"سياحة الفقراء ومحدودى الدخل" تنتشر فى فصل الصيف بالأقصر للاستفادة من عروض الفنادق.. خبراء السياحة يؤكدون: تواجدهم أفضل من غلق الفنادق.. والمحافظ: الأعداد جيدة ومؤتمر السياحة العالمى ساعدنا كثيرًا

ما أن يحل فصل الصيف وتبدأ درجات الحرارة فى الصعود لمستويات كبيرة، تؤدى إلى خلو الشوارع والفنادق والمقابر والمعابد من الأعداد الضخمة للسياح الذين يتسجمون شتاءً فى الأقصر بزيارات المعابد الأثرية، وتبدأ مرحلة سياحة مختلفة تماماً فى فصل الصيف وهى "سياحة محدودى الدخل" والفقراء من الأجانب، الذين يريدون السفر للأقصر ولكنهم ينتظرون العروض الصيفية وخفض الفنادق المختلفة بالبر الغربى والشرقى للأسعار بمميزات تجذب مثل هؤلاء السياح الذين يطلبون السفر والمتعة دون دفع أموال باهظة.

ويعتبر هذا النوع من السياحة هام للغاية لكونه يجذب طبقات اجتماعية متوسطة وضعيفة الدخل من مختلف أنحاء العالم لمصر فى تلك الفترة من الزمن، حيث أن سياحة الفقراء ومحدودى الدخل تجذب أعداد من السائحين ليست بالقليلة وتساعد فى تدفق الأموال والعملة الصعبة على مختلف المواقع التى يتواجدون فيها بصورة جيدة بدلاً من فراغ الفنادق والمزارات السياحية والأثرية من السائحين.

ومن جانبه يقول محمد عثمان الخبير السياحى وعضو لجنة التسويق السياحى بالأقصر، أن مدينة الأقصر تعتبر مقصد الآلاف من السائحين فى فصل الشتاء وكذلك فى الصيف، مؤكداً أنه رغم ارتفاع درجات الحرارة فى الصيف إلا أن عشق السائحين للأقصر لا يتوقف حيث يرونها مدينة التاريخ العالمية التى تبهر الجميع بمختلف دول العالم، بتاريخها الفرعونى القديم الذى مازال حتى يومنا هذا يجذب الآلاف من العشاق للتاريخ الفرعونى من مختلف دول العالم.

ويضيف محمد عثمان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأقصر تعتبر فى مختلف دول العالم كباقى مواقع مصر من أقل المدن فى تكاليف الإقامة والتنقل والسفر والزيارات للمعالم الأثرية الفرعونية، وذلك يؤدى إلى انتظار أعداد كبيرة من عشاق التاريخ الفرعونى لزيارتها فى الصيف وقت نزول عروض الفنادق الثابتة والمتحركة فى أسعارها بتلك الفترة من العام، مؤكداً أن الأقصر تتحول فى فصل الصيف إلى مقصد للآلاف من سياح العالم الفقراء وذوى الدخول المتوسطة.

ويؤكد الخبير السياحى محمد عثمان، أن الوزارة والقطاع السياحى بأكمله، يسعى لإعداد خطط جيدة خلال الفترة المقبلة لجذب أكبر قدر من السائحين فى الشتاء وكذلك الصيف الحالى والمقبل، ومن تلك الخطوات التى يشرف عليها يحيى راشد وزير السياحة، ما يسمى بـ(خطة 6*6) والتى تم إطلاقها للنهوض بالسياحة عقب أزمة الطائرة الروسية وحظر السفر لمصر، وشملت إطلاق أكبر حملات دولية للترويج السياحى للأقصر ومصر بمختلف دول العالم، وكذلك تحفيز الطيران بالمطارات المصرية ودعم شركتى مصر للطيران وإير كايرو لدعم السياحة، وأيضاً تشجيع السياحة الخضراء حيث تقوم هيئة التنمية السياحية بوضع ضوابط خاصة بضمان تطبيق المشروعات الجديدة باستخدام الطاقة المتجددة (الشمسية والرياح) بنسب تتراوح بين 15 لـ20%.

وأوضح محمد عثمان أن الخطة (6 فى 6) تشمل أيضاً تحسين الخدمة والمنتج السياحى وتطوير البنية التحتية، حيث تقوم الوزارة بتطوير عدد من المناطق الهامة لزيارات السياح ورفع كفاءة الطرق واستكمال الطرق الداخلية، وتشجيع الاستثمار عبر طرح أراضى جديدة للاستثمار السياحى والتعاون مع البنك المركزى المصرى لتأجيل مديونية المستثمرين وإعادة تأهيل الفنادق المختلفة.

فيما قال محمد بدر محافظ الأقصر، أن الحملات الدولية التى أطلقتها وزارة السياحة مؤخراً بمختلف دول العالم ساعدت فى زيادات واضحة بالأسواق الناشئة حيث أنه فى الربع الأول من عام 2017، ارتفعت أعداد السياح الوافدين من الصين لمصر بأكملها لـ115%، والهند 34%، واليابان بدأت فى التوافد بصورة كبيرة بنسب مميزة، وكذلك سجلت السياحة العربية ارتفاع كبير بنسبة 59%، والأعداد الوافدة من دول الخليج ارتفعت بنسبة 35%، وارتفعت السياحة القادمة من دولة الإمارات بنسبة 41%.

وأضاف محافظ الأقصر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن مؤتمر منظمة السياحة العالمية الذى عقد فى نوفمبر 2016، نجح بصورة كبيرة حيث أدى لقيام 50 دولة باختيار الأقصر عاصمة للسياحة العالمية، وكذلك بدأت الوزارة فى تشكيل لجان من القطاع الخاص من المستثمرين وأصحاب الشركات للترويج لكل مقصد سياحى على حده لضمان تعاون الوزارة مع القطاع الخاص فى النهوض بالقطاع السياحى.

ومن جانبه يقول الدكتور مصطفى وزيرى مدير عام آثار الأقصر، أن التوافد من السائحين على معابد ومقابر الأقصر الآثرية يسير بصورة طبيعية، حيث إن حركة السياحة تتواصل صيفا فى الأقصر عبر ما يطلق عليه الخبراء بـ"سياحة الفقراء"، مؤكداً أن المعابد تشهد إقبال أيضاً من السياح العرب من دول الخليج والعالم العربى بصورة أفضل من الأعوام الماضية.

وأضاف مدير آثار الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن رجال الآثار يقومون بمجهودات كبيرة خلال تلك الفترة عبر البعثات المصرية والأجنبية لاستكشاف آثار جديدة للتاريخ الفرعونى تساعد فى جذب أكبر قدر من السائحين لمشاهدة تلك المكتشفة حديثاً، حيث أنه من تلك الأعمال اكتشاف مقبرة للمستشار أوسر حات بالبر الغربى فى جبل دارع أبو النجا وكذلك عدد من القطع المميزة للملوك الفراعنة فى الغرب من قبل البعثات الأجنبية التى تعمل فيها فى تلك الفترة.