2021 عام الحضور الطاغى رغم الغياب لترامب.. الرئيس الأمريكى السابق غادر البيت الأبيض فى يناير لكن ظل متصدرا المشهد السياسى فى الولايات المتحدة.. واقتحام الكونجرس وانتخابات 2024 وتقويض بايدن ثلاث معارك يخوضها

تصور البعض أن 2021 سيكون عام الغياب للرئيس الأمريكى السابق ترامب. فقد خرج من البيت الأبيض خاسرا محاولة البقاء فيه لولاية ثانية، ولم تنجح مساعيه فى محاولة التشكيك فى نتائج الانتخابات الرئاسية التى أتت بجو بايدن خلفا له. وكانت أحداث اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكى من قبل حشد من أنصاره فى السادس من يناير، بمثابة جرس إنذار يبعث له بإشارة بضرورة القيام بخطة للوراء لالتقاط الأنفاس والابتعاد، ولو مؤقتا، عن الفوضى السياسية فى هذا الوقت.

 

لكن ترامب، من جديد، قلب التوقعات، ففرض وجوده الدائم والمستمر على الساحة السياسية رغم حظره على منصات السوشيال ميديا، وباتت وسائل الإعلام الأمريكية التقليدية التى كانت تحاربه إبان رئاسته، هى نفسها من تبحث عن أخباره والموضوعات المتعلقة به والأكثر جذبا للجمهور من رتابة السياسة التقليدية للإدارة الجديدة.

 

ويمكن القول إن الإعلام الأمريكى تعامل مع ترامب فى عام 2021 بمبدأ "لا أحبه ولا أستطيع الابتعاد عنه"، فكاريزما الرئيس السابق جعلت حتى أعدائه يلهثون ورائه، وساعد على ذلك أنه فرض نفسه فى مجموعة من الأحداث أبرزها كانت محاكمة عزله الثانية فى الكونجرس الأمريكى بعد أيام من مغادرته البيت الأبيض، ثم ما تلا ذلك من تشكيل لجنة للتحقيق فى تلك الأحداث تسعى لملاحقة الرئيس السابق ومساعديه وأنصاره فى محاولة لإدانته على ما يوصف بأكبر اعتداء على رمز الديمقراطية الأمريكية خلال 200 عام. ثم المعارك التى يخوضها مع هذه اللجنة من أجل عرقلة عملها ومحاولة منعها من الوصول إلى الوثائق الخاصة بإدارته.

 

 

d7c17d0b79.jpg

كان عام 2021 بالنسبة لترامب عام القتال على ثلاث جبهات، الاولى تتعلق بقضية اقتحام الكونجرس، والثانية بـاستغلال شعبيته لدى قطاع واسع من الجمهوريين لدعم المرشحين المناصرين له فى الانتخابات النصفية المقررة العام المقبل، إلى جانب "جس نبض" الشارع الأمريكى إزاء محاولته العودة من جديد فى عام 2024. أما الجبهة الثالثة فتخص مساعيه الدائمة أبدا إلى تقويض ومهاجمة كل ما يقوم به بايدن.

 

أما عن اقتحام الكونجرس، فهى القضية الأكثر تهديدا لترامب، حتى أن الديمقراطيين يريدون أن تظل حاضرة فى أذهان الناخبين لأطول فترة ممكنهم باعتبارها سلاح رئيسى لهم لمهاجمة الجمهوريين فى معركة الانتخابات القريبة. وتستند إستراتيجية ترامب فى التعامل معها إلى شقين، الأول التقليل منها بالقول بأن الحشد كانوا غاضبين وتصرفوا بعفوية، على العكس مما تحاول وسائل الإعلام المناهضة له إثباته بأن ما حدث فى السادس من يناير كان مخططا له. والشق الثانى يتمثل فى الاستعانة بالقضاء لدحر ما تقوم به اللجنة المختارة من مجلس النواب الأمريكى للتحقيق فى الأحداث.

 

ويشهد القضاء الأمريكى حاليا حالة من الجدل بين ممثلين لجنة التحقيق فى الأحداث فريق ترامب القانونى، حيث يتمسك الرئيس السابق بحجب مستندات ووثائق البيت الأبيض خلال فترة إدارته للبلاد، فيما تتمسك لجنة التحقيقات الخاصة بضرورة الاطلاع على تلك الوثائق للوصول إلى المسئولين عن تحريض أنصار ترامب على أعمال العنف والشغب.

 

وبينما يحصل الرئيس على قرارات لصالحه تمنحه بعض الوقت، لكن اللجنة تلاحق مسئوليه بقوة، ووجهت للرافضين التعاون معها اتهامات بالازدراء مثلما حدث مع المخطط الاستراتيجى السابق بالبيت الأبيض ستيف بانون، فى حين أعلن البعض أنه سيتعاون معها مثل رئيس موظفى البيت الأبيض الأسبق مارك ميدوز.

 

 ومن المتوقع أن تظل محاولات الشد والجذب بين الرئيس وفريقه القانونى من ناحية واللجنة من ناحية أخرى مستمرة حتى العام المقبل، مما قد يلقى بظلاله على موسم انتخابات 2022.

 

7ea97049fc.jpg

 

وفيما يتعلق بخوض سباق الرئاسة مرة أخرى، لا يترك الرئيس السابق مناسبة إلا ويقدم فيها تلميحا قويا بأن يفكر فى الأمر، لكن لا يريد الإفصاح عن قراره النهائى حتى انتهاء الانتخابات النصفية فى 2022.

 

 وكانت مجلة بولتيكو قد قالت مؤخرا أن نوايا ترامب تؤكد حتى الآن اعتزامه خوض السباق الانتخابى أملًا فى العودة مجددًا إلى البيت الأبيض، حيث كشف مقربون من الرئيس السابق أنه يجرى حاليًا تقييم ودراسة لدائرة المقربين منه استعدادًا للمعركة الانتخابية المرتقبة.

 

وذكرت المجلة الأمريكية فى تقريرها أن اسم نائب الرئيس يشغل اهتمام ترامب فى الوقت الراهن، ففى السابق، كان اختيار ترامب لنائبه مايك بنس، قرارًا آمنًا نسبيًا مع وضع التوازن التقليدى لبطاقة الترشيح الرئاسى فى الحسبان، لكن الاستعدادات لانتخابات عام 2024 تشير إلى أن اختيار نائب الرئيس سيكون هذه المرة مختلفا إلى حد كبير، إذ قال أكثر من 10 مستشارين بالإضافة إلى مقربين من ترامب أن الرئيس السابق لا يشعر بأنه مُلزم بالتقيد باعتبارات جغرافية أو أيديولوجية أو أى قواعد سياسية قائمة على الإطلاق فى اختيار نائبه".

1a577133c0.jpg

ويستعد الرئيس السابق للمعركة الانتخابية المحتملة باستغلال كل الفرص الممكنة لانتقاد ومهاجمة بايدن وسياسته وطريقة إدارته للاقتصاد، فقال أن نفوذ الولايات المتحدة فى العالم انخفض إلى أدنى مستوياته التاريخية بعد وصول إدارة جو بايدن إلى البيت الأبيض.

 

وفى مقابلة مع قناة بريطانية، رد على سؤال حول موقع الولايات المتحدة على المسرح العالمى، وقال "هذه أدنى نقطة وصلت إليها البلاد، لا أذكر أن (أمريكا) كانت بهذا الموقع...". ولفت الرئيس السابق، إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تدهورت منذ وصول جو بايدن إلى السلطة.

 

وإلى جانب كل ذلك، كانت هناك معركة ترامب مع شركات السوشيال ميديا، التى قامت بحظر حساباته الرسمية عليها بعد أحداث اقتحام الكونجرس. وسعى ترامب للتغلب على انعدام سبل التواصل المباشر مع متابعيه وأنصاره بإطلاق منصة اجتماعية خاصة به، لكنها لم تحقق النجاح الذى كان يتوقعه.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع