القاتل الصامت فى الولايات المتحدة.. الأرقام تشير إلى وفاة أكثر من 104 آلاف شخص بسبب المخدرات خلال عام.. "ذا هيل": الزيادة قياسية وتعكس اتجاها متناميا.. وولاية ألاسكا تشهد أعلى معدل زيادة بنسبة 60%

كشفت بيانات أمريكية جديدة عن أن وفيات الجرعات الزائدة من المخدرات فى الولايات المتحدة قد وصلت إلى مستوى قياسى جديد العام الماضى، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل".

وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية إنها تتوقع أن يكون نحو 104.288 شخصا قد ماتوا بسبب جرعة زائدة من المخدرات فى فترة استمرت 12 شهرا حتى سبتمبر 2021، فيما يمثل زيادة قدرها 16% وحوالى 14 ألف وفاة إضافية مقارنة بالعام السابق. وكان من بين الولايات التى شهدت التغييرات الأكبر خلال تلك الفترة ولاية ألاسكا التى شهدت زيادة وفيات الجرعات الزائدة بنحو 60%، وفيرمونت التى شهدت زيادة قدرها 59% وكنساس، التى ارتفعت وفيها وفيات الجرعات الزائدة بنسبة 49%.

 


المخدرات تسبب وفيات هائلة فى امريكا

وذكرت الصحيفة أن مراكز السيطرة على الأمراض كانت قدرت وفيات الجرعات الزائدة خلال فترة 12 شهرا انتهت فى يناير 2015 بحوالى 48.126. لكن فى العام الذى انتهى فى مارس 2020، وصلت وفيات تلك الفئة إلى 75.702، وبعد أن قلب وباء كورونا حياة الأمريكيين، ارتفعت الوفيات بسبب جرعات المخدرات الزائدة.

وبحلول أبريل 2021 تجاوزت الوفيات فى فترة الاثنى عشر شهرا السابقة المائة ألف حالة، وظلت على نفس الوتيرة فى الأشهر السنة التالية، وصولا لأحدث البيانات المتوفرة.

ويقول الخبراء إنه من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حتى فى الوقت الذى تراجع فيه تأثير وباء كورونا على الحياة اليومية.

وأشارت كاثرين كيس، الأستاذ المساعد للصحة العامة فى جامعة كولومبيا فى تصريحات لسى إن إن، إلى أنه عندما يتم تخفيف قيود كورونا، فإننا لن نشهد تراجعا بنفس الطريقة التى حدث بها التسارع لأن شبكات توزيع المخدرات والإدمان أصبحت جزء لا يتجزأ من المجتمع، ولن يتغير الأمر بين عشية وضحاها.

وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن البيانات الفيدرالية الجديدة تظهر أن الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من الميثامفيتامين والمنبهات النفسية الأخرى قد زادت بشكل كبير، زيادة تقارب 36% عن العام السابق. ومثلت حوالى 30% من جميع الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة فى آخر 12 شهرا، ارتفاعا من حوالى 25% فى العام السابق.

وتشير الشبكة إلى أن العلاقة بين وباء كورونا ووباء المخدرات واضحة، فقد شملت حزمة الإغاثة من كورونا التى تم إقرارها العام الماضى بقيمة 1.9 تريليون دولار، مئات الملايين التى تهدف إلى الحد من أضرار تعاطى المقدرات.

لكن الجائحة ربما قدم دروسا أكبر فى المعركة ضد الجرعات الزائدة من المخدرات. ويقول الخبراء إنهم لو تم استثمار هذا النوع من الانتباه والموارد والإرادة السياسية فى معالجة أزمة الجرعات الزائدة التى تواجدت مع كورونا، فسيكون هناك آلاف من الأرواح التى تم إنقاذها كل عام. والشىء الذى يختلف فى معالجة أزمة الجرعات الزائدة أسهل بطرق كثيرة من التفكير بشان كورونا أو فيروس نقس المناعة، هو أننا لسنا بحاجة تحقيق إنجازات علمية.

وحول نفس القضية، قالت صحيفة الجارديان إن المأساة المتعلقة بوفيات الجرعات الزائدة تمس السود والسكان الأصليين بشكل أكثر من غيرهم. فبين عامى 2019 و2020، كان معدل الوفيات لتلك الفئتين تتجاوز معدلها بين الأمريكيين البيض، الذين كانوا يموتون أيضا بأعداد غير مسبوقة.

ويشير ريكى بلوثنثال، الباحث فى الإدمان فى جامعة جنوب كاليفورنيا، إلى أن هناك الكثير من المجهول حول أسباب الارتفاع المفاجئ فى وفيات الجرعات الزائدة، وما إذا كان سيستمر. ويقول إن جزء من المشكلة هو أن الوباء قيد البحث.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع