سعد لبيب قال لى "قدمى برنامج عن الفن التشكيلى، وعلى مسئوليتى ستنجحين"، فوافقت وقدمت بالفعل برنامج عن الفن التشكيلى، وكان لابد أن أعرف كل فنان في مصر وأذهب له في المكان الذى يعمل فيه وأصور معه، مثل حامد ندا الذى ذهبت له في بيت السحيمى بالأزهر، وعبد الهادى الجزار، ورغب عياد الذى ذهبت له في منزله وأجريت لقاء معه، وأجريت لقاء مع عبد الهادى الجزار لم يسبقنى فيه أحد، حيث صورت معه يوم كامل، وفرغت له أكبر استوديو متنقل في ماسبيرو، وذهبت له وقلت له "سأحصل على كل أعمالك الفنية، وعلقت كل أعماله في الأستوديو، وأحضرت الناقد الفني، مختار العطار ، وقلت له ستسير مع الجزار في كل لوحة فنية وتشرحها للجمهور.

 

كيف جاء تأسيسك للقناة الثانية؟

نعم كنت من المؤسسين للقناة الثانية، والقناة كانت مهمة، قدمنا بالقناة برامج كثيرة متميزة مثل كما قلت سابقا عالم البحار وعالم الحيوان، وأحضرت أكبر علامة في البحار ليحكى قصة البحر الأحمر والبحر المتوسط والمحيط الأطلسى، وغيره من البحار والمحيطات.

 

ما هي قصة دعمك للإعلامية سلمى الشماع في التليفزيون المصرى؟

سلمى الشماع كان أداؤها جيدا، ومحتفظة بشخصيتها وجمالها، فهى جميلة للغاية، ومتواضعة، وأنا ساعدها، فكنت أقول لها "أي شيء تريدينه تعاليلى وأنا أساعدك"، لأنى كنت أساعد من يسعى للنجاح، فأنا كنت مؤمنة برسالة التليفزيون، ودائما كنت أقول للعاملين بالتليفزيون المشاهد أذكى منى،  ويعرف أن يخرج الأخطاء.

10e2f7bee7.jpg

سلمى الشماع

 

عاصرتى جيل الرواد مثل ليلى رستم وسامية صادق وسميحة عبد الرحمن وفريال صالح.. كيف كانت علاقتك بجيل الرواد بماسبيرو؟

بالفعل عاصرتهم جميعا وجميعهم كانوا في منتهى التواضع، فليلى رستم كانت شخصية فاذة لأنها جميلة للغاية وفى ذات الوقت ذكية للغاية، وكانت تدير حوار مع نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين، وتجلس وسطهم وتدير حوار في منتهى الذكاء والأدب، والمشاهدين كانوا يستمعون لها ويشاهدونها وهم سعداء، ولكن للأسف الشديد، ليلى رستم أصيبت بمرض شديد وابتعدت عن الإعلام، فهى حبيبتى، فهناك كثير من الإعلاميين كانوا معها ولكن لا أحد يستطيع أن يقترب من نجاحها، ولم يكن هناك أحد مثلها.

 

ليلى رستم
ليلى رستم

 

كيف كانت علاقتك بالإعلامية الكبيرة همت مصطفى؟

همت مصطفى كانت مع زوجى أحمد سعيد، وهما الاثنان يقدمان البرنامج السياسى، وعملت تحت رئاستها عندما كانت رئيسة التليفزيون، فكانت تقدر المعرفة للغاية، فهى تعرف أنى مثقفة، ولدى لغات، حيث اتقن الإنجليزية والفرنسية، والأدب الفرنسي والإنجليزى، وهذا جاء بصعوبة، وكنت أذهب إلى بى بى سى مع همت مصطفى، وقلت لهم أعطونى الخريطة البرامجية الخاصة بكم، وبالفعل أعطتنى "بى بى سى"، الخريطة البرامجية الخاصة بها وكانت ممتدة لسنة، وتتضمن البرامج وأسماء الضيوف على مدار عام كامل، وعندما عدت إلى مصر، وأعدت خريطة برامجية لمدة 3 أشهر، وقلت إنى سألتزم بها، وأحضرت كل المساعدين لى في التليفزيون، وتتضمن الخريطة البرامج والضيوف، وشخصية البرناممج، ولكن لألأسف الشديد لم استطع أن استمر في الخريطة البرامجية.

تحية كاظم
تحية كاظم

 

لماذا؟

لأنه لم يوجد أحد من المعاونين لى في التليفزيون حينها حفظت كلمته عندما قال سأساعدك على تنفيذها، فقد كانت مسئولية كبيرة ولكن في ذات الوقت كانت بالنسبة لى مسئولية جميلة للغاية، حيث تفتح الخريطة البرامجية وتقول معنا غدا برنامج كذا، وأنا كنت مخلصة للتليفزيون المصرى، وكنت دائما أسعى إلى تقديم برنامج ينفع المشاهد ولم يتم تقديمه قبل ذلك ، فهذا سينفع أجيال وأجيال ولابد أن أهتم بأهل مصر.

 

كيف كنت تحضرين المواد الأجنبية إلى التليفزيون المصرى؟

كنت مسئولة عن إحضارا لمواد الأجنبية للتليفزيون، حيث كنت أذهب كل عامين إلى "كان" بجنوب فرنسا حيث يتم تنظيم أكبر معرض للبرامج الأجنبية، وابحث هناك على البرامج الفرنسية والإنجليزية والإيطالية واشترى المواد التي تنفع المشاهد المصرى.

 

من كلفك بهذه المهمة؟

من كلفتنى بذلك رئيسة التليفزيون حينها مدام همت مصطفى لأنها تعرف إمكانياتى، وكل هذا يأتي بفضل حاتم عبد القادر والذى فهمنى من أول يوم وكان يقول لى ستفعلين كذا وكذا، وكان يختارنى لإجراء لقاءات مع الشخصيات الأجنبية التي تحضر لمصر للقاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فكنت أذهب بالكاميرا على فندق سميراميس وأجرى اللقاءات مع تلك الشخصيات.

 

ما هو أصعب المواقف التي تعرضتى لها خلال مسيرتك الإعلامية؟

لا يوجد شيء صعب، فالصعب أنت تستطيع أن تسهله على نفسك، ولابد أن تكون ذكى ويكون لديك حسن تصرف، وتتعامل برقى مع المشاهد، ولكن من أصعب المواقف التي كانت تمر علي في مسيرتى الإعلامية عندما كنت بجريدة الأخبار، حيث كنت أذهب لوزارة الخارجية فأجد 60 مراسلا يندفعون من أجل أن يكون لديهم الحق أن يسألوا في المؤتمر، فهذه كانت مواقف صعبة بالنسبة لي، ولكن زوجى أحمد سعيد قال لى "أتركى الأخبار ولا يكون لك علاقة بها".

 

من أفضل لك برامج الهواء أم البرامج المسجلة؟

برامج الهواء أفضل بالنسبة لى عن البرامج المسجلة، فهى مسئولية.

 

من كان مثلك الأعلى في التليفزيون؟

أنا خلال عملى بالتليفزيون كنت أعمل مع سميرة الكيلانى، فهى كانت أفضل مذيعة في البرامج الثقافية، فكنت مرتبطة بها للغاية لأنها ذكية ومثقفة، وكانت متزوجة محمود أمين العالم، وكان شخصية مثقفة للغاية، فعندما تعمل مع هذا المستوى فأنت ترتاح كثيرا، وليلى رستم كانت تقدم معى أفضل برنامج .

 

من أبرز الضيوف الذين استضفتيهم بالتليفزيون ولا يمكن نسيان لقاءاتك بهم؟

لن أنسى ضيوف مثل يوسف إدريس لأنه كان متحدثا جيدا للغاية، وكان صريح، فالشىء السيئ يقول إنه شيء سيئ، فهو كان من الشخصيات المهمة التي استضفتها في التليفزيون، بجانب الأديب العالمى نجيب محفوظ، ولن أنسى مطلقا شخصيته.

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

 

هل جمعك موقف طريف مع الأديب العالمى نجيب محفوظ؟

نعم.. في أحد المرات قلت له "يا أستاذ نجيب أنا كنت أراك في العباسية تسير في شوارعها، وأنا كنت من العباسية بشارع السرايات"، فقال لى "نعم أعرفك.. أنت عملتى انقلاب في العباسية"، فقلت له "لماذا؟"، فقال لى "كنت أول بنت تركب عجلة"، وهذا حقيقى، حيث كان يسير أمامنا بشارع السرايات .

 

كيف كانت تجربتك الصحفية؟

أنا عملت في روزاليوسف، حيث عملت مع إحسان عبد القدوس، وبعد ذلك عملت مع صلاح عبد الصبور، وهو كان أعظم رجل مثقف رأيته في حياتى، لأنه في منتهى التواضع وكذلك كان شاعر متميز، وكان في روزاليوسف له مكانة كبيرة للغاية، وكنت دائما أجلس معه في مكتبه .

 

لديك ذكريات جميلة في شقتك بشارع البرازيل بالزمالك منذ ما يقرب من 70 عاما؟

هذه الشقة اشتريتها عام 1952، وكانت تسكن فيها ميمى شكيب وسراج منير، فحينها ذهبت لإحدى صديقاتى في نفس الدور بالعمارة وقلت لها "أنا عجبانى العمارة وأريد شقة فيها"، فقالت لى "سأحضر لك البواب"، وبالفعل حضر البواب وقال لى "شقة 1 يمكنك شرائها، ويمكنك الإطلاع عليها قبل شرائها"، وعندما دخلت الشقة وجد سراج منير وميمى شكيب وقالولى لى "تفضيلى يا مدام مثلما تريدين"، فهما كانا يعيشان فيها وسيتركونها، واشتريتها بالفعل، وأحضرت أسرتى والدى ووالدتى وأخواتى وكنا سعداء حتى توفوا وفارقونا.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع